جدد السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، انتقاد موقف الولايات المتحدة وتجاهلها دعوة مصر إلي القمة الأفريقية الأمريكية التي ستعقد في أراضيها يومى الخامس والسادس من أغسطس المقبل.
كما جدد الإشارة إلي أن عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي ليست مجمدة، وإنما الأمر يقتصر على تعليق مشاركتها بأنشطة الاتحاد.
وفي رده علي سؤال عن أسباب استمرار مصر في دفع حصتها بميزانية الاتحاد كونها من أكبر الدول الممولة له قال: ” لكل حادث حديث ونواصل اتصالاتنا لضرورة تدارك هذا القرار الخاطي من جانب مجلس السلم والأمن”.
وقال عبد العاطي: إن القمة الإفريقية الأمريكية القادمة لاتخضع لأنشطة الاتحاد الأفريقي كمنظمة، لافتا إلي أن هناك دولا ليست أعضاء في الاتحاد الإفريقي، وتمت دعوتها من جانب الولايات المتحدة، مؤكدا أن الحجتين اللتين أثارتهما كمبرر لعدم دعوة مصر مرفوضتان تماما، كماأن مشاركتها أو عدمه لم ولن ينل من مكانة مصر وأهميتها الإقليمية والدولية.
وأشار السفير بدر عبد العاطي في بيان صحفي بالأمس، إلى أن عمليات صنع القرار في الولايات المتحدة معقدة، وفي العديد من الأحيان يؤدي ذلك إلى تضارب في المواقف والقرارات الأمريكية، مؤكدا على أن قرار الولايات المتحدة بعدم دعوة مصر “خاطئ وقصير النظر”، وأن تبريره بأنهم سيعدوا النظر فيه وأنه مرتبط بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد هو تبريرات غير واقعية، ومن ثم فإنهم يعربوا عن استغرابهم الشديد من هذا القرار.
وكشف بدر عبد العاطي أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الإفريقي، مؤكداً أن علاقتنا بإفريقيا لم تتأثر بهذا القرار الخاطئ لمجلس السلم والأمن الإفريقي، وأن إقرار الدستور بنسبة ساحقة يفرض علي مجلس السلم والأمن الإفريقي مراجعة قراره تجاه مصر، مضيفا: “نقلنا لهم نص مشروع الدستور قبل إقراره ونقلنا نتائج الاستفتاء وتقارير المنظمات الدولية، ومن بينها المعهد الانتخابي للديمقراطية المستدامة في أفريقيا، وجاءت إيجابية في مجملها وكل ذلك تم نقله بشكل مستمر” للتراجع عن القرار، موضحا أن هذا القرار لا يجعل مصر تحيد في الاستمرار عن انتمائها للقارة الإفريقية، وأن هناك منهج جديد تتعامل به مصر تجاه أفريقيا.
وشدد المتحدث باسم الخارجية علي أنه لا يستطيع أحد أن ينفي عن مصر دورها العظيم في القارة الإفريقية، معلنا أن هناك جولة رابعة يقوم بها نبيل فهمي وزير الخارجية قريبا، بعد الجولات الثلاثة السابقة، وقال: “نعمل حاليا على وضع الهيكل التنظيمي للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والتي توجه أنشطتها للقارة الأفريقية بالكامل، ونأمل إطلاقها في القريب العاجل”.
وحول الذكري 25 يناير قال المتحدث: إن تعليمات صدرت منذ أسابيع للسفراء في الخارج بالاحتفال بهذه الثورة والتفاعل المباشر مع أبناء الجاليات المصرية وهناك من العديد الفعاليات التي يتم تنظيمها وتتضمن حفلات استقبال أو فعاليات فنية وثقافية.
وفيما يتعلق بالتأمين، أكد أن هناك تنسيق كامل بين السفارات المصرية وسلطات دول الاعتماد لتوفير التأمين اللازم، ونتيجة ذلك أن السفارات كانت مستيقظة ونسقت بالكامل وكانت هناك لقاءات مباشرة مع المسئولين في دول الاعتماد، ونقل مذكرات رسمية لطلب توفير التأمين اللازم الأمر الذي أدي إلي خروج الاستفتاء بهذا الشكل اللائق في الخارج.
وأشار المتحدث إلى هناك تحرك لوزارة الخارجية في الفترة التي أعقبت الاستفتاء على الدستور، وكذلك من جانب السفارات المصرية بالخارج للتعامل مع باقي استحقاقات خارطة الطريق.
وأكد أن اقرار الدستور بهذه النسبة الكبيرة سيدعم طبيعة الحال صورة مصر في الخارج، ودور وزارة الخارجية للتأكيد على إرداة الشعب المصري، معلنا أن الخارجية بدأت منذ أيام اتصالات مكثفة مع اللجنة العليا للانتخابات، واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لمراجعة شكاوى المواطنين المصريين في الخارج، حتى يتم نقل هذه الشكاوى بكل أمانة وكل دقة للجنتين المشرفتين على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وحول تطورات ملف الأموال المهربة للخارج، قال عبد العاطي: إن وزارة الخارجية لعبت دورا مهما في هذا الملف، ونقلت القرارات الصادرة عن المحاكم المصرية للدول التي يشتبه بها في وجود أموال مهربة وخاصة الدول الأوروبية، وكان هناك تحرك على المستوى السياسي، وأن هذا ملف قضائي في المقام الأول.
من جانب آخر لفت المتحدث إلي أن هناك تحركات لوزارة الخارجية في الفترة التي أعقبت الاستفتاء على الدستور بنسبة ساحقة من التأييد، ونسبة مشاركة عالية، مؤكداً أن هناك تحرك من قبل السفارات المصرية بالخارج للمواجهة والتعامل مع باقي استحقاقات خارطة الطريق.
وقال إن اقرار الدستور بهذه النسبة الكبيرة، سيدعم بطبيعة الحال صورة مصر في الخارج ودور وزارة الخارجية للتأكيد على إرادة الشعب المصري، وأن السفارات في الخارج يقومون بمقابلات واتصالات دولية، مشيراً إلي أن الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية تجاه مختلف دول العالم، ولافتا إلي أن هناك 169 لقاء من نظرائه الأجانب و29 جولة خارجية، و100 حوار مع وسائل الإعلام، و95 اتصال هاتفي مع نظرائه في الخارج وكل هذه الأمور تعبر عن كثافة التحرك والاتصالات.
وفيما يعكس عدم رضائه لبعض التناولات الإعلامية، قال المتحدث، إنه يبدو أن البعض لديه عدم دراية والمام بالحقائق، ويتغافل جهد وزارة الخارجية فيما يتعلق بنقل الصورة للعالم الخارجي، وبصفة خاصة الدستور الجديد من خلال ترجمته بالإنجليزية ونقله للخارج، والتواصل مع كل السلطات ووسائل الإعلام الأجنبية في الخارج ومع السفارات الأجنبية في القاهرة لشرح مواد الدستور خاصة ما تضمنه من مواد تتعلق بالحقوق والحريات، وأنه اذا كانت هناط أطراف في الداخل لديها استفسارات وغير ملمة بهذا الجهد فعليها أن تتوجه بهذه الأسئلة إلي وزارة الخارجية قبل أن تصل إلي استنتاجات خاطئة.
وأشار الي أن هناك متابعة هامة للعلاقات مع القارة الإفريقية، وتقع في صميم اهتمامات وزارة الخارجية، وأن هناك جولة رابعة يقوم بها وزير الخارجية قريبا بعد الجولات الثلاثة السابقة، ونعمل على وضع الهيكل التنظيمي للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وتوجه أنشطتها للقارة الإفريقية ونأمل اطلاقها في القريب العاجل.
وحول القضية السورية قال عبد العاطي، أن هناك مشاركة مصرية فعالة في مؤتمر جنيف 2، والتأكيد على أنه لا حل عسكري في سوريا، وضرورة توافر الحل السياسي والعمل بأسرع وقت ممكن على انشاء هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، مشيراً إلى أن وزير الخارجية اقترح أن تستضيف القاهرة مؤتمر يجمع الأطياف المعارضة السورية.
وبشأن القضية الفلسطينية جدد عبد العاطى التأكيد على موقف مصر بأنها تقع على رأس أولوياتهم، وأنهم يتابعوا المباحثات الجارية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، معلنين رفضهم كل السياسات التي تعرقل وتشكل النوايا الإسرائيلية في سياسة الاستيطان.
المصدر: الوكالات