قالت صحيفة الوطن الإمارتية، اليوم الاثنين، إن أردوغان ارتكب ثلاث هفوات لا تليق برئيس وزراء أولها تلويحه بنية طرد سفراء أجانب بحجة تغذيتهم الشائعات والتحريض، والثانية إعلانه نية تقطيع أيدي آخرين، والثالثة اتهام القضاء، وذلك عبر قوله “إن هناك قضاة يتعاونون مع مجرمين”.
وأشارت إلى أن تلك التصريحات التي تعكس مدى توتر رئيس الوزراء التركي حيث لم تصدر من رئيس وزراء أي دولة بل هي حكومة تركيا التي كانت حتى الأمس القريب تسعى لزيادة نفوذها إقليميًا عبر استغلال ما تم التعارف عليه بـ “الربيع العربي” لتجد نفسها خلال فترة قصيرة مهددة في عقر دارها وقد تدفع إلى استقالة أردوغان.
وأضافت أنه مع كشف فضيحة فساد قد تحصل بالكثير من دول العالم أخذت في تركيا منحى آخر مع اتهام مقربين من الحلقة الضيقة المحيطة بأردوغان.. كانت البداية نجلا وزيرين مما دفعهما إلى الاستقالة عقب استقالة وزير ثالث مع طلب هؤلاء من أردوغان تقديم استقالته.
وأوضحت أن هذا يعد أول تصدع كبير من نوعه في حكومة الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” الذي هز عرش أردوغان ودفعه لإجراء تعديلات وزارية واسعة في حكومته بلغت “10” حقائب لكنها لم تكن كافية لتهدئة الغضب المتصاعد بالشارع بل بدت وكأنها ارتدت عكسًا على حكومته وأعطت فرصة للمعارضة والغاضبين بالانقضاض.
وقالت إن هذه الأحداث كانت تتسارع يوميًا فغداة استقالة الوزراء والتعديل الكبير استقال عدد من نواب “العدالة والتنمية” وكانت دائرة التحقيقات بالفساد تضيق وتقترب من أردوغان ومع استمرار التحقيقات هرب نجله بلال خارج البلاد كي لا تتم مساءلته أو التحقيق معه.. كما انضمت الصحافة التركية إلى الغاضبين وردت على اتهامات أردوغان بأعنف منها رافضة إساءته للقضاء والتشهير به.
ولفتت إلى أنه في بلد مثل تركيا تتجه الأنظار خلال الأزمات إلى الجيش تحديدًا حتى وإن لم يتم الحديث بصوت عال ولكن مجرد حالة الترقب تعني أن الأتراك يعرفون طبيعة بلدهم وما يمكن أن تقدم عليه المؤسسة العسكرية.
هذا الجيش الذي سبق له أن قام بثلاثة انقلابات على السلطة بأوقات سابقة يتم استدعاء كبار جنرالاته السابقين إلى التحقيق والمحاكمة وهو نفس الجيش الذي يعارض التوجه “الديني” لحكومة أردوغان وحزبه الحاكم بصفته حاميًا للعلمانية وضد الكثير مما أقدم عليه أردوغان في الفترة الأخيرة من أعمال يعتبرها المراقبون ضد العلمانية.
وقالت إنه رغم إعلان الجيش رفضه التدخل في أي أزمة سياسية إلا أنه لا يعبر عن قاعدة ثابتة فعندما تكون تركيا ذاتها مهددة بالاشتعال والفوضى تعم تركيا فلن تقف صامتة.
وتساءلت “الوطن” في ختام افتتاحيتها هل تبقى ردات الفعل الغاضبة حاكمة للمشهد التركي
وبالتالي اهتزازات جديدة في حكومته..أم سيكون التغيير في طريقة التعامل مع الأزمة كفيلاً بالحل..الأيام القادمة ستعطي مؤشرات قوية عن التطورات التي تؤكد حتى الآن أنها ليست في صالح أردوغان.
المصدر: أ ش أ