بانتهاء المسح الطبي الذي تحتضه المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة مطلع شهر مايو القادم، تسجل هذه المبادرة سابقة فريدة من نوعها في مصر والعالم، لكونها المرة الأولى التي توجد فيها قاعدة بيانات تشمل كل المعلومات الصحية على كل مواطن على حده، مما يساعد على رسم الخريطة الصحية المستقبلية لمصر.
ويعني الانتهاء من كافة مراحل المبادرة التب انطلقت قبل حوالى أربعة أشهر، اكتمال عناصر الخريطة الصحية لمصر بتحديد الأماكن الأكثر انتشارا، والمنخفضة في معدلات الإصابة بفيروس (سي) والأمراض غير السارية (السكر والضغط والسمنة) ، مما يساهم في دراسة إعادة توزيع الخدمات والمراكز الصحية والأطباء بصورة عادلة، بحيث تكون أكثر انتشارا في الأماكن مرتفعة المعدلات، ومحدودة في المناطق الأقل إصابة بهذه الأمراض، إضافة إلى دراسة أسباب انتشار الأمراض ومنعها.
كما تتحدد ملامح الخريطة من خلال إجراء الفحص الطبي لكل مريض شاملة فيروس (سي والسكر وقياس الضغط والطول والوزن والسمنة في كل المحافظات مرورا بـ 3 مراحل لتحدد عدد المصابين بهذه الأمراض ومعالجتهم مجانا، للقضاء على وباء فيروس سي بنهاية 2020 ضمن أكبر مسح طبي، وتتحمل الدولة مبلغ 1129 جنيها عن كل مواطن مقابل المسح والعلاج والفحوصات، وتسليم كارت صحي مدى الحياة لكل مواطن مختوم بختم المبادرة، بحيث يعد وثيقة لتسجيل المريض، يحول بها للمستشفيات ومراكز العلاج.
وينقل مريض فيروس سي في حالة عدم علاجه المرض من 4 إلى 6 أفراد عن طريق استعمالهم أدواته الشخصية، ومن خلال عيادات الأسنان وصالونات الحلاقة، وتكون تكلفة علاج المريض 50 ألف جنيه، تتضاعف لتصل إلى 250 ألف جنية حال نقلة العدوى لأربعة أشخاص.
وتعد الأمراض غير السارية مقدمة أهم أسباب الوفاة في العالم، خاصة الوفيات المبكرة التي يمكن توقيفها إلى حد كبير بالوقاية منها أوبعلاجها مبكرا، ويقصد بها “الأمراض المزمنة “، وهي أمراض غير معدية تدوم فترات طويلة وتتطور ببطء في غالب الأحيان، وتنقسم أربعة أنواع رئيسية، هي الأمراض القلبية الوعائية (مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية) والسرطان ، والأمراض التنفسية المزمنة (مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن والربو) ، والسكر.
ومع دق ناقوس بناء مصر الحديثة بدأ العمل في معالجة جوانب القصور في الملف الصحي للمصريين، ويبقى مشروع مكافحة فيروس سي أحد أهم الإنجازات التي حققتها مصر بفضل الدعم الرئاسي لهذا المشروع، والجهود الجبارة التى تبذلها وزارة الصحة في هذا المجال، والتي نجحت في وضع مصر في مقدمة الدول المتصدية لهذا الفيروس اللعين الذي ينهش أكباد المصريين ، بعد أن كانت مصر الرابعة عالميا في معدلات الإصابة به، غدت اليوم رائدا عالميا في مجال مكافحة فيروس سي الكبدي.
اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالملف الصحي للمصريين ليس وليد مبادرته الرئاسية 100 مليون صحة، فقد وضع على عاتقة هذا الملف منذ بداية تولية الرئاسة بداية من الإعلان عن حملة “مصر خالية من فيروس سي “، مرورا بتنفيذ “منظومة التأمين الصحي الشامل”، والقضاء على قوائم الانتظار في الجراحات الحرجة، وصولا لحملة “الكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية” ، التي تستهدف الاطمئنان على صحة كل مواطن مصري عبر رسم خريطة صحية مستقبلية للمصريين من خلال النظام الالكتروني وتحديد أكثر الأماكن في المحافظات انتشارا في المحافظات في الإصابة بأمراض السكر والضغط والسمنة بالإضافة إلى فيروس سي.
مؤشرات نجاح المبادرة المستهدفة ل 75 مليون مواطن مصري، كشفت أنه في غضون خمس دقائق وبالمجان يستطيع المواطن إجراء التحاليل الطبية لفيروس سي والسكر والضغط وكتلة الجسم والطول، وذلك في أكثر من 3 آلاف نقطة مسح متحركة في 20 محافظة.
المصدر : أ ش أ