أفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي و الرئيس محمود عباس أبو مازن، مؤتمر المانحين الدوليين لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة عربية ودولية حافلة والتى ويعقد على مستوى وزراء الخارجية تحت رئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بإعداد مصرى نرويجى .
يستهدف المؤتمر تثبيت وتعزيز أسس اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي تم التوصل إليه في أغسطس الماضى ، بالإضافة إلى توفير الدعم الدولى لإعادة إعمار القطاع وذلك في إطار ما ستعرضه الحكومة الفلسطينية من احتياجات غزة للسنوات الخمس القادمة ، وتعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع والمواد من وإلى قطاع غزة بما في ذلك المشروعات الخاصة وتسهيل إزالة القيود، وتوفير إمكانية الوصول لهذه البضائع بما يسهم في توفير المناخ السياسي المناسب للتوصل إلى حل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع القائم.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تسعى من خلال مؤتمر القاهرة لدعم إعادة إعمار غزة إلى الخروج بأفضل السبل لتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ولقيادته الشرعية ، مشددا على أن قطاع غزة كان وسيظل جزءا أصيلا من دولة فلسطين.
وقال الرئيس السيسي – في كلمته في افتتاح مؤتمر القاهرة لدعم إعادة إعمار غزة – إن المؤتمر خطوة هامة لدعم الجهود المصرية التي بذلت لحل الأزمة الأخيرة في قطاع غزة والتي نجحت فى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في ٢٦ أغسطس وتثبيت وقف إطلاق النار.
وأضاف السيسي أن مصر عملت على رأب الصدع الفلسطيني برعاية المصالحة وتوصلت إلى تفاهمات حول قضايا المصالحة..كما دعمت البعد الإنساني عبر توفير الاحتياجات الإنسانية وتوفير العلاج للمرضى والمصابين بالمستشفيات المصرية.
وأوضح أن ما قامت به مصر يؤسس أرضية مناسبة لتفعيل التحرك الدولي العاجل والمطلوب بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية ، استنادا إلي التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها في القطاع وعلينا ألا نخزل الشعب الفلسطيني.
وأشار السيسي إلى أن انعقاد المؤتمر يوجه رسالة هامة إلى شعب فلسطين لا تتعلق فقط بالتعاطف والمؤازرة وإنما تتضمن وضع حد للوضع القائم والتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة حتي يتفرغ الشعب الفلسطيني للبناء دون الخوف من تدمير ما بناه.
ودعا السيسي إلى العمل لمنع استغلال البعض لمعاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم ، مضيفا أن مصر ساهمت ودعمت كل المبادرات التي استهدفت تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأعربت عن تقديرها لجهود أمريكا.
وشدد على أن مصر تدرك المخاطر والتحديات التى تحيط بالمنطقة وتدعو إلى تحقيق التسوية الشاملة والعادلة وهذه دعوة لزعماء الدول وشعوب المنطقة كلها التى كابدت ويلات الحروب ..وقال السيسي : أنادي الإسرائيليين بأنه حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق، وأضاف : نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبومازن” عن شكره الخاص وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقفه القومية وجهوده القيمة تجاه فلسطين وبخاصة الجهد الكبير الذي بذلته مصر لتحقيق التهدئة والعمل من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة وفق مبادرتها.
وقال أبومازن ـ في كلمته أمام المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة برعاية مصر اليوم الأحد ـ إننا نشكر الرئيس السيسي على دعوته الكريمة لاستضافة هذا المؤتمر على أرض مصر الكنانة والذي يأتي استمرارا للدور الريادي الهام لمصر في دعم الشعب الفلسطيني والاهتمام بقضيته العادلة.
كما أعرب عن تقديره وشكره للدول المشاركة في المؤتمر ولجميع المنظمات التي لبت الدعوة بإظهار مؤازراتها ونبل مقصدها بتقديم الدعم لعملية إعادة إعمار غزة .
وبدوره، أكد وزير خارجية النرويج بورج برينده على ضرورة حل الدولتين، مشيدا بالدور المصري لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة والتمثيل غير المسبوق للحضور والمشاركة فى المؤتمر.
وقال برينده، في كلمته بمؤتمر إعادة إعمار غزة، “إننا نسعى خلال اجتماعنا لتوفير الحياة الإنسانية والأفضل لأطفال غزة بعد ٥١ يوما من الحرب”.
وأضاف أن الجميع يتطلع إلى مساهمة المواطنين في كافة أنحاء العالم في إعادة الإعمار من خلال دراسة الأسس التي سيتم على أساسها تقديم الدعم، مؤكدا أنه يجب ألا ينتظر شعب غزة طويلا.
ووجه وزير خارجية النرويج، الشكر لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسي.. مشيرا إلى أن هدف المؤتمر اليوم يكمن فى استمرار حشد المجتمع الدولى لدعم غزة.
وأوضح أن سكان غزة لا يستطيعون الانتظار دون نتائج، مضيفا أنه يجب ألا تكون هناك حرب فى غزة بعد عامين مرة أخرى، مشددا على ضرورة التزام الدول المانحة بما ستعلنه من تعهدات قبل المؤتمر القادم للمانحين بعد عامين.
ودعا إلى استمرار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصر، وقال “رسالتنا أنه لا يوجد وقت لنفقده وعدم الرجوع إلى الخلف مع الأخذ فى الاعتبار أننا فى مرحلة مفترق طرق”، وطالب بإعادة إحياء المحادثات بين الجانبين بطريقة تحقق الرخاء للجانبين.
وأشار إلى أن النرويج قدمت للشعب الفلسطيني هذا العام 20 مليون دولار ليصل إجمالي التعهدات النرويجية إلى ١٠٠ مليون دولار، وأضاف “سنستمر فى دعمنا للفلسطينيين”.
وشدد على أهمية دور القطاع الخاص الفسطينى فى إعادة إعمار غزة وإقامة مشروعات وأنشطة اقتصادية بالقدس الشرقية لمساعدة السلطة الفلسطينية كى لا تعتمد على المانحين، وأكد على ضرورة حل الدوليتن وأن تكون غزة جزءا من الحل.. مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا ببروكسل فى الربيع القادم لبحث التقدم المحرز فى هذا الصدد.
المصدر: وكالات