تستضيف الكويت، غدًا الثلاثاء، النسخة الثالثة لمؤتمر المانحين 3، لدعم الشعب السوري ، من أجل إزالة الكثير من المعاناة التي يعيشها في ظل الأوضاع الراهنة.
وتأتي استضافة الكويت للمؤتمر استجابة لطلب الأمم المتحدة، بعد نجاح المؤتمرين السابقين، حيث بلغت التعهدات فى المؤتمر الاول 6ر1 مليار دولار، في حين وصلت التعهدات من المانحين في المؤتمر الثاني إلى 4ر2 مليار دولار، ويتوقع أن ترتفع حجم التعهدات في المؤتمر الثالث الذي أعلن وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبد الله، أنه سيشارك به 78 دولة و38 منظمة دولية.
ولم تكتفِ دولة الكويت بتنظيم مؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني السوري ولا بتخصيص 300 مليون دولار تبرعات في المؤتمر الأول، حيث ارتفعت في المؤتمر الثاني لتصل إلى 500 مليون دولار، بل تبنت أن توجه أموال هذه التبرعات إلى إقامة مشروعات تنموية تقوم على تنفيذها منظمات الأمم المتحدة ليخصص عائدها لدعم الوضع السوري حتى تضمن استمرار توفير موارد مالية لدعم اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في الدول التي تستقبلهم.
وعن حجم الكارثة أظهرت تقارير الأمم المتحدة عام 2013، أن حصيلة القتلى تخطت 60 ألف شخص خلال الاشهر الـ22 التي سبقت عقد المؤتمر الأول، واضطر ما يزيد عن 700 ألف سوري إلى النزوح للبلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، نتيجة تدهور الأوضاع الانسانية إثر دخول بلدهم في دوامة دموية انعدم فيها الأمن والاستقرار.
كما أدت المواجهات المسلحة إلى تدمير مانسبته 50 في المئة من المستشفيات الحكومية يرافقها شح في الدواء، وتعرض عدد كبير من المدارس للتخريب، علاوة على الإرهاب النفسي والعدوان الجنسي والجسدي الذي يتعرض له العزل من الشعب السوري.
من جهة أخرى، كشف تقرير منظمة الغذاء العالمية (فاو) لعام 2013 عن الوضع الكارثي الذي مني به القطاع الزراعي السوري وطال البنية التحتية الزراعية، حيث انخفض إنتاج سوريا من القمح إلى ما دون الـ50 في المئة، وأشار إلى عدم قدرة المزارعين على حصد محاصيلهم بسبب انعدام الأمن ونفاذ الوقود في حين قدرت خسائر الأراضي الزراعية بـ 8ر1 مليار دولار أمريكي.
وقد دعت الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي يساهم في التخفيف عن معاناة الشعب السوري، واختيرت الكويت لتكون الدولة المضيفة بعدما طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استضافة المؤتمر الأول للمانحين.
وفي 30 يناير عام 2013 افتتح أمير الكويت أعمال المؤتمر الاول بمشاركة 59 دولة على مستوى قادة ورؤساء الدول وممثليهم ورؤساء الحكومات والوزراء و13 منظمة ووكالة وهيئة متخصصة تابعة للأمم المتحدة معنية بالشؤون الإنسانية والإغاثية واللاجئين.
وأتى المؤتمر بثماره إذ فاقت التبرعات الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة وهو مليار ونصف المليار دولار أمريكي، وعبر الأمين العام عن سعادته بهذا الإنجاز، قائلا إن “هذه التعهدات تعتبر الأكبر في تاريخ مؤتمرات المانحين وأشكركم على تبرعاتكم السخية”.
وكان التبرع الكويتي بمبلغ 300 مليون دولار وشكل ما نسبته 20 في المئة من إجمالي التبرعات، كما كانت الكويت الأولى في تسديد تعهداتها، وأعلنت كل من السعودية والإمارات مساهمتهما بمبلغ مماثل، وخصصت الولايات المتحدة مبلغ 155 مليون دولار للمؤتمر، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي المساهمة بمبلغ 133 مليون دولار، والمملكة المتحدة بمبلغ 80 مليون دولار.
كما استضافت الكويت مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي عقد قبل يوم من موعد مؤتمر المانحين.
وشهد ذلك المؤتمر مشاركة 63 منظمة كويتية وخليجية وعربية وإسلامية وعدد من منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشأن الانساني ، وخرج بمساعدات و تبرعات مالية بلغت قيمتها 183 مليون دولار منها 100 مليون التزمت بها جمعيات خيرية كويتية منضوية تحت لواء الجمعية الكويتية للاغاثة برئاسة يوسف الحجي.
ومع تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا زاد العبء الواقع على منظمات الأمم المتحدة الاغاثية لتوفير الغذاء والسكن والدواء وغيرها من المستلزمات والخدمات وأعلنت مفوضية اللاجئين الدولية عن حاجتها إلى 2ر4 مليون دولار لمواجهة الطلب المتزايد.
وأشار برنامج الأمم المتحدة الانمائي إلى أن الأزمة السورية ألحقت الضرر بنحو 50 في المئة من السكان وشردت نحو 5ر6 مليون شخص ، وأجبرت نحو 3ر2 مليون شخص على الفرار من سوريا إلى بلدان مجاورة ، ولفت أن نحو 80 في المئة من هؤلاء يعيشون في مخيمات للاجئين فيما امتدت تداعيات الأزمة الى المجتمعات المحلية في البلدان المستضيفة للاجئين.
وقررت دولة الكويت واستجابة لدعوة من الامين العام للأمم المتحدة استضافة مؤتمر المانحين الثاني بعد مرور سنة على انعقاد المؤتمر الاول ، بمشاركة 69 دولة لاستدراك الحاجة المتزايدة من الدعم الانساني وإعلانا من المجتمع الدولي بوقوفه مع ضحايا الصراع السوري ، لتتجاوز التعهدات التي تقدمت بها الدول المشاركة في المؤتمر الثاني ما تم جمعه في المؤتمر الذي سبقه ، وبلغت قيمة التعهدات 4ر2 مليار دولار لمصلحة اللاجئين السوريين.
وكان التبرع الكويتي فى هذا المؤتمر 500 مليون دولار مقسمة على 300 مليون دولار تبرع حكومي و 200 مليون دولار حصيلة ما تم جمعه عبر جمعيات خيرية كويتية غير حكومية ، ويأتي بعد ذلك التبرع الأمريكي بواقع 380 مليون دولار ، وأعلن الاتحاد الأوروبي تبرعه بمبلغ 225 مليون دولار ، في حين تعهدت بريطانيا بمبلغ 164 مليون دولار ، واليابان 120 مليون دولار ، وألمانيا 110 ملايين دولار والنرويج 75 مليون دولار.
وتعهدت كل من السعودية والامارات وقطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منها ، وأعلنت إيطاليا التبرع بمبلغ 51 مليون دولار ، والدنمارك مبلغ 37 مليون دولار على أن يرتفع الى 117 مليون دولار ، إضافة الى 18 مليون دولار لدعم الحل السياسي في سوريا .
كما استضافت الكويت أيضا المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري ، وعقد في 14 يناير ليخرج بتعهدات بلغت قيمتها 400 مليون دولار.
ويترقب الملايين من اللاجئين السوريين ما سيسفر عنه المؤتمر الثالث للمانحين من تبرعات ومدى التزام الدول بتقديمها لتزيل الكثير من المعاناة التى يعيشونها من نقص حاد فى الغذاء والدواء والإيواء، سواء داخل بلادهم أو فى مختلف الدول التي نزحوا إليها.
المصدر: وكالات