جسد إعلان المتحف المصري الكبير أمس الأربعاء، عن بدء التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية لاستكشاف اثنتي عشرة قاعة عرض تم تنسيقها بعناية فائقة وتعرض تاريخ مصر القديم منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، محطة جديدة في رحلة حلم وصلت إلى 22 عامًا، من التفكير التشييد والتطوير؛ ليصبح لدى مصر الآن أكبر متحف أثري يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، لعرض التراث والتاريخ المصري كما هو وجذب مزيد من السياح والزوار له.
ومرّ إنشاء المتحف المصري الكبير خلال هذه الفترة بالعديد من المحطات والتحديات من أجل الحفاظ على التراث المصري، من خلال عرض أكبر مجموعة من الآثار المصرية، إلى جانب تنظيم المعارض التاريخية في مصر وإعادة إحياء التراث المصري.
وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف.
وبالفعل فاز تصميم قدمته شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري.
وتم البدء في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.
واكتمل التشييد لمبنى المتحف خلال العام 2021، على مساحة 300 ألف متر مربع، وبه العديد من قاعات العرض على مساحات ضخمة، ويضم العديد من القطع الأثرية الفريدة التي لم يتم عرضها من قبل على رأسها، كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.
ويضم المتحف آثار الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وهناك عرضًا يخص مراكب الملك خوفو، إلى جانب قطع أثرية نادرة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
وتعرض عدد من قاعات العرض محاكاة للأثار المصرية والتاريخ المصري، إذ يعد المتحف كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، إلى جانب بناء عدد من الغرف الخاصة بالأنشطة الثقافية والتعليمية لا سيما للأطفال.
وتم توقيع عام 2021 عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذي يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.
واقتربت مصر من الافتتاح النهائي له، حيث يفتتح اليوم بشكل تجريبي، ففي مدخله يقف تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، ينقلك إلى درج عظيم ارتفاعه يصل إلى 24 مترًا ويمتد على 64 مترًا، وفي شكل تاريخي تتراص 60 قطعة أثرية على الدرج يصل وزنها إلى 38 طنًا.
وتبلغ مساحة المتحف 500 ألف متر، تزينه الحدائق على مساحة 120 ألف متر، وداخل المتحف أكثر من 12 صالة عرض، تغطي الفترات من عصور ما قبل التاريخ، وحتى نهاية العصر الروماني في مصر من خلال العروض التاريخية المقدمة.
وأصبح المتحف المصري الكبير من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، إذ تقدر مساحته بـ117 فدانًا، وبه 100 ألف قطعة أثرية و5000 قطعة أثرية، تخص الملك توت عنخ آمون، فضلًا عن تميزه بموقعه القريب من منطقة الأهرام والعاصمة المصرية القاهرة.
ومن مميزات المتحف المصري الكبير التي تختلف عن باقي المتاحف الأثرية، أنه أول متحف أخضر في مصر، إذ أن أغلب المباني التي يضمها خضراء وتعمد على الطاقة النظيفة ومعايير الترشيد.
وكذلك الخلايا الشمسية وأنظمة الإضاءة والتهوية الطبيعية، وأهلته تلاك المباني للحصول على حصل الشهادة الدولية “Edge Advance” للمباني الخضراء المعتمدة، من قبل مؤسسة التمويل الدولي.
وافتح المتحف المصري الكبير، أبوابه، أمام الجمهور اليوم الأربعاء، وذلك لبدء التشغيل التجريبي لأجزاء جديدة بالمتحف، وتشمل 12 قاعة عرض رئيسية للمرة الأولى، بإجمالي قطع أثرية تبلغ 24 ألف قطعة، تقع على مساحة تقدر بحوالى 6 أفدنة، بخلاف ما تم تشغيله بالفعل.
وتضم قاعات المتحف المصري الكبير، القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني، طبقًا لسيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى.
ومن المقرر أن يستقبل المتحف في التشغيل التجريبي له، 4 آلاف زائر يوميا بحد أقصى، لأن الهدف من التشغيل التجريبي، تقييم جاهزيته لاستقبال الجمهور، وتحديد أي نقاط تحتاج إلى تحسين، وسيتم تحديد موعد الافتتاح الرسمي للمتحف لاحقا من قبل رئاسة الجمهورية.
وكانت الفترة السابقة، شهدت تشغيل المتحف تجريبيا عبر جزء بسيط تضمن البهو العظيم والمسلة والدرج العظيم وعرض “توت عنخ آمون” والمنطقة التجارية، حققت اكتمالا فى الأداء ونجاحا تجاوز التوقعات.
وسيتم افتتاح قاعة الملك “توت عنخ آمون”، صاحب الشهرة العالمية الواسعة،عند الافتتاح الرسمي، بما تحتويه من كنوز أثرية معروضة تقترب من 5390 قطعة فريدة، منها قطع يشاهدها المتخصصون لأول مرة.
ووصف الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الافتتاح التجريبى للمتحف المصرى الكبير بأنه نقطة تحول كبيرة على مستوى مصر والعالم وهو حدث تاريخى ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
وأشار حسين عبد البصير إلى أن المتحف المصرى الكبير هدية مصر للعالم، حيث تقدم للعالم تراثا ثقافيا ومتحفيا على أعلى مستوى فضلا عن متحف الحضارة، موضحا أن الدولة المصرية لديها العديد من المتاحف كمتحف الحضارة والمتحف المصرى الكبير، فضلا عن المتاحف الإقليمية والتاريخية والتى تتكامل معا من خلال طرح تاريخ وتراث مصر بشكل متواجدة فى عدة أماكن وتمثل إثراء للزائر.
المصدر : وكالات