بالفيديو.. انطلاق فعاليات القمة الـ11 لمنظمة “الدول الثماني النامية” للتعاون الاقتصادي في القاهرة
انطلقت فعاليات القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني الإسلامية النامية للتعاون الاقتصادي (D8)، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم الخميس.
وبدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية بالقمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ حجاج التلاوي.
ومن المقرر أن تتناول القمة سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء ، كما ستتضمن جلسة خاصة حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأزمة اللبنانية.
وتأسست منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D 8) في عام 1997 لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية ، وتتكون من مصر وتركيا ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش.
وفي كلمته أمام القمة الــ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، أكد الرئيس السيسي، أن الدول النامية تواجه تحديات جسيمة تعيق تحقيق تطلعات شعوبها نحو الرخاء والتنمية على رأسها نقص التمويل وتفاقم الديون وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة خاصة فى أوساط الشباب ، وهو ما يجعلها تجد نفسها في صعوبة بالغة في تحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول.
ودعا السيسي، في كلمته، إلى ضرورة تضافر الجهود بين الدول النامية لمواجهة تلك التحديات المركبة لتعزيز التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة فى مختلف المجالات وعلى رأسها: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، والزراعة، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ومن جانبه، أعرب رئيس وزراء بنجلاديش، محمد يونس، عن سعادته البالغة بالتواجد في ضيافة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر، مثمنًا الدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم القيم المشتركة وتعزيز التعاون الدولي.
وأشار محمد يونس، خلال كلمته، إلى أنه منذ تولي بنجلاديش رئاسة المجموعة في عام 2024، حرصت بلاده على دعم التعاون الوثيق بين الدول الأعضاء رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها المجموعة، وخاصةً في ظل الأزمات التي خلفتها جائحة كورونا وتأثيرها السلبي على الجميع.
وأكد أهمية تأسيس مجلس متابعة لمجموعة الثمانية النامية لتعزيز سبل التعاون، مشيدًا بالدعم الذي حظيت به بنجلاديش من جميع الدول الأعضاء خلال رئاستها للدورة الماضية.
وفي كلمته أمام القمة، أكد الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، أهمية التعاون بين أعضاء منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي وتحقيق الصالح العام لشعوبها.
وأوضح جوكو ويدودو، أن المنظمة تمتلك مقومات كبيرة لتصبح قوة اقتصادية مؤثرة على الصعيد العالمي، مشيرًا إلى ضرورة تطوير سلاسل إمدادات شاملة ومتكاملة بين الدول الأعضاء.
وشدد على أن المنظمة تركز على مصالح دول الجنوب العالمي، داعيًا إلى التكاتف والعمل المشترك تحت مظلة القانون الدولي لتعزيز التعاون وتحقيق التنمية المستدامة..قائلا “يجب أن ننحي خلافاتنا جانبًا ونعمل كقوة واحدة لتحقيق الرخاء لشعوبنا، لأن التعاون هو سر قوتنا”.
كما أعلن التزامه الكامل بدعم دور المنظمة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز وحدة أعضائها وتوسيع عضويتها لجذب مزيد من الدول للانضمام والمشاركة في هذا التعاون البناء. ودعا إلى تعلم الدروس من الأوضاع الجيوسياسية الحالية والعمل بروح الوحدة لمواجهة التحديات المستقبلية.
وفي كلمته أمام القمة، ثمن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دور مصر التي تلعبه في دعم برامج الشباب سعيا منها لتمكينهم اقتصاديا.
وأكد أردوغان، أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، مشددًا على ضرورة تبني حلول اقتصادية مبتكرة إلى جانب الحلول السياسية لمعالجة الأزمات الراهنة.
وأشار أردوغان إلى أن العالم يشهد اليوم نزاعات وتوترات تؤثر على الاستقرار الدولي، ما يفرض على المنظمات الدولية، ومنها منظمة الدول الثمانية النامية، ضرورة التكيف مع المستجدات العالمية والعمل على صياغة استراتيجيات شاملة للتعافي من الأزمات.
ودعا الرئيس التركي إلى دعم الشباب وريادة الأعمال باعتبارهما مفتاح النمو الاقتصادي، مؤكدًا أن دول المنظمة تتمتع بميزة ديموجرافية فريدة، حيث يشكل الشباب غالبية السكان، مقارنة بالدول الغربية التي تعاني من شيخوخة سكانها.
وفي كلمته أمام القمة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي ستكون قادرة على المضي قدما ودعم الشراكات فيما بين دولها، من خلال إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكيمة لقمة الثماني النامية، موضحا أنه لابد من دعم التعاون والشراكة وأهمية الوحدة الكاملة لتحقيق الصالح العام لكافة الدول، ودعم العجلات التجارية والشراكة بين دول المنظمة لتحقيق الصالح العام.
وأعرب الرئيس الإيراني عن اعتزازه لوجوده في الدولة العظيمة مصر، موجها الشكر للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال وتنظيم المؤتمر بالغ الأهمية، لافتا إلى أن واحدة من الأشياء التي يجب تسليط الضوء عليها هو التاريخ العظيم لمصر دولة النيل والحضارة ونموذج من الجمال والتاريخ.
وأكد وزير خارجية نيجيريا يوسف مايتاما توجار، في كلمته، أهمية وضع الخطوات وحجر الأساس من أجل الوصول إلى التمكين الاقتصادي الشامل الذي سيحقق الاستقرار والرخاء لدول منظمة الدول الثماني، وتقديم خارطة طريق مهمة ودعم وتمكين الشباب ودعم دور منظمات والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وقال وزير خارجية نيجيريا “نحتاج لإدارك كل أهدافنا ليكون لدينا شباب واعد وممكن ولديه قيم كبيرة؛ لذلك تجب مناقشة الاستغلال الأمثل للثروة البشرية، وأن القمة قامت بجعل التعليم والمهارات التقنية وتمكين الشباب على قائمة أولوياتها، ودعم الابتكار والنمو الاقتصادي الذي سيساهم في السلام والاستقرار في مجتمعاتنا”.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في كلمته، إن “التوغل الإسرائيلي في المنطقة يشكل خطرا كبير على العالم أجمع”..مطالبا بضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف شريف، أن القمة تعقد في وقت عصيب وأنه لا يمكن تحقيق السلام والرخاء ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم أجمع دون وقف إطلاق النار في غزة، داعيا جميع الدول الأعضاء في المنظمة إلى الالتزام بكافة المعايير الإنسانية لدعم هذا الحل.
وحول الوضع في لبنان، قال رئيس الوزراء الباكستاني إنه بعد تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان قد زالت مخاطر محتملة ولكن لاتزال هناك مخاطر أخرى من التوغل الإسرائيلي في المنطقة والذي يشكل بدوره تهديدا كبيرا للعالم بأكمله..مثمنا تخصيص الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في غزة ولبنان.
وفي كلمته، أكد زامبري عبد القدير وزير التعليم العالي في ماليزيا ، ضرورة دعم الاقتصاد الذي يتسم بادماج الابتكارات وأحدث التقنيات التكنولوجية وكذلك الذكاء الاصطناعي.
وقال عبد القدير، “إن منظمة الثمانية قد تم تدشينها عام 1997 وكانت تدعم الاقتصاد في الدول الأعضاء وكذلك تدعم المشاركة بين الدول وكانت دائما ما تركز على هدف واحد ما بين الدول وهو أن نحسن من الحالة الاقتصادية للدول”.
وأضاف أن “دولنا قد من الله عليها بأراض شاسعة وبموارد كثيرة وبطاقة وموارد بشرية هائلة ، حيث أننا نمثل 15% من إجمالي سكان العالم لذلك هذه المنظمة بالغة الأهمية ، ويقدر الاقتصاد الخاص بها 1.3 تريليون دولار وهى تمثل نسبة كبيرة ولكن للأسف نسبة التجارة والاقتصاد ما بين الدول الأعضاء في قمة الثمانية 170 مليار دولار فقط وهى نسبة ضئيلة جدا”.
في كلمته، التي ألقاها عبر تقنية الفيديو كونفرانس، قال سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن الشباب هم طاقة المستقبل، وأن الأمم المتحدة تتطلع إلى دعم واستمرار التعاون مع منظمة الدول الثماني النامية لتحقيق مستقبل مستدام وأكثر سلاماً.
وأشار جوتيريش، في كلمته، إلى أهمية موضوع القمة الذي يركز على دعم الشباب وتمكين المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة كسبيل لتحقيق التمكين الاقتصادي.
وأوضح أن مشاركة الشباب في المجتمع أصبحت أمراً بالغ الأهمية، معتبراً أن هذا يمثل التزاماً كاملاً نحو تحقيق الاستدامة، ومرتبطاً بتمكين ريادة الأعمال وخصوصاً في مجال التحول الرقمي.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته، أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية بما يخدم شعوبها ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة ، مع التركيز على تفعيل دور الشباب والمرأة كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني والتنمية المجتمعية.
وقال “إن فلسطين رغم ما تواجهه من عدوان إسرائيلي واحتلال متواصل لأرضها وشعبها تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير قطاعات التعليم والتكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي”، مؤكدا أهمية دعم المشروعات الريادية الصغيرة والمتوسطة إلى جانب المشروعات الكبرى في مجالات الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والزراعة، والصناعة لتحقيق النمو الاقتصادي.
وتطرق إلى الجرائم اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من مجازر جماعية وتهجير قسري وحصار مستمر على قطاع غزة ..مطالبًا بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 27/35 لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من القطاع.
وفي كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن التحديات التي يشهدها العالم تظل امتدادا للتحدي الأخطر المرتبط بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بأبعادها المختلفة.
وأضاف أبوالغيط، أن توقيت انعقاد القمة اليوم يتسم بالدقة والحساسية في ظل حالة من الترقب والقلق حيال آفاق المستقبل نتيجة تسارع الأحداث وتزايد التحديات المختلفة والأزمات التي يشهدها العالم بوتيرة غير مسبوقة.
وتابع أن الأحداث الجارية حولنا تؤكد أن الترابط والتنسيق الوثيق بين الدول ذات الإمكانيات المتقاربة والتطلعات المتشابهة بات فرضا وواجبا من أجل رسم سياسات عملية تواكب متطلبات العصر الحالي وتساعد على تحقيق النهوض التنموي المطلوب والخروج من نفق الأزمات الراهنة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)