جلس عابدي على الأرض متربعا وراح يتلو آيات من القرآن مع أصدقائه عندما انطلق الرصاص فجأة، زخة من الطلقات العشوائية على المصلين الذين تجمعوا يوم الأحد في المسجد بمدينة كيبك الكندية.
كان أول ما لفت أنظارهم صيحة “الله أكبر” التي جاءت من ناحية مدخل المسجد.
قال عابدي الطالب البالغ من العمر 22 عاما الذي امتنع عن ذكر اسمه الأخير خوفا على سلامته “التفتنا جميعا.. وعند ذلك بدأوا إطلاق النار”.
تمدد عابدي على الأرض وذراعاه حول رأسه تسد أذنيه. لكن وصلت إلى أسماعه مع ذلك أصوات رجال من حوله وهم يتضرعون إلى الله كي ينجيهم إلى أن أسكت الرصاص أصواتهم. وأحس بثلاث طلقات تمر فوق رأسه.
وقال عابدي لرويترز، في منزله بمونتريال يوم الإثنين “الكل ارتمى على الأرض والناس الذين كانوا واقفين لأداء الصلاة منهم اثنان في نفس الصف الذي كنت فيه أصابتهما الطلقات”.
وكان عابدي في كيبيك لزيارة أصدقاء عندما وجد نفسه وسط المجزرة.
وقال “كان الناس يدعون الله ‘اللهم احفظنا من هذا الجحيم. اللهم انقذنا من هذه المذبحة‘”.
ومرة تلو المرة سمع عابدي صوت حشو السلاح. ودعا الله ألا يصعد المهاجمون للطابق العلوي حيث تجمع النساء والأطفال.
وقال “حسبت أنني سأموت”.
وعابدي مقتنع أنه رأى شخصين يطلقان النار. وتقول الشرطة إنه لم يكن هناك سوى مسلح واحد.
لم يفتح عابدي عينيه إلا بعد أن سيطرت الشرطة على المكان. وقف وشاهد “مقبرة” – قتلى وأفراد في النزع الأخير ومصابون على مسافة قريبة من المكان الذي كان يجلس فيه مع أصدقائه.
وقال “كانت لحظة رهيبة”.
وأضاف أنه متأكد أن من صاح قائلا “الله أكبر” لم يكن مسلما “فنبرة الصوت مختلفة عن شخص يتكلم العربية أو يمكنه قراءة القرآن”.
ويوم الاثنين وجهت إلى ألكسندر بيسونت ست تهم بالقتل العمد وخمس تهم بالشروع في القتل بسلاح مصنف بأن استخدامه مقيد فيما يتصل بالهجوم الذي قتل فيه ستة أشخاص وأصيب 17 آخرون. ووصف رئيس الوزراء جاستن ترودو الهجوم بأنه عمل إرهابي.
وفي أعقاب المجزرة التي وقعت مساء الأحد تجمع من نجوا منها وبعض المارة في الناحية الأخرى من المسجد في مقهى قدم لهم القهوة مجانا كما تجمعت فيه أعداد كبيرة من الصحفيين لشحن هواتفهم.
خرج أمين من المقهى متجها إلى بيته وهو في حالة صدمة وقد سرت البرودة في يديه وسط درجات حرارة تقل عن الصفر إذ لم يكن يرتدي قفازا.
روى أمين لرويترز كيف انحنى بجوار الحائط الشرقي للمسجد محتميا من الرصاص. وعندما توقف إطلاق النار وقف فرأى جثثا من حوله. وطلب أمين نشر اسمه الأول فقط.
أما زبيدة بن جدو فقد غادرت المسجد قبل بدء المجزرة وقضت معظم الليل متسمرة أمام التلفزيون وهي تتبادل المكالمات الهاتفية مع صديقاتها وبعض المعارف المتعطشين للأخبار عن الهجوم على مسجدهم.
قالت زبيدة “كل شيء انقلب”.
وأضافت أنه رغم تلقي تهديدات من قبل فلم يحدث شيء من هذا القبيل.
وقالت “في يونيو، وضعوا رأس خنزير أمام المسجد. واعتقدنا أن هذه حوادث فردية. لم نأخذها على محمل الجد. هناك سفلة في كل مكان”.
المصدر: رويترز