بعد ست سنوات من الحرب في سوريا التي أوقعت نصف مليون قتيل تقريباً، كتب طوم أوكونور في مجلة نيوزويك أن أمريكا غيرت موقفها ولم تعد ترغب في خلع الرئيس بشار الاسد من السلطة.
وأدلى كل من وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون ومندوبة الولايات المتحدة في نيويورك نيكي هالي، بتصريحات تفترض أن واشنطن خففت موقفها من الأسد الذي كان يواجه حملة من فصائل مقاتلة متنوعة يدعمها الغرب.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر قبل توليه السلطة وبعدها، أن الأسد الذي اتهمته الإدارة السابق بجرائم حرب، هو بديل أفضل من الفصائل المعارضة، التي يرتبط العديد منها بصلات مع منظمات جهادية، مثل داعش والقاعدة.
وأمام مجموعة صغيرة من الصحافيين، كشفت هالي كم صارت واشنطن بعيدة من سياسة “على الأسد الرحيل” التي دعت إليها الإدارة السابقة. وقالت إن “أولويتنا لم تعد الجلوس هناك والتركيز على إطاحة الأسد، أولويتنا هي البحث عن طريقة يمكن بها إنجاز الأمور، ومن نحتاج للعمل معه لإحداث فارق للشعب السوري”.
وكانت هالي وصفت الأسد يوم الخميس بأنه “عائق أمام محاولة التقدم” مع المفاوضات الملغاة أو المتأخرة بين الحكومة السورية والمعارضة. واستخدم تيلرسون لغة مشابهة لكلام هالي، عندما سئل عن مصير الأسد في زيارة لتركيا للقاء مسؤولين أتراك.
وكانت أنقرة دخلت الحرب أيضاً كعدو للأسد، وصارت داعماً رئيسياً للفصائل المعارضة. وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ بدأت أمريكا دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تصفها أنقرة بأنها منظمة إرهابية لأنها تضم وحدات حماية الشعب التي تعتبرها فرعاً لحزب العمال الكردستاني، العدو اللدود للحكومة التركية. ومع أن تيلرسون طمأن تركيا إلى الدعنم الأمريكي، لم ينأ ببلاده عن وحدات حماية الشعب ولا عن الأسد. وقال: “أعتقد. على المدى البعيد مصير الرئيس الأسد يقرره الشعب السوري”.
وينسجم كلام تيلرسون مع كلام الأسد نفسه الذي يصر من 2011 على أن ولايته تستند إلى إرادة الشعب. وهو قال ذلك في مقابلات مع الإ علام الغربي. وأبدى أيضاً ترحيبه بدعم أمريكي لمقاتلة داعش، إذا حصل تنسيق هذا الأمر مع حليفه، موسكو، زوصف ترامب بأنه “حليف طبيعي” في وقت سابق هذه السنة.
ومن جهتها، أبدت إدراة ترامب انفتاحها على التنسيق مع أية دولة، بينها روسيا في الحرب على داعش. ووصف الأسد الأمريكيين بأنهم “غزاة” بسبب وجودهم في سوريا ودعمهم قوات سوريا الديمقراطية، ولكن التعاون بين القوات الكردية المدعومة أمريكياً والتحالف الروسي-السوري تزايد في الأشهر الأخيرة.
المصدر: وكالات