كشفت مرافعة النيابة العامة، التي تلاها المستشاران إسلام حمد وإلياس إمام رئيسا نيابة أمن الدولة العليا، في قضية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، عن تفاصيل العملية الإرهابية التي أعد لها المتهمون في القضية لإغتيال وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بذات الطريقة التي نفذت بها عملية اغتيال النائب العام الراحل باستخدام سيارات مفخخة.
وجاء بمرافعة النيابة أن المتهمين في محاولة استهداف وزير الدفاع، أعدوا عبوتين مفرقعتين تم وضعهما داخل سخانين كهربائيين مفرغين، وبداخل كل سخان 50 كيلو جراما من المواد المتفجرة، وتجهيز السخانين بصاعقين ودائرتي تفجير داخل مزرعة بمحافظة الشرقية، ووضع العبوتين المتفجرتين داخل سيارتين.
وأضاف ممثلا النيابة، أن المتهمين كلفوا أحدهم برصد موكب وزير الدفاع وخط سيره وقوام ركبه ومواعيد رواحه ونقطة استهدافه.. حيث قاموا في منتصف شهر فبراير 2016 برصد الموكب، وأرسلوا المعلومات إلى مجموعة التنفيذ لاستهدافه بذات النمط الذي استهدف به النائب العام الراحل المستشار هشام بركات باستخدام سيارة مفخخة.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين واجهوا عقبة أن بركب وزير الدفاع “سيارة للتشويش على الاتصالات”، وهو ما يحول دون تفجير السيارة المفخخة عن بُعد، فكان أن تم الاتفاق على التفجير باستخدام الأسلاك، فقاموا بإعداد العبوة الناسفة بحيث يكون صاعقها بأسلاك كهربائية لتلافي التشويش على الاتصالات اللاسلكية.
وكشفت المرافعة أن المتهمين أعدوا لنهاية شهر فبراير من العام الماضي، موعدا للتنفيذ، غير أن السيارتين المفخختين تم ضبطهما وما بهما من مفرقعات قبل أن يتم استخدامهما في التفجير المعد له من قبل المتهمين.
وذكرت النيابة أن المتهمين رصدوا مسكن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومداخله ومخارجه، بتكليف من اللجنة الإدارية العليا للجماعة ومكتبها بدولة تركيا، قبل أن يتم ضبطهم قبل تنفيذهم لجريمتهم.
وأضافت النيابة أن المتهمين تلقوا دورات تدريبية على يد عناصر من حركة (حماس) الفلسطينية، وداخل معسكرات بدولة السودان، حيث تلقوا دورات فكرية وبدنية وعسكرية على يد عناصر من حركة حماس التابعة لجماعة (الإخوان)، درسوا فيها فن التكتيك وحرب المدن والعصابات، واستخدام الأسلحة وتصنيع المفرقعات وكشف المراقبة ورصد الشخصياتِ ورفع المنشآت وأمن التواصل بين أعضاء المجموعات وبرامج تشفير للتواصل مع عناصر مخابراتِ حماس، وترسيخ أفكار حول استباحة دماء الناس.
وذكر ممثلا النيابة أن عملية استهداف النائب العام الراحل، استخدمت فيها حاوية “برميل” معبأة من نترات الأمونيوم يجاوز وزن كيلوجراماتها الخمسين، يتوسطها مادة بيروكسيد الأسيتون المفرقعة موضوعة بقنين، يعلوها صاعق حساس يحوي جرامات من أزيد الرصاص، وأشرف عليها قيادات من حركةِ حماس، وصنعها المتهمان الخامس عشر والثامن والثلاثون وآخرون مجهولون، حيث طحنوا النترات بمزرعة الشرقية، ونقلاها لمدينة 6 أكتوبر بوحدة سكنية، وأحضر المتهم الحادي عشر الحاوية، ولم يتبق سوى دائرة إليكترونية أعدها المتهم السابع والثلاثين، ووضع العبوة داخل السيارة التي استخدمت في التفجير.
وأوضح ممثلا النيابة أن المتهمين في واقعة اغتيال النائب العام، تربصوا أمام مسكنه، حيث كان مخططهم تربص الحركي “إسلام” أمام مسكنِ النائبِ العام، وعند تحرك الركب، يعطي المتهم محمود الأحمدي الإشارة ليتولى تفجير السيارة، ويقوم المتهم أبو القاسم أحمد علي بتصوير الواقعة والانفجار، فيما ينتظر المتهم يوسف نجم بسيارته في أحد الممرات للهرب بعد ارتكاب الواقعة.
وأضافا أن المتهمين توقفوا بجوار مدرسة مواجهة لمكان السيارة المفخخة، حيث نزل الأحمدي وأبو القاسم وعاينا سيارة التفجير، وجهز الأول العبوة وأوصل صاعقها ودائرة تفجيرها وتأكد من تمام تفعيلها، وصوره أبو القاسم حال إعدادها.. ثم كمنا وترصدا خلف سور بجوار المدرسة.
وذكر ممثلا النيابة أنه ما أن تحرك موكب النائب العام، حتى بعث الحركي “إسلام” برسالة للمتهم محمود الأحمدي “أن استعدوا للتفجير” فأختبئ الأخير وراء جدار، وبجواره أبو القاسم مصور العملية، وفجر المتهم محمود الأحمدي السيارة المفخخة حال محاذاة السيارة استقلال المستشار هشام بركات لها، فأحدثوا الانفجار ولاذوا بالفرار وخلفوا الكثير من الأضرار، وأصيب النائب العام ومرافقوه.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)