ينطلق اليوم الجمعة، مؤتمر ميونخ للأمن، بمشاركة قادة دول وحكومات، وسط تحديات دولية تفرض نفسها على أجندة اللقاء الافتراضي.
وتحت عنوان “ما وراء الغرب: تجديد التعاون عبر الأطلسي، مواجهة التحديات العالمية”، سيجمع مؤتمر ميونخ للأمن بعضا من كبار صانعي القرار في العالم، لمناقشة كيفية إعادة بناء وتجديد التحالف عبر الأطلسي، والتعاون الدولي في تشكيل خارطة للأمن العالمي.
حدث استثنائي ينعقد افتراضيا هذا العام، بسبب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على تقويم فعاليات العالم، وسط آمال من قبل المنظمين بلقاء آخر ينقل المشاركين من الفضاء الإلكتروني إلى أرض الواقع.
ويشارك في دورة هذا العام، كلٌ من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس. بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في الموقع الإلكتروني للمؤتمر.
وسيلقي بايدن كلمة عبر الفيديو، أمام جمهور أوروبي لأول مرة منذ توليه منصبه في 20 يناير الماضي، وذلك بعد توترات شهدتها العلاقة بين القارة العجوز والولايات المتحدة في عهد سلفه دونالد ترامب.
مشاركةٌ قال رئيس المؤتمر فولفجانج إيشينجر، إنها تظهر بأن بايدن يولي أهمية خاصة لألمانيا، مضيفا “قرار الرئيس الأمريكي إلقاء خطابه الأول أمام جمهور أوروبي في مؤتمر ميونخ للأمن فهذا يعني أن لديه توقعات كبيرة من برلين فيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي”.
وعلى الرغم من استمرار “الشك الأساسي” أعرب إيشينجر عن ارتياحه “لاختيارات بايدن لفرق السياسة الخارجية والأمن القومي، الذين لديهم عقود من الخبرة الشخصية والمهنية في العلاقات عبر الأطلسي”، معتبرا أن تمديد معاهدة ستارت الجديدة علامة إيجابية أخرى.
بيْد أن رئيس المؤتمر يعول هنا على الثقة التي وصفها بـ”عملة الدبلوماسية”، فهو يرى أنه في “غياب الثقة لن يتحقق الكثير. وهذه هي المشكلة في علاقتنا خلال سنوات ترامب”.
ووفق المعلن عنه، ستبدأ أعمال المؤتمر الساعة الـ10صباحا بتوقيت ألمانيا وتنتهي عند الساعة 12.45 مساء، على أن يتم تقسيم فعالياته إلى أربع جلسات تعرض كل منها بيانات قصيرة من كبار القادة المختارين، وسؤالا وجوابا مع رئيس المؤتمر السفير إيشينجر، إلى جانب مساهمات مسجلة مسبقا من مشاركين في برنامج ميونخ للقادة الشباب.
وسيفتتح الحدث رئيس ولاية بافاريا ماركوس سودر بكلمات ترحيبية، أما ناتالي أميري، مراسلة تلفزيون ARD الألماني، ستكون رئيسة الحفل.
سيطلق الإصدار الجديد للمؤتمر هذا العام، سلسلة من الفعاليات والمبادرات بعنوان “الطريق إلى ميونخ 2021” لمواصلة مناقشاته حول الملفات المطروحة على طاولته.
ومؤتمر ميونخ، المعروف باسم “دافوس للدفاع”، هو تقليد سنوي ينعقد في فبراير، ومكان رئيسي للحوار عبر الأطلسي والسياسة الخارجية والأمنية.
ويلتقي في هذا الحدث، المئات من صناع القرار من مختلف دول العالم، ومختصون في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، للتباحث حول ما يعيشه العالم والتحديات التي تواجهه.
والمؤتمر الذي تأسس سنة 1963 من قِبل الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، يرأسه حاليا الدبلوماسي الألماني السابق فولفجانج إيشينجر.
بخلاف دورة هذا العام التي تنعقد افتراضيا، بسبب جائحة كورونا، يقام المؤتمر سنويا، في مدينة ميونخ وهي عاصمة ولاية بافاريا الألمانية.
وتعتبر ميونخ التي تقع على ضفاف نهر إيسار قرب الحدود مع النمسا، أكبر المدن الألمانية مساحة وسكانا، وأهم مراكزها الصناعية والسياحية.
أما مقر الفعاليات فيحتضنه فندق “بايريشر هوف” الفاخر، وسط مدينة ميونخ، والذي يضم 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات.
قبل أن يصبح اسمه مؤتمر ميونخ للأمن، مرّ هذا اللقاء بمحطات عديدة على مدار عقود من الزمن، اختلفت فيها أسماؤه ما بين “اللقاء الدولي لعلوم الدفاع” و”المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع”.
المصدر: وكالات