كشف الدكتور شعبان عبد العليم عضو المكتب الرئاسى لحزب النور وأمين الحزب ببنى سويف أن الرئيس المعزول محمد مرسى كان على وشك قبول مبادرة القوات المسلحة بتغيير الحكومة وإقالة النائب العام خلال لقاء مرسى مع القوى السياسية يوم 29 يونيو الماضى، وحدث توافق على ذلك من جميع القوى السياسية الا ان الدكتور سعد الكتاتنى ضرب كرسى فى الكلوب وقال تظاهرات 30 يونيو لن تزيد عن 30 الف وسينصرفون قبل الظهر.
وأكد شعبان فى مؤتمر صحفى عقده بمقر الحزب ببنى سويف ان القوى السياسية وعلى رأسها جبهة الانقاذ استقرت على أن يعود التشريع للرئيس بعد حل مجلس الشعب الا اننا فوجئنا بالدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية يعلن تولى مجلس الشورى مهمة التشريع فقلت له انا والدكتور اشرف ثابت انتوا كده (هتولعوا البلد واستحملوا النتائج).
وشدد عبد العليم على ان حزب النور انحاز لخريطة المستقبل بعد ان رصدنا مؤامرة متكاملة لتقسيم الدولة ومخططات لاشعال الفتنة الطائفية وتحميل التيار الاسلامى المسئولية موضحا ان البعض كان يرغب فى الدفع نحو مواجهة عسكرية بين التيار الاسلامى بما له من ظهير شعبى والجيش بما له من قوات مسلحة للوصول الى سيناريوهات الجزائر وافغانستان والصومال فكان قررانا التصدى بقوة للحفاظ على قوام الدولة و تحملنا ما لايتحملة الجبال من تخوين و التفريط فى الهوية الاسلامية ونسمع سبابا من شباب الاخوان ولكن مصلحة الدولة مقدمة على مصلحتنا وكان لنا ممثل وحيد فى لجنة التعديلات الدستورية ناضل كالاسد فى مواجهة اقترحات بطمس الهوية الاسلامية واقتراحات الغاء المادة الثانية وسيذكر التاريخ ذلك وسيشكرنا الناس مستقبلا
وأوضح عبد العليم ان حزب النور استشعر الخطر المحيط بالدولة خلال عملية الاخونة السريعة للاستيلاء على مفاصل الدولة وحذرنا من خطورة ذلك على الاخوان انفسهم لانها وضعت دون اسس او معايير واعتقدت جميع القوى السياسية والثورية انها اصبحت على الهامش ولا مكان لها واعتقدت ان الحرية والعدالة يعيد سيرة الحزب الوطنى فى الاستحواذ فكان نتاج ذلك تكوين جبهة الانقاذ التى جمعت الفرقاء ومن بينهم الوفد الليبرالى والناصريين على الرغم من العداوة التاريخية المستشرية بينهما وكان لهم غطاء اعلامى رهيب وكان هذا المسمار الاول فى نعش نظام الاخوان.
واستطرد قائلاً “فتقدمنا بمبادرة تضمنت بنودا تقضى بالتصالح مع جبهة الانقاذ وجميع القوى السياسية بلا استثناء بما فيهم اعضاء نظام المخلوع مبارك الذين لم يتورطوا فى قضايا فساد مالى او تلوثت اياديهم بدماء الشهداء وتشكيل حكومة ائتلافية والتصالح مع القضاء عن طريق اقالة النائب العام السابق طلعت عبد الله تلك المبادرة وافقت عليها جبهة الانقاذ بالكامل ووصلتنا تطمينات بالتهدئة الاعلامية ضد الرئيس مرسى واعتباره خط احمر كما كان ايام مبارك وبدات القنوات المعادية له تتناوله بالسيد الرئيس وعرضنا ذلك كله على الرئيس فقال مبادرة مطروحة ننظر فيها ثم اهملت واستخدمها الاخوان فى الهجوم على حزب النور واتهامه بقلة الخبرة السياسية”.
وتابع القيادى بالنور، ومع ذلك لم نيأس وتابعنا خلال أعمال الجمعية التاسيسة طالبنا بالغاء مجلس الشورى واعادة مهمة التشريع للرئيس وواقفت جميع القوى السياسية وساندنا اثنين فقط من الحرية والعدالة هما الدكتور محمد على بشر و الدكتور صبحى صالح ولكن باقى الاخوان كانوا ضدنا وفوجئنا بالوزير محمد محسوب يقول الشورى سيبقى وسيتولى التشريع فقلت لهم انا والمهندس اشرف ثابت انتوا كده هتولعوا البلد.
وأشار أمين النور إلى أن الحزب استمر على هذا النهج من النصيحة ومحاولة التقريب بين الاخوان والقوى السياسية الا ان مكتب الارشاد افسد كل المبادرات حتى وصل الامر الى اجتماع سرى مع اعضاء بمكتب الارشاد حضرة محمود غزلان ومحمود عزت يوم 16 يونيو لمواجهة التظاهرات وطلبنا تغيير الحكومة و اقالة النائب العام فورا الا انهم رفضوا وفوجئنا بالتعديل الوزارى وبحركة المحافظين الاخوانية فعرفنا ان الامر خرج عن السيطرة.
وفجر الدكتور شعبان مفاجاة مزهلة بقوله ان الرئيس مرسى كان على وشك تنفيذ مبادرة القوات المسلحة التى طرحها الفريق عبد الفتاح السيسى وتذكر “كنا فى اجتماع مع الرئيس يوم 29 يونيو واخرج مرسى من جيبة المبادرة لاقراراها ولكن الاحزاب الاسلامية رفضتها بشدة بحجة انها تضع الرئيس تحت ضغط والنور ناشده قبولها ولكن الدكتور سعد الكتاتنى قال دول مش هيزيدوا عن 30 الف وهينصرفوا سريعا”.
وتطرق الدكتور شعبان عبد العليم الى التعديلات الدستورية مؤكدا ان الدستور الجديد افضل من دستور 2012 وحافظ على الهوية الاسلامية كاملة وتخلصنا من المادة 219 التى كانت تستخدم فزاعة ضد الاسلاميين وتمسكنا بمضمون المادة وليس صياغتها كما وان تفسير الشريعة سيخضع لحكم الدستورية فى عامى 85 وليس 96 فقط وزاد من بنود الحريات وكانت هناك ميوعة فى بعض المواد تم تلافيها فجاء المنتج اكثر انفتاحا وقوة فضلا عن ان الدستور وضع نسبة 7% للتعليم و 3 % للصحة و1% للبحث العلمى وتحولت صياغة تكفل الدولة الى تلتزم الدولة مؤكدا ان اصرار حزب النور على عدم الانسحاب من لجنة التعديلات الدستورية رغم الاستفزازت جنبنا القضاء على هوية الدولة وبل وتصدينا بقوة لاقتراح بالغاء المادة الثانية والتى كانت ستدخل البلاد فى بحور دم
واكد امين النور ان الحزب لم يستقر على دعم اى مرشح رئاسى لأنه ببساطة لم يترشح أحد حتى الآن وبعد اغلاق باب الترشيح سنعقد مفاضلة بين المرشحين بعد أن نخضعهم لمعايير وسنعقد لقاءات مع الجميع ونعرض القاءات على أستاذة فى علم الاجتماع وعلم النفس وخبراء استراتيجيون فى كيفية إدارة الدولة وقدرته فى اعادة الهيبة ولم الشمل واجراء مصالحة شاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة مشددا على انه من وجهة نظرة فلن يساند الحزب اى مرشح على خلفية عسكرية.
وأشار عبد العليم إلى أن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية منفردا ولن ندخل فى تحالفات حزبية ولن نكون كوبرى لعبور اى طيف سياسى فشل سياسيا من قبل مؤكدا ان حزب النور كيان سياسى مستقل ذو خلفية اسلامية وليس على اساس دينى ولا وصاية للدعوة السلفية عليه من قريب او من بعيد ولا تتدخل فى اى قرار حزبى مطلقا ولكننا نعود اليها فى المشاكل الفقهية.
وانتقد أمين النور قرار اعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية مؤكدا ان ادبيات الجماعة ليست فيها ارهاب متخوفا من يؤدى القرار الى استفحال العنف، مؤكداً أن القرار ادارى يمكن الطعن فيه.
واختتم عبد العليم بقوله “نأمل أن يتوجة الناخبون لصناديق الاقتراع على الاستفتاء بعد صدمتهم فى الغاء 5 استحقاقات انتخابية سابقة تجشم فيها الجهد والوقوف فى طوابير انتخابية طويلة وتم الغائها جميعا دون ان يكون لهم راى فى ذلك”.
المصدر: الوكالات