قالت صحيفة “اليوم” السعودية في افتتاحيتها، التي نشرت اليوم الثلاثاء، وكانت بعنوان ( العراق يرفض إيران )، إن المملكة السعودية حذرت مرارا من مغبة التدخل الإيراني في الشأن العراقي، فهو تدخل سافر لم يسفر إلا عن مزيد من القلاقل والفتن والأزمات داخل المجتمع العراقي، الذي ما زال يبحث عن منافذ الخروج من أزمته الراهنة التي أدت إلى دخوله في دائرة الطائفية ونشر الكراهية وظهور رؤوس الإرهاب في شارع مسالم لم يعرف صور الأزمات التي تمور داخله، قبل تسلط النظام الإيراني في مفاصل الجسد العراقي ومحاولة خلخلته والنخر فيه إلى أن وصلت الأوضاع إلى أسوأ مراحلها، وأضحى الصمت حيالها مستحيلا، فأدى ذلك إلـى قيام سلسلة من التظاهرات التي عمت المدن العراقية منادية بخروج النظام من أرضه.
وأضافت أنه ليس التدخل الإيراني في شأن هذا القطر المسالم وتحويله إلـى ثكنات حربية إلا مثال لصور من التدخلات الإيرانية الـسافرة في شأن الـعديد من أقطار المنطقة، فها هـو لبنان يرزح تحت وطأة سلسلة من المشاكل والأزمات بسبب حشر النظام الإيراني أنفه في شأنه من خلال إحالـة جنوبه إلى مقاطعة إيرانية لا تهدد الأمن والاستقرار في لبنان فحسب، بل تهدد أمن المنطقة بأسرها، فقد تحول حزب الله الإرهابي إلى شرطي إيراني يأتمر بأمر حكام طهران وينفذ توصياتهم وأوامرهم ويحاول زعزعة الأمن اللبناني من خلال تصرفاته الرعناء، وإقدامه على ممارسة صور من الإرهاب نزولا عند سياسة الحرس الثوري الإيراني وزبانيته.
وواصلت أن التدخل الإيراني في العراق ليس إلا نموذجا لكل التدخلات البغيضة في شؤون المنطقة الداخلية، فتعطيل مبادرات السلام في اليمن ومحاولة نزع فتائل الحرب في ربوعه سببها تحركات الأخطبوط الإيراني في المدن اليمنية والعمل اليائس لنشر نفوذه فوق أرض ما زالت تغلي كالمرجل
وقالت الصحيفة “تحت أرجله، فجاء دعم الإرهاب المتمثل في الميليشيات الحوثية بالأموال والأسلحة والـعناصر لإطالـة أمد الحرب في الـيمن والانطلاق منها لتهديد المملكة بالصواريخ الباليستية والـطائرات المسيرة، وتهديد الملاحة البحرية من خلال الهجمات السافرة على ناقلات النفط في عرض مياه الخليج للعدوان على دول النفط وعلى اقتصاديات دول العالم بأسره”.
واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إن “ما يحدث في العراق الـذي انتفض ضد تدخلات النظام الإيراني في شأنه ما زال ساري المفعول في كثير من الأقطار والأمصار التي ما عادت تتحمل هذا الصلف الإيراني الذي ما زال يشكل خطرا ماحقا على دول المنطقة وعلى العالم بأسره، على اعتبار أنه الممول الأكبر والأساسي لكل التنظيمات الإرهابية التي ما زالت تعيث فسادا وخرابا وتدميرا في الأرض كما هـو الحال مع تنظيمات الـقاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، وتفريخ الإرهاب في العراق كان بسبب تواجد فلول النظام الإيراني فوق أرضه، غير أن هذا القطر اليوم يبحث عن نجاته من هذا النظام وانعتاقه من سيطرته التي جرت عليه الكثير من الويلات والمصائب، وسوف ينتصر العراق بإذن الله على تلك الفلول الإرهابية ويعود إلى حضنه العربي وينصرف إلى التنمية والنهضة والبناء بعيدا عن تلك التدخلات السافرة في شأنه”.
المصدر: وكالات