بات من الواضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا ترغب في تنفيذ سيناريو الاجتياح البري لقطاع غزة، رغم تأكيدها المتواصل على الدعم الكامل لإسرائيل، لكنها تسعى جاهدة لمنع “الكابوس”، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
ومن واشنطن تحدث عضو الحزب الديموقراطي الأمريكي مهدي عفيفي عن الأسباب التي تقلق الولايات المتحدة بشأن عملية الاجتياح البري المحتمل لقطاع غزة، وأيضا حول التحركات التي تجري في الوقت الراهن من جانب إدارة بايدن لمنع هذا السيناريو.
ويرى عضو الحزب الديموقراطي أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء الرفض الأميركي لقرار الاجتياخ البري الأول هو الرد الفعل الدولي المتصاعد ضد ما تفعله إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة.
الثاني هو التخوف لدى واشنطن على حياة الأسرى لدى حركة حماس داخل القطاع، وهذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لواشنطن.
السبب الثالث هو زيادة الضغط الإنساني على غزة، وعلى المجموعات الفلسطينية لنفاذ الغذاء والماء والدواء.
الولايات المتحدة تقدم في ذات الوقت دعم مطلق لإسرائيل، فيما تتجاهل إدارة بايدن معاناة المدنيين.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطا مكثفة من الداخل خاصة مع توالي الاستقالات داخل وزارة الخارجية الأميركية رفضا للدعم المطلق لتل أبيب وتجاهل معاناة الفلسطينيين بالمقابل.
وبحسب عفيفي، تتوجس واشنطن من نتائج الحرب البرية في غزة، خاصة مع انخراط أطراف إقليمية في الصراع، وقد يؤدي الاجتياح الإسرائيلي إلى حرب إقليمية طويلة الآمد.
بحسب السياسي الأمريكي ، تقوم القوات الخاصة الإسرائيلية يوميا بعمليات واسعة داخل غزة تسهتدف العديد من المواقع كما تحاول تحرير الأسرى.
أيضا يريد المسؤولون الأميركيون مزيدًا من الوقت للتحضير للهجمات المحتملة على المصالح الأمريكية في المنطقة من قبل الجماعات المدعومة من إيران، والتي قال المسؤولون إنها من المرجح أن تشتد بمجرد قيام إسرائيل بتحريك قواتها بالكامل إلى غزة.
وقال مسؤولان أمريكيان إن النصيحة للإسرائيليين بالتوقف عن الحرب البرية تم نقلها من خلال وزير الدفاع لويد جيه. أوستن الثالث لأن البنتاغون يساعد في تقديم المشورة لإسرائيل بشأن الأعمال العسكرية، بما في ذلك الغزو البري، وفق “نيويورك تايمز”.
ويقول المسئولون الأمريكيون إنهم يأملون في الاجتياح البري، لكنهم يشعرون بالقلق من التلاعب بالسرد الذي طالما نشرته إيران وحلفاؤها حول سيطرة الولايات المتحدة سرا على إسرائيل.
كيف ترى إدارة بايدن سيناريو الاجتياح ؟
تصف نيويورك تايمز الأمريكية سيناريو الاجتياح بأنه كابوس، تسعى إدارة بايدن لمنع حدوثه، وتتحرك سريعا من أجل تحقيق ذلك.
وقال مسؤول للصحيفة الأمريكية ، إن “بايدن وصل إلى تل أبيب، الأربعاء، وسط غارات جوية إسرائيلية مكثفة على غزة أدت بالفعل لمقتل الآلاف، وحصار مستمر ترك ملايين المدنيين دون طعام وماء، واستعدادات لتوغل بري واسع النطاق في القطاع”.
وتابع: “لذلك، أصبحت فكرة إقناع إسرائيل بالتفكير مليا في التوغل البري هدفا أساسيا لزيارة الرئيس الأميركي”.
وأشارت إلى أنه في غضون أيام من التعهد بتقديم الدعم “القوي والثابت” لإسرائيل، عقب الهجوم، “بدأ بايدن بلطف في تذكير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمنا عندما تتصرف وفقا لسيادة القانون”.