أمرت حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية، بإجلاء سكان مدينة جوما، بعد ثوران بركان نيراجونجو الليلة الماضية في المدينة الواقعة شرقي البلاد، مما دفع العديد من السكان المذعورين إلى الفرار من المدينة.
أوردت ذلك قناة “بي أف أم تي في” الفرنسية في موقعها على الإنترنت، مشيرةً إلى أن لهبًا أحمر بدأ يخرج من فوهة البركان منذ بداية الليل، وانتشرت رائحة الكبريت في جوما، الواقعة على السفح الجنوبي للبركان على ضفاف بحيرة كيفو.
وفي رسالة مسجلة بثتها محطات الإذاعة المحلية ، ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الحاكم العسكري لإقليم شمال كيفو الجنرال كونستانت نديما ، أن بركان نيراجونجو بدأ بالثوران الليلة الماضية قرابة الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحليّ.
وأعلن نديما أن التحقيقات جارية وأنه يجب على السكان اتباع إرشادات الحماية المدنية، داعيًا إلى الالتزام بالهدوء.
وأضاف الحاكم، المكلف بإدارة الإقليم منذ إعلان حالة الحصار في المنطقة في 6 مايو الجاري للتصدي للجماعات المسلحة، “سنقدم المزيد من التفسيرات للسكان للتوجه نحو المناطق التي سيكونون فيها آمنين”.
وانقطع التيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة، وتوجه مئات السكان (معظمهم في عائلات)، سيرًا على الأقدام أو بدراجات نارية وسيارات إلى المركز الحدودي مع رواندا في الجزء الجنوبي من المدينة، أو غربًا نحو ساكي باتجاه منطقة ماسيسي الكونغولية.
وتقع جوما مباشرةً بجوار الحدود و”الحاجز الكبير”، وهو المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين والواقع أيضًا في جنوب المدينة.
وأرسلت بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) مروحية حلّقت فوق المنطقة وأكّدت ثوران البركان، بحسب وثيقة داخلية للبعثة.. حيث أضاف أنّ الحمم تتدفّق باتجاه رواندا، وأن مدينة جوما والمناطق المحيطة بها آمنة.
وتتمركز في جوما وحدة كبيرة من قوات حفظ السلام والعديد من موظفي بعثة الأمم المتحدة في البلاد .. كما تعد قاعدة للعديد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية.
وقال منسق الحماية المدنية في شمال كيفو، جوزيف ماكوندي – في تصريحات لمحطات الإذاعة المحلية – إن “كل شخص في المدينة يعرف كيف يتصرف في أثناء ثوران البركان .. وليس علينا الشعور بالذعر”.
ويراقب مرصد البراكين في جوما حاليًا، اتجاه الحمم البركانية واتضح أنها تتوجه إلى رواندا في الوقت الحالي.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي ثار فيها بركان نيراجونجو تعود إلى يناير 2002، وراح ضحيته أكثر من مائة شخص ، حيث غطت يومها الحمم البركانية نصف مساحة جوما تقريبًا بما في ذلك نصف مدرج المطار.. وفر مئات الآلاف من السكان آنذاك من المدينة.
المصدر : ا ش ا