رحب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتوقيع الفرقاء الليبيين على مسودة الاتفاق السياسي بالأحرف الأولى في مدينة الصخيرات المغربية, تحت رعاية الأمم المتحدة بالرغم من عدم توقيع “المؤتمر الوطني العام الليبي “المنتهية ولايته” على الاتفاق والذي طالب بتعديل مسودة الاتفاق ومراجعتها مع المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردنيو ليون.
كان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام “المنتهية ولايته” عمر حميدان قد صرح بأن “المؤتمر” لن يتعاطى مع مسودة الاتفاق السياسي التي اقترحها المبعوث الأممي إلى ليبيا بشكلها الحالي, ما لم تؤخذ الاقتراحات التي طرحها المؤتمر لتعديل المسودة بعين الاعتبار.
وقد رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع الأطراف الليبية على مسودة الاتفاق السياسي بالأحرف الأولى في الصخيرات المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الاتفاق بأنه خطوة مهمة نحو تشكيل حكومة وفاق وطني .. مشيرا إلى أن الاتفاق يوفر للشعب الليبي أفضل مسار للمضي قدما لتحقيق السلام والاستقرار.
ودعا “كيربي” كافة الأطراف الليبية إلى الوحدة والانضمام إلى الاتفاق من أجل صالح البلاد .. مؤكدا استعداد الولايات المتحدة دعم تنفيذ الاتفاق للمساعدة في ضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية وإقامة المؤسسات الجديدة التي تسمح لتلك الحكومة بالعمل بفاعلية لصالح الشعب الليبي.
من جانبه شجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي الليبي بمدينة الصخيرات المغربية .. معربا عن تطلعه إلى “سرعة إبرام اتفاق كامل وتنفيذه”.
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة – في بيان له – “إن هذا العمل دليل واضح على الإرادة السياسية الشجاعة” .. معتبرا أن هذا الإجراء “يدفع البلاد خطوة إلى الأمام نحو إيجاد حل للأزمة المؤسسية والأمنية الراهنة”.
ودعا الأمين العام جميع الليبيين لتحريك عملية الانتقال السياسي إلى الأمام, بروح من الوحدة من خلال تشكيل حكومة الوفاق الوطني, مجددا التزامه بدعم الشعب الليبي من خلال ممثله الخاص برناردينو ليون وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
بدوره رحب مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء, بالتقدم الإيجابي المسجل في حوار الفرقاء السياسيين, خاصة بعد التوقيع بالأحرف الأولى على المسودة التي طرحا المبعوث الأممي برناردينو ليون, ورحب المجلس من خلال بيانه الصحفي بتوقيع أغلب الوفود المشاركة في الحوار بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي الليبي .. مشيدا بالإرادة السياسية وشجاعة الموقعين على الاتفاق الذي يهدف لحل الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا.
ودعا المجلس جميع الأطراف للمشاركة في دعم الاتفاق من أجل دفع مرحلة التحول قدما لتشكيل حكومة وفاق وطني .. مطالبا بعثة الأمم المتحدة لبذل الجهود لتنسيق الدعم الدولي لحكومة الوفاق المرتقبة.
كما رحبت منظمة التعاون الإسلامي بتوقيع الأطراف الليبية, بالأحرف الأولى, على مسودة اتفاق السلم والمصالحة, وأعربت على لسان الأمين العام لمنظمة التعاون “إياد أمين مدني” عن الارتياح لهذا التوقيع, حيث وصفه بأنه “خطوة مهمة على الطريق نحو السلام الشامل والدائم في البلاد”.
وأكد مدني أن السلام في ليبيا يبقى مسئولية الليبيين أنفسهم .. مشيرا إلى أن الشعب الليبي بات يستطيع أن يأمل في مستقبل جديد من الازدهار والتقدم, ودعا الأطراف التي لم توقع بعد إلى القيام بذلك في أقرب الآجال; لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا, وهنأ الأمين العام الوسطاء على النجاح الذي تكللت به مساعيهم, وبصفة خاصة جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة برناردو ليون, مشيرا إلى أن المنظمة على أتم الاستعداد لتسخير جميع إمكاناتها لحشد الدعم للمساهمة في جهود عودة الاستقرار لدولة ليبيا العضو في المنظمة.
يذكر أن المؤتمر الوطني العام “المنتهية ولايته” كان قد عقد جلسة ناقش خلالها موقفه من المشاركة في الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة بمدينة الصخيرات المغربية, صوت خلالها بأغلبية 70 عضوا من أصل 80, على تضمين تعديلاته على مسودة الحوار الحالية التي قدمتها الأمم المتحدة بشأن التوصل لاتفاق سياسي متوازن يحظى بقبول طرفي الحوار.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط