تحت عنوان “التآمر على مصر” قالت صحيفة “الوطن” الإمارتية، إن حقائق التآمر على الدول العربية ليست جديدة فهي موغلة في القدم ولكنها تكشفت في عهد الاستعمار عندما أخذ يمزق الأمة عمدا وتخريبا ويعمل بمشرطه لتقطيعها ثم رسم حدودها بما يتلاءم مع مصالحه ومصالح الحلفاء الذين يخدمونه.
وكان نتاج ذلك إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين وبدء الحرب الأهلية في السودان والعدوان الثلاثي على مصر ثم العدوان عليها في يونيو 1967 والتوسع الإسرائيلي عبر عمليات الاستيطان المكثف.
وأضافت الصحيفة أن موجة ثانية جاءت بعد الحرب العالمية الثانية تجسدت في ضرب مشروعات الوحدة والتنمية والديمقراطية نتيجة محاصرة الدول العربية وممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها من كل جانب، لافتة إلى أنه اليوم تأتي الموجة الثالثة من المؤامرات بزراعة الإرهاب في المنطقة لوقف عمليات التنمية أو تدمير المكتسبات والإنجازات الضخمة التي حققتها العديد من الدول العربية التي أصبحت نموذجا فريدا استطاع أن يتجاوز المعايير القديمة وينتقل بقدرته نحو آفاق متميزة ومختلفة وجديدة.
وأشارت الصحيفة الإماراتية، إلى أنه ضمن الموجة الثالثة من التآمر على الدول العربية ظهرت الطائفية كأساس لاستمرار عمليات التخريب وهي قرينة واضحة ودليل مثبت لما يحاك للمنطقة ويكفي ما جرى في العراق اليوم حيث يفقد بلد نفطي غني إمكانياته وطاقاته جراء ما يشبه الحرب الأهلية المستمرة بين المليشيات التي لا تعرف غير الإرهاب والقتل والتدمير وحدث مثله في سوريا ويحدث في ليبيا وقبله في الصومال ويحدث في لبنان وحدث في السودان واليمن.
وأضافت أن ما جرى في بعض الدول كان نتيجة لمؤامرات ظلت تستهدف المنطقة العربية على يد أبناء المنطقة أو على يد الأجنبي، وهذا ليس تسليما أعمى بنظرية المؤامرة إنما هو إقرار بأن ما يجري في الواقع لا يمكن أن يكون بعيدا عن المؤامرات التي تحيكها بعض القوى والدول والدوائر مددلة على ذلك بما يجري في مصر من إرهاب وصفته الصحيفة بأنه ليس وليد صراعات سياسية عادية وهذا ما يؤكده التاريخ القريب عندما كانت الصراعات تحتدم في مصر ولكن دون أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم بتفجيرات واغتيالات وتدمير منشآت ومؤسسات وأجهزة ومراكز وجامعات منبهة في هذا الصدد إلى ما أخذت بعض الدوائر الأجنبية تكشفه يوما بعد يوم عن خطط تدبر لمصر لتخريبها وإجهاض سعيها للخروج من وهدة الصراع المسلح إلى صراع ديمقراطي تحترم فيه إرادة المجتمع والشعب.
ولفتت “الوطن”، إلى أن متابعة خيوط المؤامرة سترشد إلى ما هو أكبر من تحالف ثلاث دول تتآمر لتدمير الدولة المصرية من أجل تمهيد الطريق نحو إقامة دولة ” طائفية ” على سدتها جماعة الإخوان المسلمين وبقية الحركات ضمن تيار الإسلام السياسي المتطرف، والمقصود من المؤامرة إغراق المنطقة في صراعات لا تنتهي قريبا تهدف في نهاية المطاف إلى إعادة تقسيم الدول بما يتفق مع الخرائط الجديدة للمنطقة، فتجويع مصر هدف وتقسميها إلى دول هدف وإضعاف جيشها هدف وتركيع الدول العربية الأخرى هدف، ومجموع هذه الأهداف مؤامرة كبرى ضد المنطقة.
المصدر: وكالات