أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها أن امتداد كرة لهب المذهبية والطائفية وتديين الصراع السياسي في العديد من دول المنطقة لا سبيل إلى وقفها إلا بالانتخابات النزيهة.
صحيفة الوطن العمانية تتناول في افتتاحيتها خروج أكثر من عشرين مليون ناخب عراقي لاختيار 328 نائبًا بالبرلمان من بين 9039 مرشحًا، على وقع أصوات المفخخات والتفجيرات الانتحارية وسط إصرار الناخبين على الخروج للإدلاء بأصواتهم.
وتضيف الصحيفة العمانية أن الإرهاب الضارب أطنابه في العراق والموت المجاني يأبى إلا أن يؤكد حضوره مترافقًا مع سير عملية التصويت، موقعًا حوالي أربعة عشر قتيلًا وعشرات المصابين، وذلك في سلسلة هجمات استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من العراق، حيث شملت هذه الهجمات تفجيرين انتحاريين، وعشرات قذائف الهاون، ونحو عشر عبوات ناسفة، و11 قنبلة صوتية.
وتشير صحيفة الوطن العمانية إلى أن الشعب العراقي وهو يدلي بصوته متحديًا الموت المجاني والإرهاب المدعوم إقليميًّا ودوليًّا يتطلع أن يصل العراق بعد الاحتلال والخراب اللذين ساقهما إليه الغزو الأنجلو ـ أميركي إلى البناء والتوازن المطلوب، وأن يتسامى شركاء العملية السياسية العراقيون على خلافاتهم، مغلِّبين المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والطائفية الضيقة التي غرس زرعها الاحتلال الأميركي ويحصد مرارتها الشعب العراقي، فالأمل يحدو العراقيين بعودة اللحمة الوطنية والمشروع الوطني الجامع وتدارك كافة التشوهات والأخطاء المتراكمة.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه، وأمام مشهد القتل المجاني اليوم في العراق والذي استعر وازداد شراسة منذ نشوب الأزمة السورية، فإن واجبًا علينا أن نعيد الاعتبار لنظرية المؤامرة التي ظلمتها وأنكرتها قطاعات واسعة من دوائر السياسة والإعلام العربية، حتى كبرت ككرة الثلج وتمدد أثرها بشكل لافت، فباتت أقطار عربية أخرى في طوق المواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي مؤهلة لتكون عراقًا آخر بمفردات تآمرية مختلفة، وبقي خبر القتل في العراق وحيدًا شريدًا كفقرة الطقس الجوي في النشرات الإخبارية.