أعلن متحدث باسم عملية “عاصفة الحزم” التي يشنها تحالف اقليمي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن إن الغارات الجوية ضد المتمردين الشيعة مستمرة إلى ان تحقق “اهدافها”، مؤكدا ان “لا تخطيط حاليا لعمليات برية” في هذا البلد.
وقال العميد احمد عسيري المتحدث باسم القوات المسلحة السعودية ان “العمليات ستستمر حتى تحقيق اهدافها”، مضيفا “حاليا لا تخطيط لعميات برية لكن ان استدعى الامر فان القوات السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على اي عدوان من اي نوع”.
كانت طائرات من السعودية والدول العربية متحالفة معها قصفت اليوم الخميس المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويسعون للاطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت قناة العربية التلفزيونية إن السعودية تشارك في العملية العسكرية في اليمن التي اطلق عليه اسم “عاصفة الحزم” بمئة طائرة حربية. والى جانب ذلك 85 طائرة من الامارات وقطر والبحرين والكويت والاردن والمغرب والسودان.
وقال الأردن والسودان إن قواتهما تشارك في العملية. وتشارك القوات الجوية المصرية ايضا واتجهت أربع سفن حربية لتأمين خليج عدن.
وتدرس باكستان طلبا لإرسال قوات برية.
وقال سكان إن طائرات حربية شنت غارات جوية على المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في مسعى فيما يبدو لاضعاف قوتهم الجوية وقدرتهم على اطلاق الصواريخ.
وقال شاهد عيان في العاصمة اليمنية إن أربعة أو خمسة منازل قرب مطار صنعاء لحقت بها أضرار. وقدر عمال الانقاذ عدد القتلى من الغارات الجوية بما يصل إلى 13 شخصا من بينهم طبيب انتشلت جثته من تحت أنقاض عيادة أصيبت بأضرار من جراء القصف.
وقالت مصادر قبلية ومصادر من الحوثيين إن الطائرات الحربية قصفت المقاتلين الحوثيين قرب حدود اليمن مع السعودية.
وعلى المشارف الشمالية لعدن خاض الحوثيون وموالون لهم من الجيش معارك بالأسلحة النارية مع مقاتلي ميليشيا موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال مقاتلو الميليشيا إن 13 مقاتلا من الموالين للحوثيين وثلاثة من أفراد الميليشيا قتلوا.
وفي عدن قال مسؤول محلي إن القوات الموالية لهادي استعادت السيطرة على مطار عدن بعد يوم من سقوطه في ايدي قوات متحالفة مع الحوثيين. وظل مطار عدن مغلقا وألغيت كل الرحلات. وألغت المملكة العربية السعودية الرحلات الجوية الى المطارات الواقعة في جنوبها.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في الحوطة عاصمة محافظة لحج الى الشمال من عدن قتل فيها خمسة من المسلحين الموالين للحوثيين وأربعة من أفراد الميليشيا.
وتجمع آلاف من أنصار الحوثيين للتنديد بالضربات الجوية عند بوابة صنعاء القديمة ولوحوا بأعلام الحوثيين وهتفوا “الموت لأمريكا”.
ويمثل التدخل السعودي تصعيدا خطيرا في الأزمة اليمنية حيث تدعم ايران الحوثيين وتساند الدول السنية بالخليج هادي والموالين له من السنة في جنوب اليمن.
وقال سفير السعودية بالولايات المتحدة عادل الجبير في مؤتمر صحفي في واشنطن “سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط.”
وفي إشارة الى ايران على ما يبدو قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العملية تهدف الى مواجهة “عدوان” ميليشيات الحوثي المدعومة من قوى إقليمية.
وأدانت ايران الهجوم المفاجىء على جماعة الحوثي التي تدعمها وأوضحت أن عمليات التحالف بقيادة السعودية ستعقد الجهود لإنهاء الصراع ولن تؤدي الا لإذكاء الكراهية الطائفية التي تعد وقود الحروب في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
واستبعد مسؤول إيراني كبير التدخل العسكري.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم قولها “إيران تريد وقفا فوريا لكل الاعتداءات العسكرية والضربات الجوية على اليمن وشعبه… الأعمال العسكرية باليمن الذي يواجه أزمة داخلية… ستزيد تعقيد الوضع… وستعوق جهود حل الأزمة بالسبل السلمية.”
ورفض العراق التدخل العسكري في اليمن. وفي لبنان ندد حزب الله المدعوم من ايران بالضربات.
وعبر مسؤول إماراتي عن قلق دول الخليج العربية من نفوذ ايران في اليمن.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور محمد قرقاش على صفحته على موقع تويتر “التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح ايران والذي حمل لواءه الحوثيون لم يمكن السكوت عليه والغلو و التغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية.”
وقال البيت الأبيض في وقت متأخر يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تدعم العملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن وإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة في مجال الامداد والتموين ومعلومات المخابرات.
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن القوات الأمريكية لا تقوم بعمليات عسكرية مباشرة في اليمن. وأيدت كل من فرنسا وبريطانيا العملية لكن الاتحاد الأوروبي قال إن العمل العسكري ليس حلا.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب) – رويترز