أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال كلمته بمناسبة 100 يوم على توليه السلطة، أن إدارته ورثت أسوأ أزمة صحية منذ قرن وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير.
واستغل بايدن جائحة فيروس كورونا لطرح أولوياته في وقت يشهد استقطابا سياسيا، فأبلغ الجلسة المشتركة لمجلسي الكونجرس النواب والشيوخ، التي عقدت مساء الأربعاء، وملايين الأمريكيين الذين يتابعونه على شاشات التلفزيون بأن “أمريكا مستعدة للإقلاع”.
وبدأ بايدن خطابه بأنه استعاد ثقة الأمريكيين في الديمقراطية بعد نحو 100 يوم من خلافته دونالد ترامب في المنصب.
وقال “الآن وبعد 100 يوم فقط، يمكنني أن أقول للأمة: أمريكا تتحرك مجددا، محولة الخطر إلى إمكانية والأزمة إلى فرصة والانتكاسة إلى قوة”.
وأشار إلى أن حزمة الإنفاق والائتمان الضريبي الجديدة، والتي تبلغ إلى جانب خطة سابقة للبنية التحتية والوظائف نحو 4 تريليونات دولار، بمثابة استثمار حيوي لمستقبل الولايات المتحدة.
وقال “أتيت الليلة لأتحدث عن أزمة وفرصة.. عن إعادة بناء وطننا- تنشيط ديمقراطيتنا والظفر بالمستقبل لأمريكا”.
وتابع “عملنا على توفير 1.3 مليون وظيفة في 100 يوم”.
كما شدد على سعيه “لدعم الطبقة الوسطى التي بنت هذه البلاد”، مضيفا: أنه “يتوجب على الشركات الأميركية والأثرياء أن “يدفعوا نصيبهم العادل” من الضرائب.
وعن معركة كورونا، أشاد الرئيس الأمريكي بمعركة بلاده ضد كوفيد-19 باعتبارها واحدة من “أعظم الإنجازات اللوجستية”.
وأضاف “تمكنا من تسليم 200 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا”.
وذكر بايدن “كل شخص في الولايات المتحدة يبلغ أكثر من 16 عاما أصبح بإمكانه الحصول على اللقاح”.
وأوضح أن “أكثر من نصف البالغين تلقوا جرعة واحدة على الأقل” وأنّ “الوفيات بين كبار السنّ انخفضت 80 بالمئة منذ يناير”.
وأضاف بحذر “لا يزال هناك عمل يتعيّن فعله للتغلّب على الفيروس”.
ودعا الرئيس الأمريكي مجلس الشيوخ إلى تمرير مشروع قانون رئيسي من أجل إصلاح الشرطة يحمل اسم الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد.
وناشد الرئيس الكونجرس التصويت نهائيًا على هذا النصّ الذي تمّ تبنّيه في مجلس النواب، وقال بايدن “أعرف أنّ للجمهوريّين أفكارهم الخاصّة. علينا أن نعمل معًا للتوصّل إلى إجماع، فلنُنهِ ذلك الشهر المقبل، في الذكرى السنويّة الأولى لوفاة جورج فلويد” في 25 مايو 2020 اختناقًا تحت ركبة شرطيّ أبيض.
وبشأن الصين، قال بايدن أمام الكونجرس إن الولايات المتحدة “لا تريد نزاعا” مع الصين، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن “الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأمريكية في المجالات كافة”.
وقال بايدن “خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة” ولكن في المقابل “سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة” و”سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ” و”لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان”.
وشدد بايدن على أنه سيعمل عن كثب مع حلفاء أمريكا لمواجهة التهديدات التي تشكلها برامج إيران وكوريا الشمالية النووية “من خلال الدبلوماسية والردع الصارم”.
والخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليداً راسخاً في الحياة السياسية الأمريكية، إلا أن كلمة بايدن هذه السنة جرت في أجواء استثنائية بسبب أزمة كورونا.
وحضر 200 شخص فقط إلى قاعة مجلس النواب لهذه المناسبة، مقارنةً بأكثر من 1600 شخص عادة.
ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، جلست امرأتان خلف الرئيس على مرأى كاميرات التصوير، هما الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وكامالا هاريس التي أصبحت في يناير أول امرأة تعين نائبة للرئيس.
المصدر: وكالات