حث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المسيحيين الذين يعيشون بين أغلبية مسلمة في الشرق الأوسط، على السعي إلى مساعدة إخوانهم المسلمين ليقدموا وبفطنة, صورة أكثر واقعية عن الإسلام, كما يريد الكثير منهم, من منطلق قناعة أن الإسلام هو دين السلام، والذي يمكنه التناغم مع إحترام حقوق الإنسان وتعزيز التعايش بين الجميع، مما سيعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع بأسره.
وأوضح البابا فرنسيس فى رسالة إلى مسيحيي الشرق الأوسط، بمناسبة عيد الميلاد إن أعمال إرهابيي تنظيم داعش تزيد من سوء أوضاع الشرق الأوسط، المأساوية أصلا .
وقال إن المنطقة تعاني من الصراع مستنكرا عمل هذا التنظيم الإرهابي الأكثر حداثة وإثارة للقلق، والذي يمتلك ابعادا لم يكن بالإمكان تصورها في السابق، و يرتكب كل أنواع التجاوزات والممارسات التي لا تليق بالبشر،والتي تصيب بشكل خاص المسيحيين ،الذين طرد بعضهم بطريقة وحشية، من أراضيهم التي يعيشون عليها منذ عهد الرسل .
وحذر البابا من أن هذه المعاناة تصل صراخاتها إلى الله، وتناشد كل واحد منا بالإلتزام بالصلاة وبكل نوع من المبادرات ، معربا عن مشاعر التقارب والتضامن من جانبي والكنيسة ، وقال إنه بمتابعته للأخبار اليومية للمعاناة الهائلة لكثير من الناس في الشرق الأوسط ، يفكر بشكل خاص ب` الأطفال والأمهات والمسنين والمشردين واللاجئين، أولئك الذين يكابدون الجوع،والذي عليهم مواجهة قسوة الشتاء دون سقف يحميهم .
ودعا البابا بيرجوليو إلى إدانة بالإجماع وبشكل لا لبس فيه لجرائم الإرهابيين وشجب ممارسة تتم وراء قناع الدين لتبريرها , مطالبا جميع الزعماء الدينيين والمسلمين على وجه الخصوص، بـ تبني الحوار بين الأديان, فهو كل ما يلزم في ظل هذه الأوضاع التي تزداد صعوبة ، ورأى أنه لا توجد وسيلة أخرى في الواقع ، كذلك لأن الحوار القائم على الانفتاح، تحت شعار الحقيقة والمحبة، هو أفضل علاج لإغراء الأصولية الدينية، التي تشكل تهديدا للمؤمنين من جميع الأديان ، كما أن الحوار يمثل في الوقت ذاته خدمة للعدالة وشرط ضروري للسلام المرجو كثيرا .
المصدر: أ ش أ