ذكرت صحيفتان لبنانيتان إن هناك “حالة امتعاض متبادلة وخلافا غير معلن” بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بسبب التأخر في تشكيل الحكومة، جراء العقد التي تحول دون الانتهاء منها.
وذكرت صحيفة (النهار) أن مرحلة تشكيل الحكومة بلغت درجة متقدمة من التأزم، بعدما أغلقت كل مسارات الحلول المنطقية للاشتراطات التي اعترضت مهمة رئيس الحكومة المكلف، والتي كان من مظاهرها غياب الاجتماعات بين عون والحريري من جهة، وبين الأخير ووزير الخارجية (رئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل، من جهة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى وجود “معطيات جدية” تفيد بأن هناك حالات امتعاض متقابلة في كل من قصر بعبدا (الرئاسة) وبيت الوسط (الحكومة) مع الفارق أن الحريري اختار الخيار المعاكس بالتعبير عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى تشكيل الحكومة خلال أسبوع أو أسبوعين، وكأنه يبدد المخاوف السائدة أو ينفي ضمنا الأزمة الصامتة.
وذكرت الصحيفة أن “زوار قصر بعبدا” يتحدثون عن انزعاج لدى الرئيس عون من تأخر تشكيل الحكومة، ورمي الكرة في ملعبه وتحميله المسئولية عن عقد، أطرافها معروفون، وأخرى ظهرت في الساعات الأخيرة لتضيف تعقيدات إلى التعقيدات القائمة”.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الجمهورية أكد لزواره أنه قام بكل ما يمكنه، وأن العقد ليست في بعبدا بل في أماكن أخرى “وعلى رئيس الحكومة المكلف توسيع دائرة مشاوراته وتقديم تصور حكومي”، مشيرة في ذات الوقت إلى أن عون لم يحدد مهلة للحريري للانتهاء أو سحب التكليف الحكومي منه، وأن كل ما صدر في هذا الشأن غير صحيح ولم يصدر عن رئيس الجمهورية ولم يلمح إليه مرة واحدة.
من جانبها، نقلت صحيفة (الأخبار) عمن سمتهم “المطلعين على موقف رئيس الجمهورية” أنه ليس بيديه حاليا “مسودة الحكومة” وأن زيارتي الحريري إلى قصر بعبدا في 24 مايو و 11 يونيو الماضيين تضمنت “افتراضا شفويا” اقتصر على الأرقام الخاصة بحجم الحكومة وعدد المقاعد التي يقترحها للفرقاء والكتل السياسية.
أضافت الصحيفة أن عون أكد للجميع أن أحدا لن يأخذ أكثر من حجمه الانتخابي، وأن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وحدها تحدد الأحجام، ولن يأخذ أحد سوى حصته.
وقالت الصحيفة نقلا عن عون للمطلعين على موقفه، أن الوقت ليس مفتوحا إلى ما شاء الله (لتشكيل الحكومة).. وأن في وسعه الانتظار للأسبوع المقبل، مضيفا “سأمنحهم فرصة بلا أي رد فعل مسبق”.
وذكرت الصحيفة أنه ليس ثمة ما يشير إلى “خلاف معلن” بين الحريري وعون، غير أن الأخير يأخذ على الحريري “عدم اتخاذه قرارا.
في المقابل، أكدت صحيفة (المستقبل) نقلا عن أوساط مقربة من الرئيس ميشال عون تأكيده عدم صحة ما تردد في بعض وسائل الإعلام أن عون حدد فترة سماح أو مهلة لتشكيل الحكومة، ليعمد في أعقابها إلى تكليف شخصية أخرى تتولى التشكيل.
وأشارت الصحيفة نقلا عن المصادر الرئاسية المطلعة إلى أن عون يحترم الدستور ولن يخالفه، وما تردد في هذا الشأن إعلاميا، مخالف للدستور.
على صعيد ذي صلة، أكدت الصحف أن العقبات أمام تشكيل الحكومة “كما هي وعلى حالها”، موضحة أنه لا جديد على مسار حلحلة العقدة المسيحية (الخلاف على الحصص والأحجام الوزارية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية) وكذلك الأمر بالنسبة للعقدة الدرزية التي يصر فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على حصرية تمثيل الوزراء الدروز بالحكومة من خلاله، في مواجهة رغبة جبران باسيل بـ(توزير) حليفه طلال أرسلان وزير المهجرين، وذلك خصما من الحصة الدرزية بالحكومة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )