انطلقت اليوم السبت فعاليات الدورة العادية الـ143 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن, وبحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي يعقبها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين بالأردن ناصر جودة بعد تسلم الدورة الجديدة من نظيره الموريتاني أحمد ولد تكدي, للتحضير للقمة العربية المقرر لها مدينة شرم الشيخ يومي 28 و29 مارس الجارى.
وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية “إن الدورة الجديدة لمجلس الجامعة تتضمن 28 بنداً تتناول كافة قضايا العمل العربي المشترك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً, مشيراً إلى أن عنوان هذه الدورة هو (صيانة الأمن القومي العربي) باعتباره ركيزة أساسية للأمن الإقليمي, وبهدف تعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمن العربي وتهدد سيادة الدول واستقرارها بسبب التفشي السرطاني للكيانات الإرهابية واحتلالها لمناطق جغرافية وإزالة الحدود بين الدول الأمر الذي بات يهدد كيانات الدولة الوطنية”.
وأكد أن المناقشات على المستوى الوزاري أو القمة العربية المرتقبة ستركز على كيفية توحيد المواقف العربية إزاء مواجهة هذه التهديدات الحقيقية للأمن القومي العربي, نظراً لوجود خلل واضح في التوازنات, مما يستلزم البحث في كيفية إعادة قوة الموقف العربي ومكانته.
وأضاف ابن حلي أن جدول الوزاري العربي يتضمن أيضا تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للدول العربية وما يرتبط بها من تطورات على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي, والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان وما تبقى من أراض في جنوب لبنان, لافتاً في هذا الصدد إلى أن الأمانة العامة للجامعة وجهت الدعوة لوزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم لحضور الجلسة الافتتاحية للمجلس وإلقاء كلمة تقديراً لدور بلادها الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها أول حكومة أوروبية تعترف بدولة فلسطين.
كما يناقش الوزاري بنود حول التضامن مع لبنان, وتطورات الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا وقضية الجزر الإماراتية ودعم السلام والاستقرار في السودان والصومال وجزر القمر, بالإضافة إلى بند حول مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والدولي.
وأوضح ابن حلي أن جدول الأعمال يتضمن أيضا بنداً حول تطورات الأوضاع في العراق, مؤكداً في هذا الإطار دعم الجامعة الكامل للانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العراقي بمساندة الحشد الشعبي لمواجهة الإرهاب ممثلا في تنظيم “داعش” الإرهابي, مؤكداً أن الجامعة العربية على تواصل دائم مع القيادات العراقية للوقوف على أخر التطورات على ارض الواقع, كما أنها تدعم ما تقوم به الحكومة العراقية لاستعادة دور العراق على الصعيد العربي والدولي.
ويشمل جدول أعمال الوزاري العربي كذلك قضايا التعاون العربي مع التجمعات العربية والإقليمية, وفي مقدمتها التعاون العربي الأفريقي والحوار العربي الأوروبي والتعاون مع روسيا والهند واليابان والصين وغيرها, كما يتناول المجلس عدداً من القضايا الإعلامية منها ميثاق الشرف الإعلامي المحال من قبل وزراء الإعلام العرب لاعتماده, ومشروع توثيق ذاكرة الجامعة العربية بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشائها.
كما أكد ابن حلى أن المقترح المصري بتشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام في صون وحماية الأمن القومي العربي سيكون في صدارة جدول أعمال القمة العربية إنطلاقاً من مرجعيات عربية عديدة بدءاً من معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية واتفاقية الرياض للتعاون القضائي, بالإضافة إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب, منوهاً بأن هناك قوات مماثلة تم تشكيلها وسبقنا إليها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)