في تاريخ الأمة الإسلامية أيام وليال لها رونقها الخاص الذي تحتفظ به مهما طال الزمن ومرت العقود والقرون ؛ لأنها ترتبط بعظم القدر والتقرب إلى الله واستجابة الدعاء ..وليلة النصف من شعبان التي يحتفل بها المسلمون في مصر ومختلف أنحاء العالم الإسلامي مساء اليوم الاثنين هي واحدة من تلك الليالي.
وقد أكدت الحسابات الفلكية التي أجراها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه في تمام الساعة الثانية و58 دقيقة بعد منتصف ليلة غد وبالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة سيكتمل هلال شهر شعبان بدرا ، معلنا بدء العد التنازلي للتربيع الأخير من أوجه قمره وبالتالي قرب نهاية الشهر الذي سيكون عدته ٣٠ يوما لهذا العام الهجري ١٤٣٩ وفقا لحسابات المعهد.
وليلة النصف من شعبان هي ليلة الـ 15 من هذا الشهر، وتبدأ من بعد صلاة مغرب يوم (١٤ شعبان) وحتى دخول صلاة فجر اليوم التالي (15 شعبان) ولهذه الليلة أهمية خاصة في الإسلام ففيها تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، وذلك في العام الثاني من الهجرة وعلى أرجح الآراء بعد أن صلى المسلمون قرابة 16 شهرا تقريبا تجاه المسجد الأقصى وقد ورد فيها عدة أحاديث نبوية تبين فضلها وأهميتها.
وتتعدد أسماء ليلة النصف من شعبان، وكل اسم من أسمائها يدل على فضل من فضلها، فهي ليلة البراءة، وليلة الدعاء، والقسمة، وليلة الإجابة، وليلة الشفاعة، والليلة المباركة، وليلة الغفران والعتق من النار .. وقيل “إن للملائكة في السماء ليلتي عيد، كما أن للمسلمين في الأرض يومي عيد (الفطر والأضحى)، وعيد الملائكة ليلة البراء (ليلة النصف من شعبان) و(ليلة القدر)، ولهذا سميت ليلة النصف من شعبان ليلة عيد الملائكة، وتسمى أيضا ليلة التكفير وليلة الحياة، وليلة القسمة والتقدير.
ودعا الخليفة علي بن أبي طالب للتعبد هذه الليلة قائلا: “قوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها إلى السماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه ، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر”.. ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته.
ومشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان ثابت عن كثير من السلف، ومن أقوال علماء الدين في فضل هذه الليلة أن أشرف هذا الشهر ليلة نصفه.
وفي مصر تحتفل وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان ، وتلقى الكلمات حول الدروس والعبر المستفادة من هذه الذكري الكريمة، ثم يختتم الاحتفال بابتهالات دينية حول تلك المناسبة.
ويعتقد كثير من المسلمين أنَ لشهر شعبان ميزةً خاصّةً وعباداتٍ منفردةً عن باقي الشهور، فيقومون ليله ويصومون نهاره؛ وذلك تقرُّباً لله سبحانه وتعالى، وإدراكاً لفضل العبادة في هذا الشّهر، وسمى شهر شعبان بهذا الاسم، لأنّه صادف تشعُّب العرب في البلدان وقتَ تسميته؛ للبحث عن الماء لرعيهم وإقامتهم، وقيل: بل سُمِّي شعبان لأنَّهم -أي العرب- كانوا ينتشرون فيه لطلب القتال بعد أن امتنعوا عنه في الأشهُر الحُرُم وتحديداً في شهر رجب الذي يسبقه.
أ ش أ