في كلاسيكو رائع مفعم بالمتعة والإثارة والغزارة التهديفية والمستوى الفني الرائع ، خالف برشلونة التوقعات وحقق فوزاً ثميناً على غريمه اللدود ريال مدريد ، 4-3 في عقر داره بإستاد سانتياجو برنابيو .
إستحق النجم الكبير ليونيل ميسي نجومية المباراة بتسجيله 3 أهادفه وتحقيقه لقب الهاتريك وقيادته فريقه إلى الفوز الكبير، وتسجيله رقماً قياسيا جديداً ، ساهم به في صناعة التاريخ.
حيث حطم الرقم القياسي لهدافي مباريات الكلاسيكو الذي كان يشترك فيه ميسي مع النجم القديم دي ستيفانو هداف الريال الأسبق ، ولكل منهما 18 هدفاً ، لينفرد ميسي بالرقم الجديد بـ 21 هدفاً حتى إشعار آخر.
وبهذا الفوز الثمين ، يكون البارسا قد نجح في تخطي عثراته السابقة وإحتففظ بفرصته في الدفاع عن اللقب حتى إشعار آخر.
على عكس التوقعات دفع تاتا مارتينو بالنجم البرازيلي نيمار في بداية المباراة ليبدأ بأقوى أسلحته الهجومية ويستغل الرغبة العارمة لدى النجم البرازيلي لإثبات وجوده ، حيث أنه سبق أن سجل هدفاً في ذهاب الكلاسيكو في أكتوبر الماضي.
لعب البارسا بطريقة 4/3/3 ، حيث تقدم نيمار في الهجوم إلى يمين ميسي ومعهما أنيستا في الجناح الأيسر ومن خلفهم فابريجاس وتشافي وبوسكيتس، أما خط الدفاع فتكون من داني الفيس وماسكيرانو وبيكيه وخوردي البا ، ثم الحارس فالديس .
أما الريال فلعب أيضا بطريقة 4/3/3 ، وبتشكيل يتكون من لوبيز حارساً وأمامه كارفاخال وراموس وبيبي ومارسيلو في الدفاع ، وفي الوسط دي ماريا وتشابي الونسو ومودريتش ، وفي الامام الثلاثي جاريث بيل وبنزيمة وكريستيانو رونالدو.
بدأت الإثارة مبكراً في الدقيقة الثالثة بإنطلاقة لكريستيانو وأرتدت مباشرة إلى ميسي الذي إنطلق ومرر لنيمار في الجناح الأيسر فسددها أرضية أمسك بها لوبيز، وأظهرت هذه اللعبة ان البارسا جاء المباراة وإضعاً في إعتباره الهجوم كإختيار أساسي رغم صعوبة المباراة في ملعب سانتياجو برنابيو.
ينظم البارسا هجمة منظمة في الدقيقة السادسة وسط إندفاع للريال وتصل الكرة إلى ميسي الذي يمرر كرة بينية رائعة إلى أنيستا في الجناح الأيسر غير المراقب الذي يسدد كرة هائلة في سقف الشبكة مسجلا هدفاً رائعاً ومبكراً.
لم تخب آمال الريال ولم يصبه الإحباط ، فبادر بشن الهجمات المتتالية ، وخاصة عن طريق الناحية اليسرى التي كان يشغلها كريستيانو ، بدعم من دي ماريا ومارسيلو، وفي الدقيقة الثانية عشرة يفرط بنزيمة في هدية ثمينة من دي ماريا الذي مر من ثلاثة لاعبين من البارسا ومرر له كرة حريرية سددها بإهمال فوق العارضة مهدراً فرصة خطيرة .
ويرد برشلونة بموجات هجومية متتالية معتمدة على المرتدات في ظل تهور الريال بالإندفاع للتعويض، ومن إحدى هذه الهجمات ، يمرر فابريجاس كرة تضرب مصيدة التسلل المدريدية ليجد ميسي نفسه منفرداً ، فيتقدم ويسدد برعونة كرة طائشة بجوار القائم الأيسر مهدراً هدفاً لا يضيع وبالذات من لاعب بقيمة ميسي .
يصمم الريال على التعويض ، والهجوم عن طريق الناحية اليسرى التي أصبح قائدها دي ماريا الذي إستطاع أن يفتح شارعاً إسمه داني ألفيش وفي الدقيقة 20 يمر دي ماريا ويرفع كرة متقنة على رأس بنزيمة الذي يرتقي لها متفوقاً على رقيبه ماسكيرانو ويسددها برأسه داخل المرمي بعد أن فشل فالديز في إبعادها لتسكن في مرماه كهدف تعادل للريال .
يضاعف الهدف المدريدي من الإثارة والمناورات الهجومية من الفريقين ، ويبدو أن الفريق الملكي كان يلعب بتعليمات من أنشيلوتي لإستغلال ثغرة داني الفيش التي لم ينتبه لسدها المدرب الأرجنتيني تاتا خاصة مع ضعف المساندة لالفيش من زملائه في الوسط ، لأن تشافي لا يعود للدفاع أما بوسكتيس وفابريجاس ، فهما مشغولان في مراقبة عناصر الريال المتحركة بإستمرار وخاصة كريستيانو وجاريث بيل ومودريتش، ومن هذه الثغرة نفسها يأتي الهدف الثاني للريال في الدقيقة 23 حين يمر دي ماريا من 3 لاعبين للبارسا ويرفع كرة عرضية وهنا يقفز ماسكيرانو في الهواء برعونة بدون أن يصل إلى الكرة ، التي يستقبلها بنزيمة على فخذه، ويهيئها لنفسه ثم يسددها على الطائر، داخل المرمى كهدف بديع يترجم تفوق الريال.
رغم إحباط البارسا وتأثره ، إلا أنه يواصل الهجوم من جديد ،
وفي الدقيقة 42 ومن هجمة معقدة يتبادل ميسي ونيمار الكرة بطريقة ” هات وخد” داخل منطقة جزاء الريال، وسط زحام المدافعين، ورغم الزحام تمر هذه التمريرتين وتصل الأخيرة من نيمار إلى ميسي الذي ينقض ويسدد صاروخاً أرضياً مسجلاً هدفاً تاريخيا بديعاً ، هو الهدف رقم 19 له في مباريات الكلاسيكو والذي حطم به الرقم القياسي لهدافي مباريات الكلاسيكو الذي كان يشترك فيه ميسي مع النجم القديم دي ستيفانو هداف الريال الأسبق ، ولكل منهما 18 هدفاً ، لينفرد ميسي بالرقم الجديد حتى إشعار آخر.
وعلى وقع هذا الهدف والإحتكاك والعنف بين بيبي وفابريجاس عقب الهدف تمر الدقائق الباقية لنتهي الشوط الأول بالتعادل 2/2.
بدأ الشوط الثاني سريعاً حافلاً بالإثارة المبكرة ويحاول البارسا التحكم والسيطرة وسط الملعب، ولكن الخطورة تكون من نصيب الريال، ويظهر جاريث بيل “في الكادر” لأول مرة، ويمرر لكريم بنزيمة المنفرد الذي يلف جسمه ويسدد فيتصدى لها فالديز وينقذ مرماه.
وتتصاعد الإثارة سريعاً من هجمة مرتدة في الدقيقة 54 ، حينما يشق كريستيانو طريقه نحو منطقة الجزاء وعلى حافة الصندوق يعرقله داني الفيش قبل دخوله لحدودها الشرعية ولكنه كان قد سقط داخل الصندوق ليمنحه الحكم ما يكانو ضربة جزاء ومنها سجل كريستيانو الهدف الثالث .
ويتواصل التصعيد والإثارة والإندفاع الهجومي المتبادل ويمرر بنزيمة إلى بيل الذي يهدرحيث أنقذها فالديش .
وينتفض البارسا مرة جديدة عبر إحدى المرتدات حيث مرر ميسي كرة بينية بين مارسيلو راموس إلى نيمار المندفع بسرعة وكاد ينفرد ولكن راموس يرتكب خطأ لا يغتفر عندما يعرقله فيسقط داخل الصندوق ويحتسب الحكم مايكون ضربة جزاء ويطرد راموس لتنتقل المباراة إلى مرحلة أخرى، حيث يصاب الريال بحالة إضطرارية من التحفظ، فيخرج أنشيلوتي النجم بنزيمة، ويدفع بقلب الدفاع فاران ليعيد التوازن إلى دفاعه على حساب النقص الهجومي .
ينتقل بالتالي التفوق والإندفاع الهجومي إلى البارسا ، ويمارس تاتا هوايته، بالدفع بالأوراق الهجومية، فيخرج نيمار ويدفع بالجناح بيدرو في الدقيقة 67 وبعدها بعشرة دقائق يدفع بالمهاجم اليكسس سانشيز بدلا من فابريجاس، وتبتسم المباراة أخيراً للبارسا، حيث يواصل حصاره الهجومي ، وفي غضون ذلك يحتسب الحكم مايكون ضربة جزاء ثانية للبارسا في الدقيقة 82 حينما عرقل تشافي الونسو ، أنيستا داخل المنطقة بإهمال غريب ، ومن هذه الضربة يسدد ميسي بثقة مسجلاً الهدف الرابع لفريقه والثالث له ، لينل لقب الهاتريك ويقود فريقه نحو الفوز الكبير والإنقاذ له من الفشل المبكر في الدفاع عن اللقب.
المصدر: وكالات