عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، توالت ردود الأفعلا الدولية المستنكرة للحادث والمعبرة عن قلق بالغ بشأن مصير المفاوضات التي تخوضها الحركة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاقا النار في غزة.
وسيطرت عملية الاغتيال على مجريات العملية السياسية الإقليمية، وسط توقعات بأن تؤدي إلى مواجهة في الإقليم تتدخل فيها إيران وقوى أخرى، مقابل توقعات بتدخل الولايات المتحدة لحماية إسرائيل.
وفي إطار التكهنات، بات من شبه المؤكد لمتابعين للشأن الفلسطيني أن اغتيال هنية سيضفي المزيد من التعقيدات على المفاوضات، وبالتالي أصبح من المستبعد في الإطار المنظور التوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار.
وجاء الموقف القطري، الدولة الضامنة للمحادثات، تكريسا لهذه التوقعات، حيث اعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء، أن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته.
وشدد آل ثاني في منشور على منصة إكس على أن السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين، وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.
وحذرت الخارجية القطرية في بيان، من أن “عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة، من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى، وتقويض فرص السلام”. مجددة موقف قطر الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب.
من جهتها، حذرت مصر، الدولة الضامنة أيضا للمحادثات، من سياسة التصعيد الإسرائيلي الخطيرة خلال اليومين الماضيين، واعتبرت أنها تنذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة.
وحث بيان الخارجية المصرية مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليا “الاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذا التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية”.
واعتبر البيان أن “تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفسطيني”.
وباعتباره الزعيم السياسي لحماس، كان هنية يشرف على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن في القطاع مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
في السياق، يرى محللون إسرائيليون إن اغتيال هنية يمكن أن يدفع بالمفاضات قدما.
وقال باراك رافيد، المحلل السياسي الإسرائيلي لشبكة “سي أن أن” الأمريكية، إن تل أبيب تعتبر هنية “أحد المسؤولين عن هجمات حماس في 7 أكتوبر”. وأورد رافيد أنه رغم أنه ليس له تأثير عسكري كبير فإن اغتياله “سيكون له تأثير كبير” في المفاوضات الجارية حول الرهائن ووقف إطلاق النار.
المصدر: وكالات