أعلنت الحكومة الألمانية أن الأضرار التي لحقت بكابلي اتصالات بحريين في بحر البلطيق هي نتيجة لما وصفته بأنه “عمل تخريبي”. وصرّح وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، بأن الأضرار التي تعرض لها الكابلان البحريان لا يمكن أن تكون وقعت بالصدفة، مما يشير إلى وجود نشاط متعمد يقف خلف هذه الحادثة.
يتعلق الأمر بكابلين بحريين يربطان بين مواقع استراتيجية في المنطقة، الأول يصل بين هلسنكي وروستوك، والثاني يربط بين ليتوانيا والسويد. هذه الكابلات تعد جزءا مهما من البنية التحتية للاتصالات، حيث تلعب دورا حيويا في نقل البيانات وربط الشبكات بين الدول الأوروبية.
باشرت كل من السويد وفنلندا تحقيقات جنائية أولية، بعد أن اعتبرت السلطات في كلا البلدين أن الأضرار قد تكون نتيجة تخريب متعمد. ويجري العمل على تحليل الأدلة المتعلقة بالحادث، وسط شكوك بأن يكون هذا العمل جزءا من سلسلة من الهجمات الهجينة التي تشهدها أوروبا في الآونة الأخيرة. وقد أعربت دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا وبولندا، عن قلقها العميق إزاء هذا النوع من الأنشطة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات المحتملة تمثل تهديدا كبيرا للأمن الإقليمي، لا سيما في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والدول الأوروبية بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويأتي هذا الحادث في سياق معقد يشهد زيادة في الأنشطة الهجينة، وهي تكتيكات تشمل تخريب البنية التحتية، والهجمات الإلكترونية، والحملات الدعائية. ومن المعروف أن الدول الأوروبية أصبحت أكثر عرضة لهذه الأنواع من الهجمات، التي تهدف إلى إضعاف الثقة في استقرار البنية التحتية الأساسية وتحدي قدرة الحكومات على الاستجابة. إذ يعيد الحادث الأخير للأذهان سلسلة من الحوادث السابقة، بما في ذلك الهجوم التخريبي الذي استهدف شبكة السكك الحديدية الألمانية في أكتوبر 2022، حيث أدى إلى شلل كامل في حركة القطارات في شمال البلاد لعدة ساعات. مثل هذه الحوادث تؤكد أهمية تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية.
تثير هذه الحادثة تساؤلات حول من يقف وراءها وما هي الرسائل التي تُراد إيصالها. في ظل التوترات السياسية الحالية بين روسيا والغرب، هناك احتمال أن تكون هذه الأعمال رسالة تحذيرية للدول الأوروبية، تهدف إلى اختبار قدرتها على التصدي للتهديدات التي تستهدف أمنها بحسب بعض المراقبين. وفي المقابل، لم تصدر حتى الآن أي اتهامات رسمية تجاه أي جهة محددة، ولا يزال التحقيق جاريا لتحديد المسؤول.
من الناحية الاستراتيجية، يرى بعض الخبراء أن هذا الحادث يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية الحيوية في أوروبا، والحاجة إلى تدابير عاجلة لحمايتها. مما يحتم على الدول الأوروبية تحسين تنسيقها الأمني، وتعزيز مراقبة المناطق البحرية، واستخدام تقنيات أكثر تطورا للكشف عن التهديدات المحتملة في وقت مبكر.
المصدر: وكالات