تحيي منظمة اليونسكو غدا اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية 2019 ، تحت شعار “اتاحة العلوم أمام الجميع، لكي لا يترك أحد خلف الركب “.
وكانت اليونسكو قد اعتمدت يوم 10 نوفمبر للاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية في عام 2001، والذي يسلط الضوء على الدور الهام الذي يؤديه العلم في المجتمع والحاجة إلى إشراك جمهور أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الجديدة، كما يؤكد هذا اليوم أهمية العلم في حياتنا اليومية، ويهدف اليوم ، من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع ، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم.
وتتعاون اليونسكو مع الدول الأعضاء فيها للتشجيع على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام العلوم والتكنولوجيا، ولا سيما في مجال أخلاقيات البيولوجيا.
وتكتسي المعارف العلمية المتعلقة بتاريخ الأرض والموارد المعدنية، والمعارف المتصلة بالنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، وأوجه التفاعل بين الإنسان والنظم الإيكولوجية، أهمية كبيرة لأنها تساعدنا على إدارة كوكبنا بطريقة تضمن بناء مستقبل مستدام يسوده السلام.
وقد أصبح مؤشر الابتكار العالمي 2019، الذي يصدره كل من المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة لجامعة كورنيل والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (الإنسياد)، معياراً عالميا يساعد صانعي السياسات على فهم أفضل لكيفية تحفيز النشاط الابتكاري وقياسه، باعتباره دافعاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية والبشرية.
ويصنف مؤشر الابتكار العالمي 2019 اقتصادات 129 دولة باستخدام 80 مؤشرا، مثل الاستثمارات في البحث والتطوير وعدد طلبات البراءات والعلامات التجارية الدولية ، ومؤشرات أخرى مثل إنشاء تطبيقات الهواتف المحمولة وصادرات التكنولوجيا الفائقة.
وقال “فرانسس غري” المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو”، إن المؤشر يوضح لنا أن البلدان التي تعطي الأولوية للابتكار في سياساتها قد شهدت تحسينات كبيرة في ترتيبها، مشيرا إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين والهند مما قد غير جغرافية الابتكار.
وأضاف أن سويسرا تربعت على عرش أكثر البلدان ابتكاراً في العالم، تليها السويد ثم الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا والمملكة المتحدة..وأن المؤشر يكشف أيضا أن بلدانا مثل الهند وجنوب أفريقيا وشيلي وإسرائيل ورواندا تعتبر “رائدة إقليمياً ومترأسة لمجموعاتها من حيث الدخل”.
بدوره، قال “سوميترا دوتا” العميد وأستاذ الإدارة السابق في جامعة كورنيل، وهي أحد الشركاء في إصدار مؤشر الابتكار العالمي، إنه بينما يصنف المؤشر الاقتصادات وفقاً لقدراتها على الابتكار وأدائها، فإنه يوفر أيضاً رؤى قيمة في ديناميات الابتكار العالمي ؛ إذ يسلط الضوء على الاقتصادات التي تتفوق في الابتكار وتلك الأكثر نجاحاً في ترجمة الاستثمارات في مدخلات الابتكار إلى مخرجات، وبالنسبة للاقتصادات الأخرى فإن الدروس المستفادة من قادة الابتكار تقدم إرشادات مفيدة حول سياسة الابتكار.
ويستعرض المؤشر أيضا إنجازات ملحوظة من كل أقاليم العالم كما يلي :
- أمريكا الشمالية : أحرزت الولايات المتحدة تقدماً لتكون ضمن المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف مؤشر الابتكار العالمي، وذلك بفضل أدائها الأفضل وتغطية بيانات المؤشر المحسّنة. وتحتفظ الولايات المتحدة بمكانتها كرائد عالمي في جودة أسواق الائتمان والاستثمار، وتحتضن شركات عالمية في مجال البحث والتطوير، فضلاً عن المنشورات العلمية عالية الجودة والجامعات المتفوقة. وهي تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث جودة الابتكار. وتعد الولايات المتحدة أيضاً موطناً لأكبر عدد من أكبر 100 تجمع للعلوم والتكنولوجيا في العالم، بما مجموعه 26 تجمعاً.
وتقدمت كندا إلى المركز السابع عشر، وذلك بفضل التقييم الأكثر دقة لرأس المال البشري فيها ونظام البحث. والدرجات العالية التي حصلت عليها فيما يتعلق بجودة الجامعات والمنشورات العلمية، جعلت منها الاقتصاد العالمي العاشر من حيث جودة الابتكار.
- أفريقيا جنوب الصحراء : تضم أفريقيا جنوب الصحراء، منذ عام 2012، عدداً من الاقتصادات التي تحقق أداءً جيداً نسبياً من حيث الابتكار بالنسبة لمستوى التنمية الاقتصادية مقارنة بأي منطقة أخرى. وتشمل هذه الاقتصادات هذا العام كل من كينيا وجنوب أفريقيا ورواندا وموزمبيق. وتتصدر جنوب أفريقيا (63) ترتيب الاقتصادات في المنطقة، وتليها كينيا (77) ثم موريشيوس (82). وتستفيد جنوب أفريقيا من سوق ائتمان واستثمار متطور نسبياً، على نحو ما تبيّنه مؤشرات مثل الائتمان المحلي للقطاع الخاص ورسملة السوق. وأحرزت رواندا هذا العام تقدماً ملحوظاً لتحتل المرتبة 94، متقدمة بخمسة مراكز مقارنة بعام 2018. وهي أكبر اقتصاد في فئة الدخل المنخفض، فقد سجلت أداء جيداً من حيث تكوين رأس المال، وسهولة الحصول على القروض، والشركات التي تقدم دورات تدريبية رسمية، وواردات التكنولوجيا الفائقة.
- أمريكا اللاتينية والكاريبي : لا يزال التقدم في أداء الابتكار بطيئاً في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، ويظهر مؤشر الابتكار العالمي أن إمكانات الابتكار في المنطقة لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير رغم التحسينات التدريجية والمبادرات المشجعة. والاقتصادات الثلاثة الأولى في هذه المنطقة هي شيلي (51) وتليها كوستاريكا (55) ثم المكسيك (56).
- وسط وجنوب آسيا : احتفظت الهند بالصدارة في ترتيب بلدان منطقة وسط وجنوب آسيا، واحتلت المرتبة 52 عالمياً، بعد ما كانت تحتل المرتبة 81 في عام 2015. ويمثل تقدم الهند بما عدده 29 مركزاً في مؤشر الابتكار العالمي، أكبر قفزة مقارنة بأي اقتصاد كبير آخر. وبفضل منشوراتها العلمية والخدمات الجامعية عالية الجودة، تحتفظ الهند بمرتبتها الثانية ضمن الاقتصادات ذات الدخل المتوسط من حيث جودة الابتكار. كما تحتفظ بالمرتبة الأولى في عدد من المؤشرات المهمة من قبيل نمو الإنتاجية وصادرات الخدمات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وحازت الهند هذه السنة على المركز الخامس عشر من حيث نفقات الشركات العالمية في أعمال البحث والتطوير.
- جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأوقيانوسيا : حازت سنغافورة (8)، وجمهورية كوريا (11) ، وهونغ كونغ ، الصين (13) على المراتب الثلاثة الأولى كأكبر اقتصادات في منطقة جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأوقيانوسيا. وتحتل الصين المرتبة الرابعة عشر عالمياً بعد ما حققت تقدماً ملحوظاً في تصنيف مؤشر الابتكار العالمي في السنوات الأخيرة. وتواصل الصين تقدمها في ترتيب مؤشر الابتكار العالمي وقد أثبتت نفسها بقوة كرائد عالمي للابتكار. وتحافظ على مركزها الأول من حيث جودة الابتكار ضمن الاقتصادات ذات الدخل المتوسط للعام السابع على التوالي، كما أنها تتصدر أعلى المراتب من حيث البراءات والنماذج الصناعية والعلامات التجارية حسب المنشأ، كذلك من حيث صادرات التكنولوجيا الفائقة والسلع الإبداعية. وتحتل الصين المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة فيما يتعلق بتجمعات العلوم والتكنولوجيا إذ إنها تضم 18 تجمعاَ ضمن قائمة أكبر 100 تجمع. وتراجعت سنغافورة هذا العام لتشغل المركز الثامن، ويعود ذلك جزئياً إلى تحسين تغطية البيانات. لكنها تحافظ على الريادة في المؤشرات ذات الصلة بالمؤسسة ، بينما أصبحت رائدة عالمية في القطاعات التي تعتمد كثيراً على المعارف وصفقات التحالفات الاستراتيجية. وتقدمت جمهورية كوريا بمركز واحد مقارنة بالعام الماضي، إذ اقتربت من المراتب العشر الأولى. وقد أصبحت رائدة على مستوى العالم من حيث رأس المال البشري والبحوث، محافظة على أعلى المستويات في معظم المؤشرات المتعلقة بالبحث والتطوير، بالإضافة إلى عدد الملتحقين بالجامعات والباحثين. وتحتفظ جمهورية كوريا بمركزها الأول عالمياً في إيداع طلبات البراءات الوطنية والنماذج الصناعية وصادرات التكنولوجيا الفائقة، نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي. وأحرزت فيتنام ( (42، تقدمت بثلاث مراكز مقارنة بعام 2018 ، والفلبين ( (54، تقدمت بتسعة عشر مركزاً مقارنة بعام 2018 تقدماً بارزاً هذه السنة. وفي حين أن بعض التغييرات في نموذج مؤشر الابتكار العالمي تفسر نوعاً ما قفزة الفلبين، فإن المقاييس المتاحة حديثاً تقدم تقييماً أكثر شمولاً لأدائها المبتكر، وهو ما يدل في حد ذاته على علامات التقدم. ويتحسن كلا الاقتصادين في معظم مجالات مؤشر الابتكار العالمي ويحتلان المراتب الأولى من حيث واردات التكنولوجيا الفائقة وصادراتها.
- أوروبا : يقع 12 اقتصاداً من بين الاقتصادات العشرين الأولى، حسب تصنيف مؤشر الابتكار العالمي، في أوروبا. وتبقى سويسرا في طليعة تصنيف مؤشر الابتكار العالمي للعام التاسع على التوالي. ويترجم أداؤها القوي الراسخ إلى نتائج ابتكارية ممتازة بما في ذلك إيداع طلبات البراءات، وإيرادات الملكية الفكرية، ومنتجات تصنيع التكنولوجيا الفائقة. وتعد السويد ثاني أكبر اقتصاد في العالم حسب مؤشر الابتكار العالمي 2019، وذلك بفضل بنيتها التحتية المتطورة، وقطاع الأعمال المبتكر والنواتج المتأتية من المعرفة والتكنولوجيا. وقد شهد البلد تحسينات بارزة في نتائج الابتكار ويحتفظ بمكانة عالية من حيث طلبات البراءات المودعة بناءً على معاهدة التعاون بشأن البراءات، نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.
المصدر: أ ش أ