أكد الباحث الأثري الدكتور هشام حسين مدير المتابعة بمنطقة شمال سيناء أن العالم يشهد حالياً تطوراً تقنياً باستخدام تكنولوجيا متطورة فى مجال توثيق التراث وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتكنولوجيا المعلومات .. مشيراً الي أن أغلى ما تمتلكه أى دولة فى العالم هو تراثها ومصر تذخر بتراث فريد وحضارة أذهلت العالم بما قدمته من فنون وآداب وعلوم .
وقال في تصريح صحفي اليوم إنه قدم للمسئولين بوزارة الآثار مقترحاً لمشروع قومي لرقمنة التراث المصري لحفظ وتوثيق جميع القطع الأثرية المسجلة بسجلات وزارة الآثار وذلك من خلال توظيف تقنيات المعلومات في عمليات توثيق عالية الجودة .
وأضاف أن المشروع يهدف الي حفظ التراث والآثار المصرية وإحكام السيطرة علي الآثار المسروقة والمهربة مع توفير قائمة حمراء حقيقية يتم نشرها علي صفحة المشروع تحتوي علي جميع القطع الأثرية التي تمت سرقتها من المتاحف والمخازن المصرية , بالإضافة الي توفير المعلومات اللازمة لاستراداد الآثار المهربة بصورة سريعة بدلاً من اللجوء للطرق المعتادة التي تتطلب وقتاً طويلاً جداً.
وأكد الدكتور هشام حسين أن المشروع يهدف أيضا الي سرعة الوصول للبيانات الخاصة بجميع القطع الأثرية و توفير احصائيات سريعة لعدد القطع الأثرية المسجلة في مصر والإسهام في زيادة المحتوى الإلكتروني الخاص بالآثار المصرية علي شبكة الإنترنت و خلق جيل جديد وخدمات جديدة عالية الكفاءة في المجالات المرتبطة بتوثيق التراث.
وتابع أن مشروع رقمنة التراث المصري سيساهم في تشجيع التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات في توثيق ورقمنة الأثار واستثمار المبادرات الأجنبية المتاحة منها (منحة المتحف البريطاني للتدريب علي توثيق التراث – منحة الخارجية الإيطالية) في مجال توثيق التراث.
وأشار الي أنه من خلال المشروع سيتم خلق كوادر أثارية وربطها بتكنولوجيا معلومات التراث للمساعدة في وضع المعايير المناسبة لربط تلك الكوادر بشبكات توثيق التراث الدولية بالاشتراك مع المتاحف العالمية والهيئات ومراكز البحوث المهتمة بتكنولوجيا إدارة وتوثيق التراث العالمي.. لافتاً الي إمكانية ربط مشروع رقمنة التراث بموقع الوزارة علي شبكة الإنترنت لعرض بعض ما تم توثيقه وتحديث مستمر للبيانات وربط الوزارة بالشركات العالمية الخاصة بانتاج تكنولوجيا معلومات إدارة التراث.
وأكد أن رقمنة التراث المصري تعتمد في الأساس على ما تتمتع به وزارة الآثار من توافر أعداد كبيرة من شباب مفتشي الآثار بالمناطق الأثرية لم تتوفر لهم فرصة تجميعهم حول مشروع قومي يؤدي كل منهم دور مهم فيه .. مشيراً الي أن إشراك الشباب في مثل تلك المشروعات ومحاولة الارتقاء بمستواهم العلمي والعملي سوف ينعكس بالضرورة على عملية الإسراع في الحفاظ على التراث وتوثيقه وخلق جيل جديد مرتبط بتكنولوجيا معلومات التراث وإدارته.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أش أ)