يصوت سكان منطقة القرم اليوم الأحد على الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا في الوقت الذي اتهمت فيه كييف موسكو بزيادة حجم قواتها المسلحة بسرعة في شبه الجزيرة في “انتهاك صارخ” للمعاهدة الدولية.
وفتحت مراكز الإقتراع أبوابها في الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) وتغلق بعد ذلك باثنتي عشرة ساعة. وستعلن النتائج المؤقتة في ساعة متأخرة مساء الأحد مع توقع معرفة النتيجة النهائية بعد يوم أو يومين.
وأمام الناخبين في القرم البالغ عددهم 1.5 مليون خياران: الوحدة مع روسيا أو منح منطقتهم التي يسيطر عليها ساسة موالون للكرملين الحق في تحديد مسارها واختيار إقامة علاقات مع من تريد بما في ذلك موسكو.
ولروسيا حق الاحتفاظ بقوات في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود بما في ذلك في قاعدتها البحرية في ميناء سيفاستوبول بموجب اتفاقية وقعت بعد نيل أوكرانيا الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991.
ويأمل كثير من الأوكرانيين أن تجلب لهم الوحدة مع روسيا رواتب أفضل وأن تجعلهم مواطني بلد قادر على تأكيد نفسه على الساحة الدولية. لكن آخرين يرون أن الاستفتاء ليس سوى استيلاء من الكرملين على أراض من أوكرانيا التي يريد حكامها الجدد الاقتراب بها من الاتحاد الأوروبي والابتعاد بها عن الهيمنة الروسية.
أما التتار وهم مسلمون سنة يشكلون نحو 12 في المئة من سكان القرم فقالوا إنهم سيقاطعون الاستفتاء على الرغم من تعهد السلطات بإعطائهم مساعدات مالية وحقوقا مناسبة في تملك الأراضي.
وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقفه بشأن القرم قائلا إنه يتعين أن يحمي الشعب من “الفاشيين” في كييف الذين أطاحوا بيانوكوفيتش في أعقاب انتفاضة قتل فيها أكثر من 100 شخص.
وترفض القوى الغربية التي تعد عقوبات اقتصادية ضد موسكو بسبب القرم توصيفه للسلطات في كييف بأنها خلفاء للقوات الأوكرانية التي تحالفت مع النازي وقاتلت الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية.
من ناحية أخرى، قال ايهور تنيوخ القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني اليوم إن وزارتي الدفاع الأوكرانية والروسية اتفقتا على هدنة في شبه جزيرة القرم تستمر حتى 21 مارس.
وأضاف إيهور تنيوخ للصحفيين على هامش اجتماع حكومي “تم التوصل لاتفاق مع أسطول البحر الأسود (التابع لروسيا) ووزارة الدفاع الروسية على هدنة في القرم حتى 21 مارس .. لن تتخذ إجراءات ضد منشآتنا العسكرية في القرم خلال تلك المدة.”
وصرح تنيوخ في وقت سابق بأن أعداد القوات الروسية في القرم تبلغ الان تقريبا مثلي المستوى الذي جرى الاتفاق عليه مع موسكو وإن القوات الأوكرانية تتخذ “إجراءات متناسبة” على طول الحدود مع روسيا.
ورفض تنيوخ أي إشارة إلى أن أوكرانيا الضعيفة عسكريا واقتصاديا قد تستسلم في مواجهة القوة الروسية.
وقال في مقابلة مع وكالة انترفاكس للأنباء “القرارات ستتخذ اعتمادا على كيفية تطور الأحداث. لكن دعوني أقول مرة أخرى إن هذه هي أرضنا ولن نتركها.”
واتهم تنيوخ موسكو بتجاوز الحد المتفق عليه بشأن الجنود الذي قال إنه 12 ألفا و500 لعام 2014.
وقال تنيوخ “للأسف أنه في فترة قصيرة جدا زاد العدد من 12500 إلى 22 ألفا. هذا انتهاك فظ للاتفاقيات الثنائية ودليل على أن روسيا أحضرت قواتها بصورة غير قانونية إلى أراضي القرم.”
وأبلغ الوكالة أن العدد بلغ 18400 جندي يوم الجمعة.
وأضاف “نرى زيادة في عدد الجنود الروس في القرم.”
وتابع قائلا “ولذلك تتخذ القوات المسلحة الأوكرانية الإجراءات الملائمة على امتداد الحدود الجنوبية.”
المصدر: رويترز