ندّدت النقابات العمالية وأحزاب المعارضة في فرنسا بتصديقِ الرئيس إيمانويل ماكرون على قانون التقاعدِ في ساعاتِ الفجر، معتبرين ذلك نوعا من الضعف والازدراء للطبقة العاملة.
ودعا ائتلاف النقابات إلى تحرك تاريخي وإضرابات خلال الأيام المقبلة.
من جهته، يحاول ماكرون طي صفحة الأزمة، وعرض رؤيته لباقي ولايته الرئاسية بعد إقرار إصلاح نظام التقاعد، وإعادة تأكيد الوجهة التي يعتمدها، النظام الجمهوري والعمالة الكاملة وإعادة التصنيع.
غير أن المهمة تبدو شاقة لإصلاح الوضع بعد أزمة اجتماعية حادة مستمرة منذ ثلاثة أشهر وفيما تعاني السلطة التنفيذية من تبعات استخدامها البند 49.3 من الدستور الفرنسي الذي يجيز إقرار مشروع قانون بدون تصويت النواب عليه، وفي وقت لا تزال فيه محرومة من غالبية في الجمعية الوطنية.
ومع نشر مرسوم الإصلاح في الجريدة الرسمية بعد ساعات قليلة على مصادقة المجلس الدستوري على القسم الأكبر منه، ندد المعارضون بـ”استفزاز جديد”.
وقال الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل CFDT لوران برجيه “لا يمكننا تخطي الأمر”، محذرا من “النقمة” الشديدة في أوساط العمل ومستبعدا أي استئناف للمحادثات مع ماكرون في المستقبل القريب.
وأكد رئيس أكبر النقابات الفرنسية أن “أوساط العمل لا تزال تحت وقع الصدمة، من غير الوارد أن نذهب إلى محادثات وكأن شيئا لم يكن”.
وقرر اتحاد النقابات الفرنسية عدم الاستجابة لدعوة من الرئيس ماكرون للقائه في قصر الإليزيه الثلاثاء.
كما يسعى اتحاد النقابات إلى القيام باستعراض قوة في الأول من مايو، الملتقى التقليدي للعمال.
ودعت الأمينة العامة الجديدة للاتحاد العمالي العام CGT صوفي بينيه إلى “مدّ شعبي تاريخي” فيما تمنى لوران برجيه “في الأول من مايو أن نحقق نجاحا مدويا من حيث عدد المتظاهرين في الشارع”.
وفي حال توحدت القوى في الأول من مايو، فستكون هذه سابقة منذ 2002، بعد بضعة أيام من انتقال مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن في 21 أبريل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في سابقة في فرنسا.
وفي الأثناء تدعو النقابات الأربع التي تمثل شركة السكك الحديد الفرنسية إلى “يوم للتعبير عن غضب عمال السكك الحديد” الخميس.
وأعلنت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن السبت “إننا مصممون على التقدم بسرعة” مبدية في الوقت نفسه عزمها على “تهدئة البلاد”.
ورأت زعيمة حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) مارين لوبان أن “رئيسة الوزراء احترقت تماما، والحكومة خسرت مصداقيتها” معتبرة أن الرئيس لديه ثلاثة خيارات، إما تنظيم استفتاء أو الحل أو الاستقالة.
ويبدو من غير المرجح تشكيل ائتلاف مع اليمين وأوضح رئيس حزب “النهضة” الرئاسي ستيفان سيجورنيه أن مثل هذا الاحتمال يفترض وجود “برنامج وزعيم، وحزب الجمهوريين ليس لديه برنامج ولا زعيم”.
المصدر: وكالات