يحتفل العالم في الخامس من شهر يونيو من كل عام “باليوم العالمي للبيئة”، مستهدفا تركيز الجهود على قضايا البيئة الملحة وسبل مكافحتها.
وجاءت تلك المناسبة هذا العام لتدق ناقوس الخطر تجاه نشوء علاقة جديدة بين قضايا البيئة وفيروس كورونا المستجد الآخذ فى الانتشار حول العالم منذ نحو ستة أشهر، مطالبة المجتمع الدولى الرفق بالبيئة والعمل على مكافحة تلوث الهواء ووقف تخريب التنوع البيولوجى على كوكب الأرض، خاصة على ضوء الخسائر المادية والبشرية التى منيت بها الإنسانىة فى معاركته الحالية ضد كورونا.
ويحمل احتفال اليوم العالمى للبيئة هذا العام ٢٠٢٩ شعار ’’التنوع البيولوجي‘‘، فهو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء ، وتغيير أو إزالة عنصر واحد من هذه الشبكة على نظام الحياة بأكمله يمكن أن يؤدى إلى عواقب سلبية، حيث كشفت المجريات الأخيرة مدى الترابط والاعتماد المتبادل بين الإنسان وشبكات الحياة المحيطة به، ومنها ظهور جائحة كورونا ( كوفيد-19 )، مرورا بحرائق الغابات فى البرازيل والولايات المتحدة وأستراليا، وانتشار أسراب الجراد في شرق أفريقيا، والأوبئة المرضية التي عصفت بالعالم مؤخرا٠
ولفقدان التنوع البيولوجى آثار خطيرة على البشرية بما فى ذلك انهيار أنظمة الغذاء والصحة، حيث مهد الطريق لفيروسات عائلة كورونا (الفيروسات التاجية) للانحراف، اعتمادا على خلل التوازن الناشئ عن تخريب التنوع البيولوجى، مسببا جائحة عالمية لم تفلح الجهود البحثية العالمية فى القضاء عليها بعد، وذلك بحسب ما أعلن الدكتور مجدى بدران ، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.
وقال خبير المناعة، إن ظهور جائحة كوفيد ١٩ يؤكد أن تدمير التنوع البيولوجي، يقضي على نظام مهم يدعم حياة الإنسان، حيث يقدر عدد الاصابات بالمرض بحوالي مليار حالة، فضلا عن ملايين الوفيات التي تحدث كل عام بسبب الأمراض التي تسببها الفيروسات التاجية، مشيرا إلى ما أكدته الدراسات العلمية من أن انتشار فيروس كورونا ارتفع فى المدن الأعلى فى تلوث الهواء.
وتبحث منظمة الصحة العالمية الآن، فيما إذا كانت جزيئات التلوث المحمولة جوا، قد تكون ناقلات تنشر فيروس كوفيد-19 وتجعله أكثر ضراوة ، وقد بينت دراسة حديثة صدرت فى شهر إبريل الماضى ، ونشرت فى مجلة التلوث البيئى ، أن الأشخاص الذين يعيشون في منطقة ذات مستويات عالية من الملوثات هم أكثر عرضة لتطوير أمراض الجهاز التنفسي المزمنة المناسبة لأي عدوى فيروسية، علاوة على ذلك، يؤدي التعرض المطول لتلوث الهواء إلى التحفيز التنفسى الالتهابي المزمن، حتى في الأشخاص الصغار والأشخاص الطبيعيين.
ويعد تلوث الهواء عامل الخطر البيئي الرئيسي في حدوث وتطور بعض الأمراض، مثل الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوي ، الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، فتلوث الهواء له آثار لا تعد ولا تحصى على الاستجابات المناعية الرئوية، ويزيد من احتجاز الأطفال فى المستشفيات، وأمراض الجهاز التنفسي هي أكثر الأسباب شيوعا لاحتجاز الأطفال فى المستشفيات فى جميع أنحاء العالم، خاصة فى الدول النامية .
ومن جهة أخرى ، ألقى التخلص من مستلزمات الحماية الشخصية من فيروس كورونا المستجد بعبء جديد على البيئة، حيث قدر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنه يلزم كل شهر وإلى أن يتم الخروج من أزمة كوفيد ١٩ توافر 89 مليون قناع طبي، و76 مليون قفاز، و1.6 مليون نظارة واقية على مستوى العالم.
والعناصر الأكثر أهمية والتي تحتاج إلى أن ضخ مستمر وبكميات مرتفعة في الأسواق والمستشفيات، هي الكمامات والقفازات ومسحات النايلون والبلاستيك المستخدمة لاختبار العينات، والقوارير البلاستيكية الحافظة للعينات ، وقفازات وأقنعة جراحية، وكواشف الفيروس الكيميائية، ومطهرات اليد، ومنتجات التنظيف الشخصية، وأغلبها عناصر تستخدم لمرة واحدة يستوجب بعدها التخلص منها.
ويمثل التخلص الآمن من هذه النفايات الحيوية الخطيرة بطرق صحية التحدي المستحدث للبيئة، حيث إنه ومع انعدام الوعي فى هذا الشأن، وكذلك وجود مخلفات طبية تعجز بعض الدول عن التخلص، يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة بيئية مع مليارات العناصر المصنوعة من البلاستيك ذات الاستخدام الواحد، الذي سينتهي المطاف ببعضها بإلقائها في المجاري المائية والمحيطات حول العالم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)