أكدت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط على ما تقوم به الحكومة من إجراءات لتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشجيع الشركات العاملة في مصر على التصنيع المحلي بمختلف القطاعات، وتوفير جميع أوجه الدعم لتشجيع الشركات الكورية العاملة في مصر.
جاء ذلك في مستهل زيارة الوزيرة لعاصمة كوريا الجنوبية “سول”، والتي بدأت بعقد اجتماع ثنائيًا مع كيم يونج هوان نائب وزير الاقتصاد والمالية الكوري، وذلك ضمن فعاليات مشاركتها بالقمة الكورية – الإفريقية التي تُعقد يومي 3 و4 يونيو الجاري بمشاركة 48 دولة إفريقية، وبتمثيل من زعماء ورؤساء ورؤساء حكومات دول القارة.
وأشارت الوزيرة إلى اجتماع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر في العديد من القطاعات ذات الأولوية من بينها الإلكترونيات، والطاقة، والحديد والصلب، وهو ما يؤكد حرص الحكومة على دعم الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص الكوري وزيادة استثمارات تلك الشركات في مصر.
وأكدت حرص مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على المضي قدمًا نحو مزيد من تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين، التي تتنوع في العديد من المجالات التجارية، والاقتصادية والاستثمارية، بما يتماشى مع أولويات ومتطلبات التنمية في مصر، ويعزز جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت أن العلاقات المشتركة بين البلدين تشهد تطورًا كبيرًا في ظل اختيار مصر لتصبح الشريك الاستراتيجي لكوريا الجنوبية على مستوى جهود التعاون الإنمائي، منوهة بأن الشراكة المصرية الكورية نتج عنها تنفيذ مشروعات ذات أثر تنموي كبير من بينها مشروع مترو الأنفاق الذي يخدم ما يزيد على 3 ملايين مواطن سنويًا.
وأوضحت أن الشراكة المصرية الكورية نتج عنها أيضًا تنفيذ مشروعات بمجالات البيئة، والصحة والرقمنة، ومشروع توطين صناعة وصيانة القطارات في مصر الذي يلبي الطلب المحلي ويحفز الاستيراد للدول الإفريقية، مؤكدة ضرورة تكرار هذا النموذج بقطاعات أخرى لتعزيز النمو الشامل والمستدام.
ولفتت إلى جهود تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والمساهمات المحددة وطنيًا NDCs، وإطلاق المنصة الوطنية لبرنامج (نُوَفّي) التي تقوم على الملكية الوطنية، وتضم مجموعة من المشروعات ذات الأولوية بقطاعات المياه والغذاء والطاقة، بهدف تحفيز الاستثمارات المناخية في مصر، مشيرة إلى إطلاق دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، الذي يضع مبادئ ومسارات هامة لتشجيع التمويل المناخي بالدول النامية.
من جانبه..أكد نائب وزير الاقتصاد والمالية الكوري كيم يونج هوان، اعتزاز كوريا الجنوبية بالشراكة مع مصر باعتبارها من الدول المحورية في قارة إفريقيا والمنطقة وأكثر الدول تعاونًا مع كوريا الجنوبية في القارة بمختلف المجالات، وأهمية التعاون الإنمائي في دعم أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2022 بين مصر وكوريا الجنوبية بقيمة مليار دولار، والتي أتاحت تنفيذ مشروعات تلبي متطلبات التنمية وتحقق المصالح المشتركة، وعلى رأسها المشروع المشترك لتصنيع وصيانة 320 قطارًا بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ممثلًا في الشركة الوطنية لتصنيع السكك الحديدية (نيرك) وتحالف شركة هيونداي الكورية بمنطقة شرق بورسعيد، فضلًا عن مشروع التحول الأخضر في قناة السويس.
كما أوضح نائب وزير الاقتصاد والمالية الكوري الحرص على دعم مشروعات المناخ والتحول الأخضر في مصر.
وفي السياق، ناقش الجانبان فرص التعاون للاستفادة من آليات التمويل المبتكر لزيادة الاستثمارات المناخية بمصر؛ لتعزيز الشراكة المصرية الكورية؛ استمرارًا للتنسيق مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين لتكامل الجهود بشأن توفير التمويل لتلك المشروعات.
وأكدت رانيا المشاط – في ختام اللقاء – تقدير مصر للعلاقات المشتركة مع دولة كوريا الصديقة، وأن القمة الكورية الإفريقية تمثل فرصة لتعزيز التعاون الثلاثي بين مصر وكوريا ودول القارة، ودعم التعاون جنوب جنوب للاستفادة من الخبرات والتجارب التنموية.
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء