على الرغم من ارتفاع وتيرة الاحتجاج ضد المرشح الأوفر حظا لكرسى الرئاسة عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائرى الحالى والمرشح لدورة رابعة، فى بلد مازال يعانى من آثار الحرب التى أزهقت أرواح 200 ألف شخص، وحدّت من مطالب التغيير التى شهدتها تونس ومصر وليبيا فى انتفاضات الربيع العربى منذ 2011، أظهرت مؤشرات عدة فى الجزائر، وفق تقارير تداولتها وكالات أنباء، أن الرئيس الحالى عبد العزيز بوتفليقة لا يزال يتصدر السباق الرئاسى رغم تعاظم الحملة المناهضة له.
وألغت حملة بوتفليقة تجمعاً ببجاية بعدما تجمع المئات من معارضيه وأحرقوا صوره، والذى يقول معارضوه إن حالته الصحية لا تسمح له بالقيام بمهام الحكم، وخلال حملة الدعاية للانتخابات التى تجرى يوم 17 أبريل، ظل بوتفليقة بعيدا معظم الأوقات عن عيون الشعب، ولم يظهر سوى فى لقطات تلفزيونية موجزة مثلما كان الحال منذ إصابته بالوعكة الصحية.
ويؤكد أنصار بوتفليقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، أنه يمكنه الحفاظ على استقرار الجزائر، وينسب له الفضل فى إنهاء الحرب الأهلية التى شهدتها البلاد فى التسعينات بين الدولة والمسلحين الإسلاميين، وتقول فاطمة بنه، وهى من المشاركات فى تنظيم المؤتمر الانتخابى فى الشلفـى فى تصريحات صحفية نشرت بشبكة الـ”cnn” عن بوتفليقة أنه هو مثل الأب بالنسبة لنا، فهو صورة للاستقرار والأمن. أيدناه بالأمس، ونحن مخلصون، وأقل ما يمكن أن نفعله هو الاعتراف بما أنجزه”.
ويصف خصوم بوتفليقة ترشحه للرئاسة من جديد بأنه النفس الأخير للحرس القديم من حزب جبهة التحرير الوطنى الحاكمة التى هيمنت على الحياة السياسية فى الجزائر منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962، ولا يواجه بوتفليقة تحديا يذكر من المرشحين المنافسين له رغم غيابه، بفضل دعم الآلة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطنى والجيش وكبار رجال الأعمال.
على جانب آخر صرح المرشح الأوفر حظا على بن فليس، المنافس الأكبر للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى الانتخابات الرئاسية الجارية فى 17 أبريل، عن أسفه، بعد أعمال العنف التى اضطرت حملة بوتفليقة إلى إلغاء التجمع الواقع فى بجاية أمس.
واضطر مدير حملة الرئيس المنتهية ولايته إلى إلغاء التجمع الانتخابى للحملة إثر هجوم متظاهرين معارضين لعبد العزيز بوتفليقة على قاعة التجمع ببجاية، ما أسفر عن سقوط 15 جريحاً، منهم رجال شرطة.
وأضاف بن فليس “أدعو إلى احترام حرية التعبير فى كل الظروف والأحوال، وهذه هى القيمة التى تشكل حجر الزاوية فى مشروعى للتجديد الوطنى”، وقال فى رده على أنصار بوتفليقة “الرمى باتهامات لا أساس لها وأقوال غير مسئولة يشكل فى الحقيقة هروباً إلى الأمام”.
وصرح مدير حملة بوتفليقة فى بيان له عن “تجمهر معارض وعنيف”، قام به “الفاشيون الداعون إلى مقاطعة الانتخابات”، واتهمت فيه حركة بركات (المعارضة للولاية الرئاسية الرابعة لبوتفليقة) بالتعاون مع حركة انفصال منطقة القبائل”.
المصدر: الوكالات