الكونجرس الأمريكى يعزز الاعتمادات الموجهة لعمليات ” افريكوم” لمكافحة الإرهاب فى أفريقيا
وافق الكونجرس الامريكى على زياده قدرها 40 مليون دولار إضافية فى اعتمادات موازنة القيادة الافريقية فى الجيش الامريكى “افريكوم” للعام 2021 وذلك تعزيزا للدور الذى تقوم به افريكوم على صعيد مكافحة الارهاب والتطرف فى افريقيا ، و كانت الحكومة الامريكية “البنتاجون” قد طلبت من لجنة الاعتمادات فى الكونجرس فى البداية تخصيص 240 مليون دولار للافريكوم التى تعد عملياتها ضد ميليشيات حركة الشباب الصومالية المتحالفة مع داعش من أهمها، لكن أعضاء الكونجرس الامريكى ارتأوا الاستجابة لطلب تمويل اضافى لتعزيز القدرة بواقع 40 مليون دولار امريكى لعناصر افريكوم فى شرق افريقيا.
ويصل عدد القوات الامريكية العاملة فى افريقيا تحت مظلة القيادة الافريقية فى الجيش الامريكى “افريكوم” إلى ستة آلاف جندى تسعى قيادة البتاجون الى تعزيز قدرتهم على شن العمليات الاستهدافيه لمكافحة الارهاب ضد العناصر الارهابية فى افريقيا وفى مقدمتها مسلحو حركتى الشباب وبوكوحرام وغيرهما من فلول القاعدة و داعش من ارتكازات قتالية خارج الاراضى الصومالية.
يأتى ذلك فى اطار مخطط للبنتاجون لتوسيع نطاق عمليات قوات “افريكوم” فى منطقة القرن الافريقى وهى القوات التى يتم سحبها من الصومال لاعادة تموضعها فى دول مجاورة للصومال مثل كينيا و جيبوتى ، وفى هذا الخصوص كان تقرير قد صدر عن البنتاجون بتاريخ الخامس والعشرين من نوفمبر الماضى بيانا يعلن فيه عن اجراء تطوير خطط المواجهة مع مسلحى الشباب فى الصومال بعد هجومهم على احدى قاعدة جوية امريكية صغيرة فى شمال كينيا بما يجعل العمليات الامريكية ضد تنظيم الشباب أكثر قوة ومبادأة خلال العام القادم وهو ما يستلزم اعتمادات اضافيه .
ومنذ العام 2013 تشن عصابات حركة الشباب المسلحة فى الصومال حرب ارهاب و ترويع داخل الصومال وفى محيطها الاقليمى بهدف هدم مؤسسات الدولة الصومالية واقامة قاعدة ارتكاز جديدة لقوى التطرف و على رأسها تنظيم الدولة فى منطقة القرن الافريقى بعد هزيمة تنظيم داعش فى العراق والشام ، وفى نيروبى عاصمة كينيا نفذ مسلحو تنظيم الشباب الصومالى فى العام 2013 هجوما على مجمع تجارى أودى بحياة 67 قتيلا و دشن سعى التنظيم الى البرهنة على طول ذراعه حتى الى خارج معاقله التقليدية فى الصومال وذلك سعيا الى إثبات بصمة ووجود حركة الشباب فى منطقة القرن الافريقى على امتدادها كوكيل لتنظيم الدولة .
ويقول الخبراء ان تنظيم داعش هو النسخة الجديدة لتنظيم القاعدة الذى كان ملهما لحركة الشباب فى الصومال لحمل السلاح ، ومع انحسار القاعدة وضعف مواردها التمويلية وبروز ” تنظيم الدولة ” الاكثر سخاء بعد انطلاق ما يعرف بثورات ” الربيع العربى 2011 ” ولى تنظيم الشباب وجهه شطر تنظيم الدولة رافعا إعلام داعش السوداء المميزة ” كوكيل له فى منطقة القرن الافريقى ” .
وفى نوفمبر الماضى، أعلن تنظيم الشباب الصومالى مسئوليته عن الهجوم الذى استهدف قاعدة خليج ماندا على الساحل الكينى وهى قاعدة جوية امريكية صغيرة تقع على مقربة من الحدود الجنوبية للصومال مع كينيا ، و اسفر الهجوم عن مصرع جندى امريكى واثنين من المقاولين المدنيين العاملين لحساب وزارة الدفاع الامريكية فى القاعدة المذكورة.
وفجر يوم الجمعة الماضى .. نفذت افريكوم ضربة جوية انتقامية ضد احد مراكز عمليات تنظيم الشباب الصومالى ردا على هجوم “ماندا” وقالت مصادر البنتاجون ان الضربه لم تؤد الى إصابه أى من المدنيين برغم نجاحها فى إحداث إصابات مباشرة فى مركز عمليات تنظيم الشباب الذى تم فيه التخطيط لعملية خليج ماندا .
وتعد تلك الضربة الانتقامية الامريكية الاخيرة هى الضربة الجوية رقم 50 التى توجهها افريكوم لحركة الشباب الصومالية خلال العام 2020 الموشك على الانتهاء ، وكانت مجموع الضربات الجوية الامريكية لمعاقل تنظيم الشباب الصومالى خلال العام المنصرم 2019 قد بلغ 63 ضربة جوية مقابل 47 ضربة جوية امريكية فى العام 2018 و 35 ضربة فى العام 2017 .
وتعمل على أرض الصومال قوة من تشكيلات افريكوم قوامها 700 فرد قرر البنتاجون فى الرابع من ديسمبر الجارى سحبهم من الاراضى الصومالية بحلول العام 2021 وإعادة تموضعهم فى بلدان قريبه مثل كينيا و جيبوتى وربما فى مناطق اخرى خارج منطقة القرن الافريقى من بينها جمهورية النيجر التى شهدت مصرع اربع من جنود افريكوم الامريكيين فى كمين نصبه لهم متشددون مسلحون فى العام 2017 .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)