تبدأ اوكرانيا وروسيا الخميس مفاوضات دقيقة حول امدادات الغاز الروسي الى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة والتي تستخدمها موسكو سلاحا في اختبار القوة الذي تخوضه مع كييف.
وسيجري وزير الطاقة الاوكراني الانتقالي يوري برودان ورئيس شركة نفط غاز الاوكرانية اندري كوبوليف يرافقهما برلمانيون اوكرانيون، محادثات في موسكو مع رئيس مجموعة غازبروم الروسية العملاقة للغاز اليكسي ميلر.
وفي وقت تعول كييف على واردات الغاز الروسي لتغطية 60% من حاجاتها اعلنت غازبروم الثلاثاء عن زيادة في اسعار الغاز لاوكرانيا بنسبة تزيد عن الثلث.
وبذلك سيرتفع سعر الغاز الروسي الى حوالى 480 دولارا لالف متر مكعب، وهو من اعلى الاسعار المطبقة على الدول الاوروبية، في وقت تعاني اوكرانيا ازمة اقتصادية حادة وتعتمد على مساعدة حيوية من صندوق النقد الدولي تم التفاوض عليها الاسبوع الماضي.
وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الاربعاء من ان الازمة في اوكرانيا قد يكون لها تداعيات “واسعة” على الاقتصاد العالمي اذا لم تحظ ب”ادارة جيدة”.
وفي بروكسل ندد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة باستخدام الطاقة ك”سلاح سياسي او اداة اعتداء”.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الصعوبات الراهنة “تؤكد ضرورة ضمان امن الطاقة ليس فقط في اوكرانيا وانما ايضا في اوروبا”.
وفي هذا السياق دعا رئيس مجموعة ايني الايطالية للطاقة الى اعتماد استراتيجية للطاقة على الصعيد الاوروبي تؤدي الى خفض الاعتماد على الغاز الروسي، في مقابلة نشرت الخميس في المانيا.
وقال باولو سكاروني لصحيفة فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ ان “بوسع اوروبا نظريا ان تضع خططا وتنظم امورها حتى تتمكن القارة على المدى المتوسط من الاستغناء عن غازبروم” محذرا في المقابل من انه “ينبغي اعتماد استراتيجية اوروبية لا نرى اثرا لها في الوقت الحاضر”.
كما تستضيف العاصمة الروسية الخميس اجتماعا لوزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظرائه من الدول الحليفة لموسكو في “الحلف الاطلسي الروسي” وهي بيلاروسيا وارمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
وسيكون هذا الاجتماع بمثابة رد على قمة الحلف الاطلسي التي عقدت في بروكسل واعتبر خلالها الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاربعاء عن “قلقه البالغ” من الوجود العسكري الروسي الكثيف على حدود اوكرانيا، مشيرا الى انه لم يلحظ “اي خفض يذكر” في عديد هذه القوات.
وقال “اشاطر فعلا القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا (الجنرال الاميركي فيليب بريدلوف) قلقه”.
من جهته قال بريدلوف متحدثا لوسائل اعلام “نعتقد انهم (الجنود الروس) قد يتدخلون في غضون 12 ساعة .. انهم مستعدون للتحرك ويستطيعون تحقيق اهدافهم خلال ثلاثة الى خمسة ايام” في حال تلقوا تعليمات بذلك.
وذكر من بين اهداف موسكو المحتملة اقامة ممر بري في جنوب اوكرانيا يصل القرم بروسيا والسيطرة على ميناء اوديسا الاوكراني وايضا منطقة ترانسدنيستريا المولدافية الناطقة بالروسية والواقعة غرب اوكرانيا.
وسعيا لاحتواء التوتر، اعلنت السلطات الانتقالية في كييف عزمها على اعتماد “اللامركزية” لصالح المناطق، لكن هذا الامر يبقى بعيدا من النظام الفدرالي الذي ترى موسكو انه الضامن الوحيد لحماية السكان الناطقين بالروسية.
وتبنت الحكومة الاوكرانية الانتقالية مبدأ “لامركزية السلطة والمجتمعات المحلية” بهدف “تحقيق مصالح المجموعات الوطنية والمحلية” بحسب نص نشرته على موقعها.
وتريد كييف بذلك ابعاد شبح التدخل الروسي فيما تعهد الرئيس فلاديمير بوتين الدفاع “باي ثمن” عن السكان الناطقين بالروسية بعد ضم شبه جزيرة القرم.
ومنذ الاطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش في نهاية فبراير بعدما تراجع عن تحقيق تقارب مع اوروبا، شهدت المناطق الاوكرانية الناطقة بالروسية توترا ملحوظا.
واعلن يانوكوفيتش الاربعاء انه “لا يمكنه القبول” بضم القرم الى روسيا، لكنه حمل مسؤولية هذه الخسارة للسلطات الجديدة في كييف.
وينسجم اقتراح “اللامركزية” مع توصيات العديد من الدول الغربية ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وياتي ردا على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اطلق فكرة النظام الفدرالي في اوكرانيا بهدف “حماية حقوق من يعيشون في اوكرانيا وخصوصا السكان الروس”، الامر الذي سارعت كييف الى رفضه واعتباره مناورة لتقسيم البلاد.
وتصاعد التوتر في العلاقات الاميركية الروسية مساء الاربعاء مع قرار وكالة الفضاء الاميركية ناسا تعليق كل علاقاتها بروسيا ما عدا التعاون في محطة الفضاء الدولية.
المصدر: أ ف ب