كانت التوجيهات تصدر بوتيرة سريعة، لا أحد يعلم كيف ستسير المعركة، حتى جاءت ساعة “الصفر” بتلقى كل الوحدات العسكرية إشارة الضرب فى السادس من أكتوبر عام 1973، لينطلق الجميع للبدء فى معركة الكرامة.
لم تكن حرب أكتوبر حربا عادية بين طرفين يتصارعان لكى ينتصر أحدهما فى المعركة، بل كانت حربا تاريخية سطرت بنتائجها مرحلة جديدة فى تاريخ شعبنا.
ذلك اليوم الذى حقق فيه الجيش المصرى العظيم انتصارا عسكريا كبيرا، حيث استطاع ببسالة جنوده الأبرار من كسر شوكة العدو الصهيونى لتتهاوى معه أسطورة الجيش الإسرائيلى أمام العالم، الذى أعطى شهاداته عن هذا اليوم العظيم، حيث اعتبره اليوم الذى غير بوصلة التاريخ فى الشرق الأوسط وفى مصر.
عناوين الصحف العالمية بعد عبور الجيش المصرى:
قالت صحيفة “التليجراف” البريطانية، إن “نظرية الحدود التى بنتها إسرائيل منذ سنين بغرض التوسع انهارت تماما، و تحطمت الأسطورة الإسرائيلية”.
أما صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فوصفت الجنود المصريون بالشجعان، مؤكدة أنهم أدوا بكفاءة عالية وتنظيم وشجاعة كبيرة خلال الحرب، مضيفة أن الجنود حققوا نصرا تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب.
كما أبرزت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، هذا النصر، قائلة إن “حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية لإسرائيل و مصر على حد السواء”، مضيفة أن هذه الحرب سيكون لها تداعيات كبيرة على مجرى الصراع العربى الإسرائيلى فى الشرق الأوسط، كما وجهت الضوء على الفشل الاستخباراتى الإسرائيلى.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن “المصريين يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل وفى نفس الوقت ينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب بسبب خسارتهم للحرب وتشير الدلائل إلى أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام القوات المصرية المتقدمة”.
أما صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فقالت إن “القوات المصرية قد أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهى عارية، لقد كان الرأى العام الإسرائيلى قائما على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هى الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأى العام فى إسرائيل أن يعرف ما الذى حدث بالضبط”.
ونشرت مجلة “ذا إيكونوميست” الأمريكية، تقريرا عن حرب أكتوبر، واصفة إياها بأنها “أعظم انتصار للعرب فى التاريخ الحديث، وأكبر هجوم يشنه جيش منذ الغزو الأمريكى للهند الصينية عام 1950”.
كما تحدثت صحيفة “لومانتيه” الفرنسية، عن هذا الحدث العظيم، قائلة إن “الكفاح الذى يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل، إن العرب يقاتلون دفاعا عن حقوقهم، وإذا حارب المرء دفاعا عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حربا تحريرية، أما الحرب من أجل الاستمرار فى احتلال أرض الغير فإنها عدوان سافر”.
وسلطت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أيضاً الضوء على يوم النصر، قائلة إن “الشعور السائد فى إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب، كما أن عدد أسرى الحرب العائدين من مصر، كان أكثر مما كان متوقعا، الأمر الذى يعنى وقوع الكثير من القتلى”.
صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية، أشادت بالجنود المصريين، قائلة “لقد واجه الإسرائيليون خصما يتفوق عليهم فى كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت إسرائيل فى نفس الوقت خصما أفضل تدريبا وأمهر قيادة”.
وبالطبع كان للصحف الإسرائيلية نصيب كبير من العناوين التى تحدثت عن حرب أكتوبر، فتحت عنوان “أصوات إنذار غارات الطائرات المصرية تقطع صمت يوم الغفران” أبرزت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، يوم السادس من أكتوبر، صبيحة ما يسمى “عيد الغفران” فى إسرائيل.
فى هذا اليوم كان من المفترض أن تحتجب الصحف الإسرائيلية عن الصدور والإذاعات تبتعد عن التعاطى فى الشؤون السياسية والعسكرية، إل أن هجمات الجيش المصرى كسرت صمت الصحيفة التى افتتحت خبرها آنذاك بأن “صفارات الإنذار قد دوت فى أنحاء إسرائيل كلها لتقطع الصمت والسكون الذى يغلف يوم الغفران”، كما قطعت الإذاعة الإسرائيلية برامجها التقليدية عن هذا اليوم، لتعلن أن القوات المصرية بدأت هجوماً كبيراً على القوات الإسرائيلية فى قناة السويس.
كما تحدثت الصحيفة عن حالة الهروب الجماعية للمستوطنين نحو الملاجىء.
أما صحيفة “هآرتس” العبرية، فقالت إن “البحرية المصرية تفوقت على البحرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر وخصوصا فى مجال الصواريخ”.
المصدر: وكالات