يحل شهر رمضان على المئات من ملايين المسلمين بشتى بقاع العالم في وقت يعاني فيه الكثير منهم من الحروب الأهلية والتهجير القسري بالإضافة لانعدام الأمان.
وفي غزة، يحل الشهر الكريم بعد أيام من مقتل 60 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي وفي وقت يشتد فيه الحصار الاقتصادي على القطاع مما يمنع الكثير من السكان من التبضع لشراء عتاد رمضان من المنتجات الاحتفالية العتاد الغذائي.
وظهرت شوارع غزة بلا مظاهر للاحتفال برمضان، وقالت إحدى الفلسطينيات بالقطاع وتدعى أم عماد إن انقطاع رواتب العديد من السكان ألقى بظلاله على قدرتهم في التحضير لرمضان.
أما في العراق، فيستقبل مسلمو الموصل رمضان لأول مرة منذ ثلاث أعوام عاشوا خلالها تحت وطأة الحرب ضد ما يسمى بتنظيم داعش .
وعبرت أم طه عن تفاؤلها بالأوضاع بعد تحرير الموصل وهو ما ظهر على الآلاف من المحليين بسوق النبي يونس الشهير بالمدينة.
أما في اليمن لا شيء يدعوا المواطنين في عدن لأن يستقبلوا شهر رمضان ببشاشة وسرور،غير كونه يُعد جزءاً من روحانيات وشعائر الدين الإسلامي، أما المظاهر المادية فهي في تراجع وانحدار، فالمواطن لم يعد قادراً على تحمل تكاليف احتياجات أسرته من أطعمة ومشروبات اعتادوا عليها خلال الشهر الفضيل من كل عام، إلا أنه ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثيين توقف كل شيء، أو بالأصح أصبح محدوداً ويقل تدريجياً، فالعملة المحلية تنهار من جهة ورواتب العسكريين، وهم فئة واسعة في المجتمع، لا تُصرف بانتظام من جهة أخرى.
اما السوريون فتستمر معاناتهم في مخيمات اللجوء في دول الجوار في عامهم الثامن، ويدخل رمضان عليهم كئيباً كعادته، فلا بصيص أمل حتى الآن بعودتهم إلى وطنهم وقد أنهكم العوز هناك.
أما السوريون المهاجرون إلى أوروبا وكندا ففرق التوقيت وساعات الصيام الطويلة أنهكتهم مع الغربة، صحيح أن كل شيء مؤمن في هذه البلاد المترفة ولكن اختلاف العادات والتقاليد والأخلاق جعل رمضان غريباً عليهم وهم غرباء عنه.
وفي ليبيا ،فقدت عدة مدن ليبية نكهة الإحتفال بإستقبال شهر رمضان الكريم على وقع تردي الأوضاع الأمنية،ففي مدينة درنة،تشتد الأزمة مع تتصاعد حدة العمليات العسكرية التي أعلنتها القوات المسلحة الليبية ضد العناصر الارهابية المسيطرة على المدينة.وتلقي هذه التطورات بظلالها على المدينة التي تعاني من ارتفاع غير مسبوق لأسعار الوقود وغاز الطهي، فضلاً عن معاناة سكان المدينة أوضاعاً صعبة بسبب إغلاق مداخل ومخارج المدينة،بالإضافة إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ،ونقص السيولة في المصارف.
ويستقبل الليبيون شهر رمضان هذا العام ولا جديد في حالهم،فعلى مدار السنوات السبع الماضية، تعيش البلاد حالة فوضى،عمقتها الحرب وضاعف أوجاعها التناحر على السلطة بين الأطراف الليبية،ولم يظهر في الأفق بوادر لحلها.ليعود الشهر المبارك كسابقه فلا سلام يعم ولا كهرباء تدوم والغلاء ينهش جيوبهم والسيولة غير متاحة والانقسام والتشتت سيد الموقف.
مسلمو الروهينجا الذين تم ترحيلهم قسراً من ميانمار إلى معسكرات للاجئين ببنجلاديش يواجهون مخاوف من عدم توفر الغذاء الكافي لوجبات الإفطار والسحور بشهر رمضان.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 700 ألف من مسلمي الروهينغا زحفوا من منازلهم إلى بنغلاديش وذلك بعد قيام جيش ميانمار المنتمي للأغلبية البوذية بطردهم من مناطق سكنهم.
المصدر:وكالات