قالت صحيفة “اليوم” السعودية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، والتي كانت بعنوان ( لبنان.. والورقة الإنقاذية )، إنه في أعقاب الـتظاهرات اللبنانية، فقد أعلـن رئيس الحكومة اللبنانية عن حزمة إصلاحات تمثل في جوهرها ورقة إنقاذية وصفت بأنها انقلاب اقتصادي، بما يعني أن ورقة الإصلاحات المعلنة سوف تؤدي إلى تحقيق أهداف حيوية من أهمها تحقيق الكرامة الفردية للمواطن اللبناني، من خلال تأمين فرص العمل والطبابة وسلسلة من الخدمات التي من شأنها تحقيق مطالب الـشارع اللبناني، وتلك إصلاحات رغم أنها لا تمثل مقايضة معينة، إلا أنها بطبيعة الحال نزعت فتائل الاضطرابات التي اجتاحت لبنان خلال الأيام المنفرطة القليلة.
وتابعت أنه “يبدو واضحا للعيان أن الحكومة اللبنانية جنحت إلـى احترام كرامة الـلـبنانيين من خلال التخفيضات المعلنة على الطاقة الكهربائية، وإعلان إلغاء وزارة الإعلام والعديد من المؤسسات الأخرى، ودمج عدد من المؤسسات الـعامة وإصلاحات مالـية حيوية لـعل أهمها استعادة الأموال المنهوبة، وإعلان قانون لتشكيل هيئة من شأنها مكافحة الـفساد وخصخصة قطاع الخلـيوي، وإقرار مشروعات المرحلـة الأولـى من سيدر خلال الأسابيع القليلة الـقادمة، وتعزيز الحماية الاجتماعية ووضع برنامج لدعم الأسر الأكثر فقرا، ودعم التصدير عبر إدراج بند في الموازنة لدعم الصادرات المصنعة في لبنان”.
وبينت أن هذه الخطوات الإصلاحية تصب كلـها بما فيها إشراك القطاع الخاص في بورصة بيروت وطيران الشرق الأوسط ومنشآت الـنفط في المصالـح الـعلـيا للشعب اللبناني، وتؤكد بجلاء أن أصوات اللبنانيين مسموعة من قبل الحكومة، بما يؤكد بوضوح إعادة الهوية اللبنانية إلـى مكانها الصحيح والـلائق خارج أي قيد طائفي، بل إن ما حدث في الشارع اللبناني يؤكد في الوقت ذاته رفض الطائفية ونبذها بحكم أنها سوف تؤدي بطريقة مباشرة إلى زعزعة الأمن والأمان والاستقرار في لبنان، وهو ما يرفضه كل اللبنانيين التواقين لتنمية بلادهم وتخليصها من أي هيمنة خارجية تدخلـهم في نفق مظلم من عدم الاستقرار.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها، قائلة إن هذه الإصلاحات الاقتصادية المعلنة سوف تؤدي بالضرورة إلى تحسين الأوضاع المعيشية لكافة اللبنانيين، وتنهي حالة الفساد التي استشرت في هذا القطر الشقيق، وأدت إلـى خلق كثير من الأزمات الطاحنة التي عانى منها الشعب اللبناني الأمرين، فتلك الخطوات الإصلاحية سوف تعيد علـى الأمدين الـقصير والـطويل كرامة الـلـبنانيين، فموجة الـفساد قد وصلـت بالـفعل إلـى ذروتها، وقد انعكست آثارها السيئة على معيشة الأفراد والمجتمع اللبناني، وكان لا بد من إعلان تلك الحزمة الإصلاحية لإنقاذ لبنان من أوضاعه المتردية، ويأمل اللبنانيون في ضوء تلـك الحزمة صناعة مستقبلهم الاقتصادي الواعد بطريقة مأمونة وصائبة.
المصدر: وكالات