رفضت شرطة ميونيخ، السبت، تأكيد وجود دوافع إرهابية للهجوم الذي ضرب مدينة ميونيخ، توالت التكهنات بشأن تأثير ذلك الهجوم الجديد الحاصل على الأراضي الألمانية على الخريطة الأمنية، وحتى السياسية، للبلاد.
وفتح مسلح يبلغ من العمر 18 عاما، يبدو أنه تصرف بشكل منفرد، النار قرب مركز مزدحم للتسوق في ميونيخ مساء الجمعة، فقتل 9 أشخاص على الأقل في ثاني هجوم يستهدف مدنيين بألمانيا خلال أيام.
وعثر على المهاجم، الذي كان يحمل مسدسا، مقتولا بعيار ناري يشتبه بأنه أطلقه على نفسه، قبل أن يعلن قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس أندريه، أن المهاجم ألماني من أصل إيراني، ومن أبناء المدينة.
والهجوم الجديد الذي صدم ألمانيا جاء بعد أيام على “هجوم الفأس” حين أقدم لاجئ أفغاني على استهداف ركاب أحد القطارات قرب مدينة فولفسبورغ.
ويرى الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب، عماد رزق، أن ألمانيا قد تتعرض للمزيد من الهجمات الإرهابية جراء التورط في ملفات دولية وإهمال بعض المشكلات الداخلية، ما قد يسبب التوتر في الجبهة الداخلية، شأنها في ذلك شأن دول أوروبية أخرى.
ولفت رزق إلى تصاعد العمليات الإرهابية داخل ألمانيا خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن المؤشرات تتحدث عن تغير في الداخل الألماني بشأن ملف اللاجئين، وسياسة برلين حيال ذلك.
بينما قال الخبير الأمني، العميد خالد عكاشة، إن الأجهزة الأمنية في ألمانيا ستتعرض للمزيد من الضغط بعد تصاعد وتيرة العمليات ضد تنظيم داعش، لافتا إلى أن يجب على الأجهزة الأمنية الداخلية مكافحة الإرهاب على أراضيها، ومحاصرته.
وتضع هذه المعطيات تحديا كبيرا أمام سياسة الباب المفتوح التي أعلنتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في سبتمبر 2015، التي أدت إلى دخول ما يزيد عن مليون لاجئ إلى ألمانيا.
ووقوع أعمال إرهابية بواسطة مندسين ضمن جموع اللاجئين لم يكن شيئا مفاجئا، فقد ذكرت ميركل أن جماعات متشددة قامت بتهريب عدد من أعضائها إلى أوروبا وسط موجة المهاجرين الذين هربوا من سوريا تحديدا.
وبينما أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر موقع إخباري مقرب عن انتماء منفذ هجوم الفأس للتنظيم، رفضت برلين تأكيد “دوافع” مرتكب جريمة ميونيخ على الفور، مفضلة التمهل.
لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ “هجوم إرهابي مقيت” استهدف إثارة الخوف في ألمانيا بعد استهداف فرنسا الأسبوع الماضي.
وأوضح هولاند في بيان إن “الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميونيخ، وقتل أشخاصا كثيرين عمل مقيت يهدف إلى إثارة الخوف في ألمانيا بعد دول أوروبية أخرى”.
يشار إلى أن هجومي ألمانيا وقعا بعد أيام من الحادث الإرهابي المروع الذي قتل خلاله أكثر من 84 شخصا على الأقل في مدينة نيس الفرنسية، عندما أقدم شاب تونسي الأصل على دهس عشرات المحتفلين باليوم الوطني.