بدأت وقائع الجلسة الختامية لمؤتمر المجلس الاعلي للشئون الاسلامية حول تجديد الخطاب الديني المنعقد حاليا بالاقصر .
ورحب احمد على عجيبة الامين العام للمجلس الاعلي للشئون الاسلامية في بداية الجلسة بضيوف مصر الكرام عاصمة السياحة والحضارة، موجها الدعوة لعودة الامن وتقديم صورة الاسلام الصحيح التي شوهها بعض المهوسين.
كان المؤتمر الدولي للمجلس الآعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف قد استعرض خلال جلسته العلمية الثالثة اليوم الأحد بالأقصر برئاسة الدكتور أسامة الأزهرى عضو المجلس الاستشارى التخصصى لرئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية وبحضور وزير الأوقاف رئيس المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة, حتمية تجديد الخطاب الدينى وسبل تجديده وآليات تفكيك الفكر المتطرف ومفهوم مصطلح الخطاب الدينى ودور العلماء فى تحقيق ذلك.
وناقش علماء من السعودية ومصر وفلسطين عوائق تجديد الخطاب الدينى وضرورة إعمال العقل فى التجديد والتركيز على وسطية وسماحة الدين الإسلامى، مشددين على ضرورة الجمع بين الأصالة والمعاصرة فى تجديد الخطاب الدينى والتعامل مع التراث بأسلوب علمى وتشجيع الاجتهاد والفتاوى الجماعية لا الفردية مشددين أيضا على ضرورة إحياء قيم حب الوطن والعمل والتسامح فى المجتمع الإسلامى.
وبدوره طالب الدكتور جمال سيد بيه نائب رئيس جامعة قناة السويس بضرورة الأخذ من التراث بما يتفق مع تجديد الخطاب الدينى المعاصر وإعمال العقل كمناط للتفكير وأساس الإبداع وعليه يجب عدم رفض التراث على علاته أو الأخذ به بل بنظرة عقلية مع مراعاة المصدرين الأساسين “القران الكريم” و”السنة النبوية المطهرة”.
وطالب المؤتمر بعلم كلام جديد يتفق ومتغيرات واحتياجات العصر يعالج قضايانا الحالية بلغة معاصرة تواكب المرحلة التى تمر بها الجمع بين الأصالة والمعاصرة وتشجيع الاجتهاد الجماعى لا الفردى, مبينا أن الخلاف بين العلماء لا يتجاوز 100 قضية فقهية يمكن لعلماء الأئمة المتخصصين المالكين لأدوات الاجتهاد الحديث تسويتها.
كما نقل الدكتور يوسف دعيس وزير الأوقاف بفلسطين للمشاركين بالمؤتمر التحية من المسجد الأقصى مطالبا بشد الرحال إليه لتفكيك الفكر الصهيونى المتطرف ومحاولة إسرائيل إقامة الهيكل المزعوم على المسجد وتمكين المستوطنين لدخوله وتقسيمه مكانيا, مشيرا إلى إساءة المستوطنين للإسلام والمسلمين وللرسول عليه السلام داخل المسجد الأقصى, رابطا بين إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين والإرهاب ضد الأبرياء.
وأشار متحدثا أمام المؤتمر إلى تجربة وزارة الأوقاف بفلسطين لتفكيك الفكر المتطرف والدعوة للتسامح والتعايش مع المسيحين وتنقية الخطاب الدينى من التعصب وتعزيز روح المواطنة وتوحيد خطبة الجمعة وتدريب الأئمة.
ومن جانبه شدد الدكتور محمد بن أحمد الصالح أستاذ الدراسات العليا بالجامعات السعودية على سماحة الدين الإسلامى ووسطيته ودعوته للتسامح والرحمة والرفق بالإنسان والحيوان وهى القيم التى يحتاجها المجتمع ولابد أن يعكسها الخطاب الديني لدحر التشدد.
وبدوره أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصى عميد كلية الدراسات العليا بالأزهر السابق وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أمام المؤتمر, ضرورة إعادة الدين إلى مفهومه الصحيح السمح وإلى رونقه فى السلوك والمنهج والاهتمام بمقاصد الأحكام لا مجرد لفظها وترك الغلو والتشدد فى الدين ضاربا المثل بذلك بتشدد بعض الجماعات على إخراج زكاة الفطر من الطعام وتحريم الصور الفوتوغرافية وتحريم تهنئة غير المسلم والتشديد برمى الجمار بعد الزوال وتحديد عورة المرأة وتكفير الحكام.
وأشار إلى أن إجماع الفقهاء على جواز إخراج الزكاة نقودا والصور الفوتوغرافية للحاجة إليها لتيسيير حاجات المسلمين وجواز رمى الجمار طوال أيام التشريق لحماية النفس وأن عورة المرأة الكف واليدين حفاظا على وقارها وأمن مجتمعها بضرورة إظهار وجهها وأنه ليس بعورة.
وبدوره أكد الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر إلى أن التجديد أصبح الآن هاما وضروريا وعاجلا, منوها إلى عقبات التجديد ومنها عدم تحديد المصطلحات ` واختلاط مفهوم التجديد بين العلماء, وتعدد الخطابات الدينية ما بين التشدد والتسيب, والاختلاف فى أسلوب التجديد, والخوف من التجديد حفاظا على التراث وظاهرة تخوين الآخرين وعدم الاهتمام الإعلامى بجهود التجديد وتأخر المسلمين فى استخدام التقنيات الحديثة.
وطالب الدكتور حامد بعقد اجتماعات بين القيادات الدينية فى العالم الإسلامى لتحديد مصطلح محدد للتجديد ومؤتمرات موسعة لأصحاب كل أنواع الخطابات للاتفاق على نوع بعينه وأسلوب التجديد ومد العلماء بالأدوات التقنية للتواصل مع العالم والإنفاق من أموال الزكاة على جهود التجديد للقضاء على تلك العوائق.
واستعرض الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر معوقات تجديد الخطاب الديني وضرورة ربطه بالاجتهاد لمواجهة تحديات العصر.
من جانبه حذر الدكتور مصطفى عرجاوى أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة القانون بالأزهر من عدم الرد سريعا على الفتاوى المتشددة كما يدعى الارهابيون بأن الرسول عليه السلام بعث بالذبح ليبرروا لأنفسهم قتل الأبرياء مطالبا المجامع الفقهية بتوضيح المفاهيم الخاطئة وانشاء قناة فضائية للرد على الفتاوى المضللة ومحذرا أيضا من التعصب المذهبي.
المصدر: وكالات