اعلن مصدر امني عراقي رفيع المستوى في محافظة الانبار اليوم السبت ان مدينة الفلوجة اصبحت خارج سيطرة الدولة وفي ايدي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
واوضح المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان “مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم “داعش”، مضيفا ان “المناطق المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في ايدي الشرطة المحلية”
ويمثل اجتياح المدينتين هذا الأسبوع من قبل فرع القاعدة العراقى فى محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية غربى البلاد بمثابة صفعة لحكومة رئيس الوزراء نورى المالكى ذات الأغلبية الشيعية، وكانت حكومته تناضل لاحتواء السخط بين الأقلية السنية جراء الهيمنة السياسية للشيعة والذى فاقم من العنف خلال السنوات الماضية.
وأمس الجمعة، سعى مسلحو تنظيم القاعدة لاستمالة السكان فى الفلوجة، وهى إحدى المدن التى اجتاحوها يوم الأربعاء، وظهر قيادى بالتنظيم بين المصلين فى صلاة الجمعة فى الشارع الرئيسى بالمدينة، معلنا أن مقاتليه جاءوا للدفاع عن أهل السنة من الحكومة، حسبما قال أحد السكان.
وتجول المسلحون فى المدينة عبر سيارة مسروقة من الشرطة مستخدمين مكبر صوت، وقالوا “نحن إخوانكم من الدولة الإسلامية فى العراق والشام.. نحن هنا لحمايتكم من الحكومة، ندعوكم للتعاون معنا”.
وكانت القوات الحكومية، مدعومة برجال العشائر السنية المعارضين للقاعدة، قد حاصرت الفلوجة لعدة أيام، ودخلت أجزاء من الرمادى عاصمة المحافظة، التى يسيطر عليها المسلحون أيضا، وأمس الجمعة قصفت القوات مواقع للمتشددين خارج الفلوجة بالمدفعية، حسبما قال مسئول عسكرى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالكشف عن هذه المعلومات.
وكانت محافظة الأنبار، وهى منطقة صحراوية شاسعة تقع على الحدود مع سوريا والأردن مع سكان جميعهم من السنة تقريبا، معقلا للتمرد السنى الذى انتفض ضد القوات الأمريكية والحكومة العراقية بعد الغزو عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين. وقد تغذى هذا التمرد على الغضب من إبعادهم عن السلطة كما كان الحال خلال حكم صدام حسين ومن صعود الشيعة. وكان ذلك حينما أنشأ تنظيم القاعدة فرعا له فى البلاد.
وساءت سمعة الفلوجة بين الأمريكيين حينما قتل المتمردون فى عام 2004 أربعة متعاقدين أمنيين أمريكيين، وعلقوا جثثهم المحترقة على جسر، وطالما تحولت عاصمة المحافظة الرمادى، وغيرها من المدن، إلى ساحات معارك على مدى السنوات التالية فى ظل تفاقم العنف الطائفى مع قيام ميليشيات شيعية بقتل السنة.
المصدر : دب أ _ أ ف ب