أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما اليوم الثلاثاء بالعلمين الجديدة، على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية بين البلدين، والحرص المتبادل على تطويرها وتعزيزها بما يحقق مصالح الشعبين المصري والأمريكي.
وصرح المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة السفير أحمد أبو زيد بأن الوزير عبد العاطي أكد أهمية العمل على الارتقاء بمختلف أوجه التعاون السياسية والعسكرية والتجارية والاقتصادية بين البلدين، وبما يصب في صالح تعزيز شراكتهما الاستراتيجية.
وأمن الوزير بلينكن على ذلك، حيث أعرب عن تقدير بلاده للعلاقة مع مصر، وحرصها على تطويرها وتعزيزها، وتوافق الجانبان على أهمية عقد الدورة الثانية للجنة الاقتصادية المشتركة، تأسيساً على دورها الهام في تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وقال المتحدث أن اللقاء تناول بشكل مستفيض تطورات أزمة قطاع غزة، والجهود المصرية القطرية الأمريكية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ييسر إجراءات تبادل الأسرى والمحتجزين، ويحقن دماء الفلسطينيين في القطاع، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية بالكم الكافي لاحتواء الكارثة الإنسانية القائمة.
وأعرب الوزير عبد العاطي عن أمله في أن تشهد الجولة القادمة من المفاوضات رغبة سياسية إسرائيلية صادقة لوقف الحرب على القطاع، معتبراً ذلك السبيل الوحيد ليس فقط لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، ولكن أيضاً للحيلولة دون خروج الوضع الإقليمي عن السيطرة وارتفاع حدة التصعيد بشكل يهدد استقرار الإقليم بأكمله وسلامه شعوب المنطقة.
وأكد وزير الخارجية لنظيره الأمريكي على رؤية مصر وجميع دول الإقليم تجاه مستقبل استقرار الشرق الأوسط، تتأسس على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أعرب الوزير الأمريكي عن اتفاقه مع رؤية مصر الساعية لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وتقديره لجهود الوساطة والمساعي التي تبذلها مصر في هذا الشأن.
وحرص الوزير عبد العاطي على إحاطة نظيره الأمريكي بنتائج الاتصالات والزيارات التي قام بها مؤخرا لاحتواء التصعيد الإقليمي والتحذير من مخاطره المحدقة، ليس فقط على دول المنطقة، ولكن أيضاً على مصالح أطراف دولية عديدة.
وأضاف المتحدث أن المباحثات تناولت أيضا الموقف الحالي لمباحثات جنيف الخاصة بالأزمة في السودان، حيث شدد الوزير عبد العاطي على موقف مصر المبدئي المطالب بالتوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار، والعمل على احتواء التداعيات الإنسانية للصراع، وتسهيل العمل الإنساني، ووفاء الدول المانحة بتعهداتها السابقة على صعيد تقديم المساعدة للسودان ودول الجوار للتعامل مع التداعيات الإنسانية للأزمة.
ومن ناحية أخرى، تطرقت المحادثات إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على الساحتين العربية والإفريقية، أهمها تطورات الوضع في ليبيا، والقرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تبادل الجانبان الرؤى والتقديرات بشأن جهود تسوية النزاعات في المنطقة، وأحاط الوزير عبد العاطي نظيره الأمريكي بنتائج الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر في هذا الإطار.
وقال المتحدث الرسمي، في ختام تصريحاته، إن الوزيرين اتفقا على استمرار التنسيق والتشاور عن قرب خلال الفترة القادمة بشأن دعم جهود الوساطة الخاصة بأزمة قطاع غزة، واحتواء التصعيد الإقليمي.
المصدر: بيان من الخارجية