قالت صحيفة اللواء اللبنانية إنه من ركام الدمار الهائل في ضاحية بيروت الجنوبية وعشرات البلدات والقرى على امتداد الجنوب إلى البقاع مروراً بالطرق الدولية التي تربط هذه الجغرافيا اللبنانية بالبر السوري من جهتي الشرق والغرب إلى ركام المجازر والتدمير في بيت لاهيا وجباليا وكل قطاع غزة… بدا بنيامين نتنياهو ، ومعه اركان الحرب من جالانت (وزير الدفاع) إلى هاليفي (رئيس الاركان) والمسؤولين في الموساد والشاباك وجنرالات الحرب، ليس على جدول أعمالهم سوى الحرب من أجل الحرب، أو القتل من أجل القتل، في أخطر عملية إرهابية، إجرامية تقوم بها دولة –عصابة عبر التاريخ .
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان ما صدر عن المسؤولين اللبنانيين لجهة نعي مفاوضات وقف اطلاق النار يدفع إلى الاستفسار عن المرحلة المقبلة على صعيد الاعمال العسكرية والتي باتت متفلتة من أي قيود، وقالت ان هناك اتصالات تتم لكنها لن ترتقي على مستوى الوساطة إذا كان التدخل الاميركي يبقى الاساس في سياق المفاوضات وبحث مسودات معينة.
وأشارت إلى أن ما بعد الخامس من الشهر الحالي موعد إجراء الانتخابات الامريكية يتضح مسار الحرب، في حين يبقى مطلب لبنان وقف الحرب اليوم قبل الغد.
وفيما كان لبنان ينتظر» أمراً إيجاباً من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، كان فجر الضاحية الجنوبية بالغ الخطورة، عندما انهالت الغارات على ما تبقى من أبنية ومساكن وطرقات، والذرائع إياها مواجهة مصانع انتاج الأسلحة العائدة لحزب لله.
وغاب هوكشتاين، ظاهراً عن السمع، هو بواشنطن، ومن هناك كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يضخ جرعات عن حصول تقدم في تنفيذ القرار 1701، وعلى الرغم من النفي، فإنه الطلب الأميركي من لبنان رفع الراية البيضاء، والإعلان عن وقف النار من جانب واحد، وكأن لبنان هو الجهة المعتدية على إسرائيل!.
وفي وقت لاحق «أبلغ هوكشتاين ميقاتي نفيه خبر طلب الولايات المتحدة من لبنان إعلان وقف النار من جانب واحد.
ومع ذلك، لم يقفل لبنان باب التواصل مع الجانب الامريكي، باعتبار أنه وحده الجهة القادرة على فرض أمر ما – على اسرائيل- إذا أرادت.
ومساءً، نعى الرئيس بري، المبادرة الأمريكية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين، وأن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
وكشف بري أن نتنياهو أضاع أكثر من فرصة لوقف النار وتطبيق القرار 1701، فهو رفض ما تم الاتفاق عليه مع هوكشتاين، معرباً عن تخوفه من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأمريكية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان رهناً بتطورات الميدان، مبدياً تخوفه من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
وأكد بري أن هوكستين لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب. وجدد بري تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701 (الصادر عام 2006).
ويأتي ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي على لبنان ومحاولات الجيش الإسرائيلي التوغل البري في الجنوب التي يتصدى لها حزب لله، في حين يواصل استهداف الجنود والآليات الإسرائيلية في المستوطنات قرب الحدود مع لبنان، ويستمر في عمليات إطلاق الصواريخ التي وصل مداها إلى تل أبيب وحيفا.