استئناف جلسات اليوم الثانى لمفاوضات سد النهضة.. ووزير الري: لا بديل عن الحوار رغم الصعوبات

استأنفت اللجنة الوطنية الثلاثية المؤلفة من 12 خبيرًا من مصر والسودان وإثيوبيا صباح اليوم الخميس، برئاسة وزراء المياه فى الدول الثلاث، حسام مغازى ومعتز موسى واليماهو تيجنو، أعمال اليوم الثانى للجولة الخامسة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبى المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، لحسم اختيار المكتب الاستشارى الخاص بالدراسات الفنية لتأثير سد النهضة.
ومن المقرر أن يقوم المكتب الاستشاري بإعداد دراسة تفصيلية لتقييم آثار سد النهضة على الحصص المائية لدولتي المصب (مصر والسودان) والأثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وتكون نتائجه ملزمة للجميع.
وذكرت مصادر مطلعة أن الهدوء يسود الأجواء وسط تفاؤل مشوب بالحذر، فيما تتجه الأنظار إلى الصعيدين الإقليمى والدولى إلى هذه المفاوضات، وتترقب الأوساط الشعبية والرسمية فى الدول الثلاث نجاحها بوصفها أول اختبار لتفعيل وثيقة المبادئ التى وقع عليها قادة الدول الثلاث بالعاصمة السودانية الخرطوم مؤخرا، والتى طوت صفحة الشكوك وسوء الظن وفتح صفحة جديدة من بناء الثقة وتعزيز التعاون.
ووقع زعماء مصر والسودان وإثيوبيا، الشهر الماضي، على وثيقة اتفاق مبادىء بشأن سد النهضة، والتي تشمل مبادئ تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة الإثيوبي.
وقال وزير الموارد المائية والري، حسام مغازي، على هامش اجتماعات اليوم الثاني في أديس أبابا، إن الخلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بقضية سد النهضة الأثيوبي أمر وارد وقال إنها “لا يمكن أن تفسد لغة الحوار القائم على الود والصداقة التي اخترناها أساسا ومنطلقا لعلاقاتنا مع الأشقاء الأفارقةوالتي نسعى من خلالها لتقريب وجهات النظر وحسم الخلافات أيا كانت” مؤكدا أنه “لا بديل للحوار رغم صعوبة المفاوضات”.
وعقد مغازي 3 اجتماعات بالوفد المصري المفاوض قبل بداية الجلسات أكد خلالها صعوبة المفاوضات رغم أنها تستهدف التوافق حول اختيار المكتب الاستشاري, مشيرا إلى نجاح الجهود الدبلوماسية في إزالة آثار الماضي والانتقال إلى أولى خطوات بناء الثقة.
وكشف مصدر مطلع أنه تم مخاطبة المكاتب الاستشارية المرشحة للوقوف على بعض النقاط الفنية المتعلقة بمدة تنفيذ الدراسات, متوقعا حسم عملية الاختيار نهاية الاجتماع في ختام الجلسة المسائية التي قد تستمر لساعة متأخرة الليلة.
وأكد وزير الري أن “وفد مفاوضات سد النهضة يمثل الحكومة المصرية وليس وزارة الري فقط, وأنه يعمل على قلب رجل واحد, على المسارين السياسي والفني, ولا يألوا جهدا في الدفاع عن مصالح الوطن”.
وأضاف الوزير أن “المفاوضات المضنية والشاقة التي تجريها مصر والسودان وأثيوبيا حول القضايا الخلافية والتعاون المائي تتعلق بثلاث مراحل زمنية في الماضي والحاضر والمستقبل”, وقال “نجحنا في إزالة آثار الماضي التي شابها الكثير من الشكوك وسوء الظن, ونقوم حاليا ببناء قواعد متينة لعلاقات تعاون شاملة انطلاقا من وثيقة المبادئ التي وقع عليها زعماء الدول الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم مؤخرا”.
وجدد الوزير تأكيده أن “مصر تفتح قلبها وذراعيها وتضع خبراتها الفنية تحت تصرف الأشقاء الأفارقة وخاصة دول حوض النيل العشر”, لافتا إلى أنه “قام بزيارة للسودان وجنوب السودان وسيقوم بجولة أخرى قريبا في باقي دول الحوض” مشددا على “حرص مصر على التواصل المستمر مع دول حوض النيل في إطار الاستراتيجية التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي لعودة مصر إلى أحضان أشقائها الأفارقة وعودة إفريقيا إلى مصر وأنها لم ولن تقبل بأية محاولات للوقيعة فيما بينها وبين هذه الدول, وأن أي خلافات سيتم حلها بالطرق الدبلوماسية والودية”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)