انطلقت صباح اليوم الأحد فاعليات المؤتمر والمعرض الدولي الأول لتطوير التعليم قبل الجامعي في مصر “الخبرات الفنلندية، اليابانية، والماليزية” بعنوان EduCairo’15 تحت رعاية وبرئاسة وحضور د. محب الرافعي وزير التربية والتعليم.
شهد الافتتاح حضور دولي ومحلي رفيع المستوى، حيث شارك فى الجلسة الافتتاحية والسيدة: تولا يرجولا سفيرة دولة فنلندا، السيد: داتو كو جعفر كو شعاري سفير دولة ماليزيا، أ.د: كمال إمام الأستاذ بجامعة عين شمس وخبير جودة التعليم “أمين عام المؤتمر”، ولفيف من الشخصيات العامة وخبراء التعليم الدوليين من الدول والمنظمات المشاركة بالمعر .
قال الدكتور محب الرافعي في كلمته أن انعقاد المؤتمر فى هذا التوقيت يتزامن مع الجهود التى تبذلها الدولة المصرية من أجل دفع عملية تطوير التعليم بشكل مستمر عبر قطاعيها العام والخاص، وتحقيقاً لرؤية الدولة في تحسين أداء كافة العاملين تحت مظلة المنظومة التعليمية، وتحقيق نتائج ومخرجات متميزة هدفها رعاية تربوية وفنية وتعليمية متكاملة للطالب المصرى.
وأكد أن استقطاب الخبرات الخارجية المشهود لها عالمياً بجودة التعليم يعزز التوجه القومي الذى تنتهجه الإدارة المصرية وخاصة المؤسسات التعليمية، إيماناً بأن التعليم هو الأساس الذي يبني عليه تقدم الدولة “.
وأضاف الرافعي أن وزارة التربية والتعليم تعمل وفق خطة الدولة الإستراتيجية 2014 – 2030 لتطوير التعليم في مصر بالتعاون مع شتى القطاعات المعنية بالتعليم وتحسينه سواء داخلياً أو خارجياً.
وأوضح ان الدول الناهضة جعلت التعليم فى اولى اولوليتها ومصر تتجه الى الاستفادة من تجارب هذه الدول التى نجحت فى تحسين اقتصادياتها عبر تطوير التعليم و بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى نتطلع الان لخبرات هذه الدول التى ستفيدنا لنستطيع النهوض بالعملية التعليمية فمصر تمتلك من الامكانيات البشرية التى تؤهلها فى مصاف هذه الدول وسنعمل جميعا لنصل الى منطومة تعليمية يمكن ان تتقدم بها مصر فى المستقبل ويعد هذا المؤتمر نواة لتطوير التعليم فى مصر .
صرح الدكتور كمال إمام، خبير الجودة وأمين عام المؤتمر أن اهتمام الإدارة المصرية بهذا الحدث يصب فى مصلحة تحسين جودة التعليم، والذى يتحقق بالمشاركة النشطة لوزارات التعليم والجهات المعنية فى هذا المؤتمر، مؤكدا أن الهدف الرئيسي لهذا الحدث هو نقل التجارب الحقيقية وخبرات الدول المتقدمة تعليمياً في العالم مثل فنلندا، اليابان، وماليزيا، وتبادلها مع الإدارة والمنظومة التعليمية فى مصر، والبحث عن آليات فعالة لتحقيق نتائج مؤثرة على جودة التعليم المصري وإعداد الطالب لاختيار المجال الجامعى الذي يتناسب مع مهاراته واحتياجات سوق العمل.
وأضاف د.إمام أن “جلسات المؤتمر ستشمل التعريف بخبرات هذه الدول في التعليم قبل الجامعي باعتبارها أنجح ثلاث دول في بناء نظم تعليمية فائقة الجودة، واستخلاص الدروس المستفادة القابلة للتطبيق في التعليم المصري، كما أن توصيات المؤتمر سترفع مباشرةً إلى القيادة السياسية المعنية بتطوير التعليم لتدرس كيفية تطبيق هذه النجاحات على النموذج المصري بما يتواءم مع متطلباته الحالية”.
وأكد أن المؤتمر يعد باكورة فاعليات قادمة ينظمها مركزCTQS المتخصص فى تنمية الموارد البشرية وإنشاء نظم إدارة الجودة وأن المركز يعكف حاليا على ترتيب اقامة مؤتمر حول التعليم الفنى والتدريب المهنى المزمع عقده في نوفمبر المقبل، ومؤتمر 16EduCairo’ الذي سيعقد في مارس من العام المقبل.
ومن جهته قال السيد داتو كو جعفر كو شعاري سفير دولة ماليزيا انه سعيد باقامة هذا المؤتمر فماليزيا تدين بالكثير لمصر حيث يدرس بمصر احدى عشر الف طالب بها مما يعزز سبل التعاون والاتصال بين مصر وهو دلالة واضحة على ارتفاع جودة التعليم فى مصر ، إن ماليزيا تشبه مصر فى كثير من الاحوال و نود ان نقوى العلاقات حتى نتمكن من تحقيق مستويات اعلى فى مجال التعليم و اتمنى ان تعود نتائج هذا المؤتمر بالنفع لمصر و لباقى الدول النامية الاخرى
وبالنيابة عن السيدة: تولا يرجولا سفيرة فنلندا قال قنصل فنلندا بالقاهرة أننا نسعد بنقل تجربة فنلندا التعليمية إلى مصر، وأن النظام التعليمي الفنلندي مشهود له بأنه من أفضل النظم التعليمية على مستوى العالم، إذ تستثمر فنلندا بقوة في التعليم، لإيمانها أن رخاء الشعوب مبني في الأساس على التعليم، الثقافة، والمعرفة. إن تساوي الفرص أمام الجميع للحصول على تعليم متميز هو أهم الأولويات، وهو ما يعني أن الأطفال والشباب من كل الفئات يحصلون على نفس المستوى التعليمي المتميز بغض النظر عن النوع، القدرة المادية، أو الخلفية الثقافية.
اضاف أننا نهنىء مصر على الخطوات المتخذه من اجل تحسين الاقتصاد المصرى وتأكيد الحكومة المصرية على إصرارها على تحقيق التنمية الاقتصادية فالتعليم يعد من الفرص الاساسية التى تساعد على النجاح المستدام فى مصر , وتعتبر فنلندا من بين افضل الدول التى تشجع الاستثمار فى التعليم من أجل النجاح فى المستقبل ونكرر اهتمامنا بدور المعلمين فى الارتقاء بالتعليم كما يحدث فى فنلندا و يسعدنا التبادل مع مصر التى تسعى الى النهوض بمستقبل التعليم بها .
يشارك في المؤتمر أربعة عشر متحدثاً دولياً يقومون بعروض تقديمية للحضور مركزين على تجارب دولهم التعليمية، إذ تتناول الدراسات المقدمة بخصوص المعلم كيفية إعداده، تدريبه، وتأهيله باعتباره الأداة الأكثر تأثيراً على تأهيل الطالب ليتمكن من المنافسة في سوق العمل. بينما تركز الأوراق البحثية الخاصة بالمدارس على أهم التطبيقات التكنولوجية المتطورة لمساعدة الطلاب على تلقي المادة الدراسية بشكل مبسط ومثير للانتباه، بالإضافة إلى تأهيل الطالب للتعامل مع التكنولوجيا باعتبارها ركيزة أساسية للتطوير وبناء المستقبل. تركز الأوراق أيضاً على مفاهيم استراتجيات التدريس الحديثة وطرق تحقيق الجودة في جميع مراحل بناء وإدارة المدرسة الحديثة.
يهدف المؤتمر إلى استعراض أهم الخبرات والممارسات العالمية الناجحة في فى تطوير التعليم، وذلك بالتركيز على محورى العملية التعليمية الأساسيين “المدرسة والمعلم”، وذلك عبر استقدام خبراء متحدثين من أهم ثلاث دول استطاعت بناء نظم تعليمية متميزة وهي فنلندا، اليابان، وماليزيا، ليقوموا بعرض خبرات دولهم على مدار أيام المؤتمر الثلاثة ونقل تجاربهم للعاملين بالمنظومة التعليمية بمصر.
ويعقب الجلسات اليومية عرض التجارب المصرية الرائدة والمبادرات المجتمعية فى قطاع الشركات والمؤسسات التي قام بها المجتمع المدني تحت عنوان “التنمية المجتمعية في مجال التعليم وتطوير المدارس المصرية العامة ومساعدة الطالب المصري ورفع مستوى جودة العملية التعليمية”، كما تستعرض مستشفى 57357 تجربة المدرسة التي أقيمت داخل المستشفى لمعاونة الطلاب المرضى على استكمال دراستهم أثناء العلاج.
ويقام على هامش المؤتمر معرض لتكنولوجيا التعليم تشارك فيه كبرى الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية العاملة في مجال تطوير التعليم لاستعراض كافة منتجاتها وخدماتها في هذا المجال. ويعد هذا المعرض فرصة ممتازة لكافة الشركات والهيئات المشاركة في هذا الملتقى السنوى الوحيد من نوعه الذي يضم أهم نخب صناع القرار والعاملين في التعليم من جميع أرجاء الوطن العربي.
يذكر أن المؤتمر عرض نماذج حية من الاباء والطلاب الفنلنديين الذين حضروا لعرض تجربتهم مع المدارس الفنلندية العامة والتى أهلت بعض الطلاب للدراسة بأعرق الجامعات الاوروبية والأمريكية مثل هارفارد كنموذج تنتجه منظومة تعليمية رفيعة المستوى.
المصدر: وكالات