وصلت المفاوضات بين القوى اليمنية التى تجرى برعاية جمال بن عمر مساعد الامين العام للامم المتحدة ومبعوثه لليمن الى طريق مسدود بعد اصرار الاحزاب المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادى على شرعيته ورفضهم مناقشة أى أمور تتعلق بوضع الرئاسة فى المفاوضات التى كانت قد قطعت شوطا كبيرا فى التوافق على تشكيل مجلس رئاسى .
وقد لجأت هذه الاحزاب وهى التجمع الوطنى للاصلاح ” الاخوان المسلمين ” والاشتراكى والناصرى الاعضاء فى تكتل اللقاء المشترك الى تكتيك كسب الوقت فى المفاوضات التى اجبرت على المشاركة فيها بعد اطاحة الحوثيين بالرئيس هادى ومحاصرته فى منزله وطالبت بالافراج عنه وتمسكت بشرعيته التى رفضها الحوثيون وحليفهم حزب المؤتمر “وهو حزب على عبد الله صالح الرئيس اليمنى المخلوع “.
وكانت الاحزاب تتمسك بأمل حدوث تطور يغير الوضع السياسى ويزيح عن كاهلهم الضغوط الحوثية وانسحب الناصرى من المفاوضات عدة مرات بسبب التهديدات الحوثية كما انسحب قبل ذلك بكثير حزب الرشاد السلفى رافضا المشاركة من الاصل .
وجاءت موافقة الحوثيين على تشكيل المجلس الرئاسى تحت ضغط التطورات ولكنها طلبت أن يكون هادى خارج المجلس فيما وافق المؤتمر على استمرار هادى رئيسا للمجلس الرئاسى على أمل ان تحد الصلاحيات التى سيتم الاتفاق عليها من سلطاته ولكن حزب الاصلاح وجه رسالة لابن عمر من خلال رئيس وفده فى المفاوضات محمد قحطان أعلن فيها انسحابه من جلسة أمس الاول اعتراضا على مواصلة بحث المفاوضات موضوع الرئاسة الذى كان الحزب قد أعترض عليه قبل ذلك كثيرا بسبب غياب المعني الأول بهذا الأمر وهو الرئيس أو من يمثله .
وبعد ذلك بقليل بعث التنظيم الناصرى برسالة الى المبعوث الاممى أكد فيها رفضه مناقشة موضوع الرئاسة في الحوار مع الحوثيين ..وزاد عن موقف حليفه الاصلاح موضحا أنه لا يوجد مبرر لفتح نقاش بشان الرئاسة لان الموقع ليس شاغرا وانما مشغول برئيس معترف بشرعيته من قبل اطراف الحوار وعلى المستوى الداخلي والإقليمي ..كما رفض الحزب مناقشة موضوع تشكيل مجلس وطنى من551 عضوا .
ويبدو العداء السياسى والمذهبى واضحا بين الحوثيين الشيعة والاصلاحيين.. ولن يكون هناك أى توافق بينهم وقد شن عبد الملك الحوثى زعيم أنصار الله هجوما شديدا على الاصلاحيين في خطابه أمس وجدد اتهامهم بعرقلة المفاوضات واللجوء الى المماطلة والتسويف خدمة لقوى خارجية لافشال العملية السياسية كما اتهمهم بدعم تنظيم القاعدة للقيام بعمليات ارهابية في اليمن لتعقيد المشهد السياسى ليضيف صعوبات كبيرة لامكانية حدوث توافق بينهم اذا استمرت المفاوضات.
وفى خضم هذه التطورات قام جمال بن عمر بزيارة للسعودية التى كانت قد اعلنت موافقة دول مجلس التعاون الخليجى على طلب الرئيس هادى بنقل الحوار اليمنى الى الرياض تحت مظلة المجلس ولم تعقد جلسة حوار أمس الثلاثاء انتظارا لعودة المبعوث الاممى الذى لم يعلن أى شىء عن محادثاته في الرياض ولا يعرف ما اذا كان سيعود اليوم الى صنعاء أم يواصل زيارته لحضور اجتماع وزراء خارجية دول المجلس الذى سيناقش الازمة اليمنية غدا الخميس ..
المصدر:أ ش أ