لم يمنع سكان بغداد من إعرابهم عن تمسكهم بمدينتهم وأملهم في أن تستعيد بعضاً من بريق ماضٍ رسّخ لها مكانة مرموقة في التاريخ بعد تذيلها للائحة المدن التي يحلو فيها العيش في العالم .
وأحتلت عاصمة العراق المركز الأخير بحسب الدراسة السنوية للأماكن الأفضل للعيش، والتي تعدها مجموعة “ميرسير” للاستشارات بين 223 مدينة شملتها الدراسة، وذلك للمرة الثانية بعد دراسة سابقة أجريت العام 2011.
وحلت أمام بغداد التي تعتمد حكومتها موازنة سنوية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، مدن مثل بانجي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وبور أو برانس في هايتي، ونجامينا في تشاد.
وجاء تصنيف المدينة الأسوأ بسبب غياب الأمن ونقص الخدمات وفقاً للدراسة التي تستند إلى نحو 40 عاملاً، تشمل البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن وسائل الترفيه والسكن والبيئة الطبيعية.
يذكر أن بغداد احتفلت قبل عامين بذكرى مرور 1250 عاماً على تأسيسها، وهي تكافح لاستعادة بعض من بريق ماضٍ رسّخ لها مكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي والعربي قبل أن تمحوه صراعات لم تتوقف فيها منذ عقود.
وبدأ بناء بغداد على ضفتي نهر دجلة في يوليو من العام 762 في عهد الخليفة العباسي أو جعفر المنصور (714-775) الذي أطلق عليها اسم “مدينة السلام”.
وأدت العاصمة العراقية منذ إنشائها دوراً محورياً في الحضارتين الإسلامية والعربية، وكانت بين أفضل مدن العالم في سبعينيات القرن الماضي.
وتعيش بغداد منذ الاجتياح الأميركي العام 2003 على وقع أعمال عنف يومية تشمل الهجمات الانتحارية والمسلحة والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والاغتيالات التي ينفذها مسلحون.
وتبدو العاصمة بسبب أعمال العنف هذه، عبارة عن وعاء إسمنتي كبير، حيث تنتشر في شوارعها الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي تحيط خصوصا بمبانيها الحكومية ومقرات الوزارات والمصارف خوفاً من التفجيرات.
المصدر: وكالات