أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يوسي كوهين، الذي يزور واشنطن، أن أمام الولايات المتحدة طريق طويل لتقطعه في المحادثات مع إيران قبل عودة طهران للامتثال الكامل للاتفاق النووي.
والتقى بايدن، كوهين، في واشنطن، الجمعة، وناقش معه الملف النووي الإيراني.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني قرب رفع الحظر طبقاً للمحادثات الأخيرة في فيينا، فيما نفت واشنطن ذلك على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي لـ “ABC”، حيث أكد أن واشنطن لم تتوصل لاتفاق مع إيران حتى الآن في فيينا.
وخلال اجتماع لجنة التنسيق الاقتصادي الحكومية، قال حسن روحاني: “ربما نشهد انفراجة مهمة في الأسابيع المقبلة بشأن العقوبات على بلادنا، ثمة أطراف داخلية وأخرى خارجية مستفيدة من استمرار العقوبات تسعى لعرقلة مسار فيينا”.
كما نفت واشنطن التقارير حول صفقة تبادل السجناء مع طهران وأكدت أنها تعمل على إطلاق سراح سجنائها.
وصرح المتحدث باسم الخارجية نيد برايس اليوم الأحد للصحفيين أن “التقارير عن التوصل إلى اتفاق على تبادل أسرى ليست صحيحة”.
في الوقت نفسه، شدد المتحدث على أن الحكومة الأمريكية تثير دائما قضايا مواطنيها المحتجزين أو المختفين في إيران، مضيفا: “لن نتوقف عن العمل ما لم نصبح قادرين على إعادتهم إلى عوائلهم”.
ويأتي ذلك على خلفية نشر التلفزيون الإيراني في وقت سابق من تقريرا مفاده أن طهران وواشنطن توصلتا إلى اتفاق يقضي بتنفيذ صفقة تبادل سجناء بصيغة أربعة مقابل أربعة، مع إفراج الولايات المتحدة عن سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
ونقل التلفزيون الإيراني عن مصدر مطلع تأكيده أن واشنطن بموجب الاتفاق المبرم ستفرج عن أربعة إيرانيين محتجزين لديها بتهمة الالتفاف على العقوبات ضد ايران، فيما ستطلق طهران في المقابل سراح أربعة سجناء أمريكيين متهمين بالتجسس.
وأكد التلفزيون أن الولايات المتحدة وافقت أيضا على الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، مشيرا إلى أن الاتفاق جاء بممارسة ضغط من الكونغرس الأميركي على إدارة الرئيس جو بايدن.
كما أكد التلفزيون الإيراني صحة الأنباء عن توصل طهران إلى اتفاق مع لندن يقضي بالإفراج عن المواطنة الإيرانية-البريطانية نزانين زاغري-رادكليف المسجونة في الجمهورية الإسلامية، مقابل تحرير لندن 400 مليون جنيه استرليني من الأموال الإيرانية المجمدة.
يأتي ذلك فيما أكد دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنهم لا يرون ضمانات بأي حال لنجاح مفاوضات فيينا، لكن لا شيء مستحيلاً.
وقال الدبلوماسيون في بيان السبت: “كنا نأمل بإحراز تقدم في مفاوضات فيينا هذا الأسبوع، لكن الاتفاق في فيينا يحتاج التفاهم حول القضايا الأكثر حرجاً مع إيران، محادثات فيينا حول إيران تحتاج لعمل كبير في وقت ضيق”.
في المقابل صرح السفير الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل أوليانوف، للصحافيين عقب اجتماع الأطراف المتبقية بالاتفاق النووي في ختام الجولة الثالثة من المحادثات: “لا نتوقع انفراجة في الأيام المقبلة”، لافتاً إلى أن المحادثات ستستأنف الجمعة.
وأضاف أوليانوف الذي يعد أحد أكثر الأصوات تفاؤلاً في المحادثات: “نحتاج ببساطة إلى مواصلة العمل الدبلوماسي اليومي، وكل المؤشرات تقودنا إلى توقع نتيجة نهائية ستكون ناجحة وسريعة خلال بضعة أسابيع”.
يذكر أنه منذ مطلع أبريل، تجري الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق الرامي إلى منع إيران من الاستحصال على سلاح ذري، محادثات لإحيائه بعدما انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات قاسية على طهران، وعودة الأخيرة إلى تطبيق الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب هذا الانسحاب.
ومنذ بدء المباحثات، يحضر وفد أمريكي في العاصمة النمساوية من دون الجلوس إلى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني. ويتولى الأطراف الآخرون، لاسيما ممثلو الاتحاد الأوروبي، التواصل مع الطرفين.
وانطلقت الجولة الثلاثاء، وتخللتها على مدى الأسبوع اجتماعات للخبراء الذين يشكلون مجموعات العمل الثلاث المنبثقة من المباحثات.
وتتوزع هذه المجموعات على ثلاثة مجالات أساسية هي رفع العقوبات الأمريكية، وعودة إيران إلى التزاماتها النووية، والترتيبات التنفيذية من قبل الطرفين.
المصدر: وكالات