فى خضم سباق الرئاسة الأمريكية ، ومع اقتراب وضوح الصورة بعد الثامن من نوفمبر الجارى، حيث يتنافس – كالعادة – الحزبان الجمهورى والديمقراطى على الوصول إلى أعلى منصب بالعالم ، قد يتساءل كثيرون عن سبب اختيار الحزبين الرئيسيين بأمريكا للحمار والفيل كرمزين انتخابيين لهما.
الحمار لدى الديمقراطيين
رغم أن الحمار يعرف بأنه رمز لمحدودية القدرات العقلية أو “الغباء”، إلا أنه تحول منذ عقود إلى أيقونة سياسية ورمزاً انتخابياً لأحد أبرز الأحزاب الأمريكية.
وبدأت قصة الحمار مع الحزب الديمقراطي الأمريكى عام 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة أندرو جاكسون شعار “لنترك الشعب يحكم”، وسخر منه منافسه الجمهورى كثيراً آنذاك ، مطلقاً عليه الاسم الحركى “Jackas” أو حمار، فما كان من جاكسون آنذاك إلا أن استخدم صورة الحيوان قوى الإرادة على ملصقات حملته الانتخابية.
ثم تحول الحمار بعد حين، إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي في عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتير الشهير توماس ناست في الرابع عشر من يناير بنفس العام، بنشر رسم كاريكاتيرى فى مجلة هاربر الأسبوعية، بعنوان “الحمار الحى يركل أسداً ميتاً”، فى إشارة إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأصبح الحمار منذ ذلك الوقت ، رمز الديمقراطيين المدلل، حيث يقومون بتنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه له وأفضل الشعارات السياسية، التي يمكن أن ترافق صورته ، هذا بالإضافة إلى القمصان والقبعات والنظارات الشمسية وعلاقات المفاتيح وأقداح القهوة، التي يطبع عليها رسم الحمار الديمقراطي والتي تباع خلال المؤتمرات الانتخابية للحزب.
الفيل لدى الجمهوريين
أما الفيل فقد ظهر كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لإبراهام لينكولن في الانتخابات، التي فاز عام 1860، لكن رمز الفيل تحول إلى شعار سياسي للجمهوريين عام 1974 بعد رسم كاريكاتيري آخر لناست نشر في مجلة هاربر أيضاً، وكان عبارة عن رسم لحمار يرتدى جلد أسد قبيح تحاول الحيوانات فى ذعر الفرار منه، ومن بينهم الفيل، والذي كتب على جسده التصويت الجمهوري، في إشارة إلى هروب الأصوات بعيداً عن الحزب الديمقراطي.
ورغم عدم وضوح السبب الرئيسي والذي دفع ناست لاختيار الفيل كرمز للجمهوريين والذي قد يكون ربما لضخامة حجمه كناية عن القوة والتأثير، إلا أنه استطاع أن يحول هذا الحيوان إلى شعار يتم استخدامه لقرون، حيث تكرر استخدام الفيل في الصحف الأميركية على يد رسامين آخرين كلما أرادوا الإشارة إلى الحزب الجمهوري.
ويحظى فيل الجمهوريين باهتمام إعلامي بالغ في كل المناسبات السياسية، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، حيث يتم تلوينه وتحديد معالمه بدقة ووضوح في اللافتات الإعلانية الخاصة بالدعاية الانتخابية.